حول القصص الشعبية والادبية انتدى الكاتب الاسباني ( خوسيه ماريا ميرنيو) في مركز ثربانتس الاسباني..
لقد تكلم الباحثون عن انتشار التراث القصصي كما في ( الف ليلة وليلة) و( سندباد) و ( اوفيسيرو) الاغريقية اليونانية, جميعها قصص شعبة شفوية تناقلت عبر تراثنا الشعبي من جيل الى جيل عبر الذاكرة, وقد تسرب الكثير منها الى الادب المكتوب والروايات الادبية.
فالقصة الشعبية تتكلم عن امور عجيبة وعن حيوانات تحدث بعضها عن شخصيات اسطورية قديمة مثل ( عنترة بطل السير العربية) اهم ما يميزها طريقة انتقالها, تجري احداثها في زمان غير محدد كان يا ما كان /كان في قديم الزمان كان ذات مرة.. الخ
موهبة الراوي وكيفية اختلاقه لها بكلماته وتعابيره واسلوبه, بصوته وملامحه وسكوناته,حيث يعطي لكل قصة شخصياتها .
اما القصة الادبية تعتمد على الكلمة المكتوبة, وتتكلم عن شخصيات محددة في زمن محدد, وهي ليست محصورة في ادب الاطفال, انما تشمل البالغين , والكبار ايضا.
في اسبانيا عاش هذا التقليد او التراث الشفهي الشعبي موازياً للادب الرسمي سنين طويلة, واول القصص التي جمعت من العربية وترجم منذ اكثر من سبعمائة عام حيث صارت قصصا مكتوبة هي ( كليلة ودمنة) و( السندباد ) جمعها ملك اسبانيا اسمه ( الفونسو الحكيم العاشر).
نظر العالم الادبي الى الادب ا لشفهي الشعبي بازدراء بالرغم من ذلك تسربت عناصر الادب الشفهي الى عالم المثقف الادبي مثل احد مؤلفات (بيدرو) ( ان الحياة حلم) التي اخذت من ( الف ليلة وليلة ).
في القرن التاسع عشر بدأ كتاب الرواية الطويلة بالظهور في اوروبا مثل ( تشيخوف الروسي, ديمابيا الفرنسي, الان بو الامريكي ) ثم كلدوس الاسباني بنفس الوقت يغلق ويتناسى كبار الكتاب الادب الشعبي الا قلة منهم يهتمون بجمعه وتبدأ القصة الادبية في التبلور لعدة اسباب منها عدم وجود السينما او التلفزة والاهم ان العديد من الكتاب كانوا يكسبون رزقهم بنشر قصصهم وابداعاتهم في الصحف والمجلات .
في القرن العشرين يعود المثقفون للاهتمام بالتراث الشعبي ويظهر تيار مهم من كتاب القصص مثل (فرايلي-وساندوس) فقد كتبوا القصص الواقعية.
بعدها يبرز ادب امريكا اللاتينية ويتميز بالتخيل الواسع والحرية , تطرقت القصص فيه الى الامور العجيبة المذهلة وخرجت بين المغامرة والرعب والقصص البوليسية, ثم ظهرت اجيال جديدة من كتاب القصص التي تميزت بالتنوع التعبيري, وكتابة القصص القصير جدا جدا , التي تترك الكثير من الامور لخيال القارئ.
الا ان المتلقي فضل الرواية الطويلة لما في عتبة القصة من جهد ومنهم من شجع فن الاختزال في القصة.
اصدر الكاتب خوسية كتاب قصص قصيرة جدا ( كتاب الليل) ويرى ان قصة ادبيه واحدة قصيرة ممكن ان تختزل لنا كل عالم الادب وتاريخ الكتاب , وهذا اكثر ما يناسب حياتنا المعاصرة بسبب ضيق الوقت اخيراً توقعت ان تكون الندوة اكثر شمولية ودقة في التفاصيل لما يحوي موضوعها من جمالية خاصة تاريخية حميمة لنا جميعاً.