منذ نحو شهرين، وعلى هامش ندوة “الحرية في أدب المرأة” التقيت في طرابلس الليبية،
الروائية اللبنانية علوية صبح، التي كانت شبه مطمئنة أن روايتها “اسمه الغرام” ستحوز على الجائزة، بعد أن تصدّر اسمها قائمتها الطويلة. اليوم وقد صدرت القائمة القصيرة بدأ البعض يغمز أن جائزة البوكر قد تم تعريبها وأنها بدأ تتسم بمزايا الجوائز العربية الأخرى، من فرض أتاوات معنوية، وتدخلات مادية، وربما يتوصل الأمر –كما يعتقد هذا البعض- إلى تقسيم كعكة الجائزة بالتساوي وأكلها بالشوكة والسكين.
وهناك من يقول، إن أصحاب الحل والربط، ممن يدفعون تكاليفها، قد يضيق بهم الحال في هذه الدورة ويطالبون بحصتهم من هذه الكعكة التي شرعت تثير شهية كتّاب الرواية وبعض الدوائر الثقافية المؤثرة في دولهم.
على السطح تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية جملة من الدسائس والفضائح، دخلت فيها أسماء وخرجت منها أسماء، حتى لنكاد نعتقد أن الجائزة مجرد “مؤامرة” يحيكها رجالٌ عابسون يجلسون في غرفة مظلمة محكمة الإغلاق. أما النص الروائي، أهميته وقدرته، فليس لها مكان في هذه المؤامرة التي طالت أسماء لها شأنٌ في المشهد الثقافي العربي.
شخصياً شعرت بالخجل وأنا أتصفح ما يُقال عن جائزة البوكر العربية التي استبشرنا بها خيراً، وكأن هنالك، من داخل الجائزة وخارجها، من يحاول تخريبها أو تلويثها على الأقل، الأمر الذي سيجعلها موضع شك في نظر المتابع وحتى المشارك، وهو ما يقلل من مصداقيتها التي كنا نعتقد إلى حين أنها محصنة “دولياً” من أهواء المغرضين..والمتطيرين.
لقد فعلت جائزة البوكر في المشهد الروائي العربي ما لم تفعله غيرها، وعملت على تقديم أسماء كانت حتى وقت قريب في غياهب المجهول..وهذا بحد ذاته ميزة جديرة بالتقدير من ميزات هذه الجائزة، غير أن هذا التشويش ومحاولات التخريب من الداخل والخارج قد يفقدها دورها الريادي، وهو أمرٌ لا يرغب فيه أحد، وليس لأحد -أي أحد- مصلحة فيه.
ghazialali@yahoo.com