تشايكوفسكي.. الخيال الروسي الفريد
ملحق ثقافي 22/12/2009 د.ابراهيم زعير في عام 1840 ولد الموسيقار الروسي العالمي العظيم بيتر إيليتش تشايكوفسكي في أحد المدن الروسية العريقة النائية،
وفي عام 1894 فارق الحياة عن عمر يناهز 54عاماً إثر إصابته بوباء الكوليرا الذي توفيت به والدته الذي كان منتشراً في موسكو آنذاك. وفي هذا العام يكون قد مضى 115 عاماً على وفاة هذا الفنان العظيم إلا أن أعماله الموسيقية الرائعة وخاصة موسيقا باليه «بحيرة البجع» ستبقى خالدة على مر العصور. منذ نعومة أظفاره لاحظ والداه بأنه طفل متميز في الذكاء والنشاط وميوله الموسيقية حيث كان يستمع بانتباه للأغاني الشعبية، والموسيقاوعندما بلغ السابعة من العمر، بدأ يتلقى دروساً في عزف البيانو واستمر أكثر من ثلاث سنوات، وأعجب به مدرسوه وكل من كان يستمع إليه واقترح أستاذه على والده أن يأخذه إلى بتربورغ لينينغراد» سان بطرسبورغ» لكي يتلقى الدروس على يد أساتذة كبار، كانت المدينة مشهورة بهم، ورحلت عائلته إلى المدينة وهناك انضم إلى مدرسة الاستاذ الكبير «فيليبوف» الذي رأى فيه موهبة موسيقية لايتمتع بها حتى الكثير من الأساتذة الموسيقيين، وانضم إلى فرقة الكورال الخاصة للغناء في مدرسة القانون التي التحق بها.
وفي عام 1865 تخرج من «الكنسر فتوار» وكان امتحان التخرج تلحينه لموسيقا /نشيد السعادة/ للشاعر الألماني الكبير شيلر وقلد فيه لحن بتهوفن لنفس النشيد الذي كان الجزء الأخير من السيمفونية التاسعة لبتهوفن. ونال أعجاب اساتذته والحضور ومنح ميدالية ذهبية لقاء لحنه هذا. وأخذ الحزن والألم يعتصر قلبه على وفاة والدته التي أحبها كثيراً، والتي كان يعتبرها هي ووالده وراء كل نجاحاته الموسيقية وبعد حين أفلس والده ولم يوفق في زواجه فسرعان ما ترك زوجته وكل هذه المآسي التي وقعت على رأسه تباعاً كان لها أثر عميق على إبداعاته الفنية والموسيقية لقد كان تشايكوفسكي مرهف الإحساس ومحباً للطبيعة الخلابة التي كان يلوذ بها كلما ضاقت به الأحوال.
وذات مرة كان جالساً بالقرب من بحيرة عذبة تحيط بها الغابة من كل الجهات وتسبح فيها عدة بجعات، فسحره منظرها وأصبح ذلك المنظر الرائع دافعاً له لتأليف موسيقا تحكي قصة البجعات المختلفة الألوان وحبك قصة خيالية حولها أطلق عليها «بحيرة البجع» التي تحاكي ماكان في المجتمع من صراع بين الخير والشر والنضال ضد الظلم الاجتماعي الذي يمارسه الاشرار ضد الأخيار من البشر، وإلى جانب تأليفه لـ«بحيرة البجع» التي أنجزها عام 1876 كتب بعدها «الجميلة النائمة» و«كسارة البندق»عام 1892 وكان أول عمل له «العاصفة» وتلحينه لعشر أوبرات عالمية أهمها على الاطلاق «المرأة البستونية» و«عذراء أورليان». ومن أشهر أعماله الغنائية الأوبرالية، أوبرا «يفغيني أنيفن» المقتبسة من الملحمة الشعرية للشاعر الروسي الكبير الكسندر بوشكين وعرضت تحت اسم «المناظر الغنائية» واشتهر تشايكوفسكي بالدراسات الموسيقية وفن الهارموني فأصدر دراسة تحليلية اسماها «الموجز في فن الهارموني»الذي بات يدرس في المدارس الموسيقية داخل روسيا وخارجها. وبعد وفاته عثر على الكثير من المخطوطات التي نشرت في مجموعة عام 1923.لقد عرضت جميع أعماله الموسيقية «الباليه» في جميع مسارح روسيا الكبرى وفي جميع مسارح العالم الأكثر شهرة على الأطلاق. لقد كان يوزع مايتقاضاه من أموال على زملائه الموسيقيين المحتاجين في موسكو وغيرها، ومات لايملك لاثروة ولانقوداً ولكن شهرته تعدت الآفاق ليصبح من أعظم موسيقيي العالم، وسيبقى اسمه إلى جانب بتهوفن وغيره من عظماء فن الباليه خالداً إلى الأبد باعثاً المتعة لملايين البشر من محبي الموسيقا الكلاسيكية الرائعة، وعرضت مسارح موسكو وغيرها وعلى المستوى العالمي أشهر أعماله الخالدة بمناسبة مرور 115 عاماً على رحيله
«عن نوفوستي»
|