تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القمة والتعاون الاقتصادي العربي..

اقتصاديات
الأحد 16/3/2008
د.سمير صارم

يأتي تحقيق التنمية الاقتصادية في طليعة التحديات التي تواجههاالامة العربية ليس فقط من زاوية ارتباط هذه التنمية بعملية التطور الديمقراطي وتحقيق الاستقرارالسياسي ولكن -وهذا هو الاهم- لكونها شرطاً لازماً لاستقلال القرار السياسي واحترام السيادةالوطنية.

وتعتبر جامعةالدول العربية المنظمةالاقليميةالعربية التي تلتئم تحت مظلتها مؤتمرات القمم العربية منذ بداياتها.‏

ولأن ميثاق الجامعة لم ينص على التعاون الاقتصادي فيما بين الدول العربية ونظراً لاهمية النص صراحة على مثل هذا التعاون فقد تم تعديل المادة الثامنة من معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي التي تم توقيعها في العام 1950 ليتم اقرار احداث مجلس الوحدةالاقتصادية العربية في العام 1977 بهدف تعزيزوتوثيق التعاون الاقتصادي والمالي والتبادل التجاري وغير ذلك مما يدعم الامن القومي العربي ويعززمسيرة العمل والاندماج الاقتصادي.‏

وقد انعقد حتى الآن 27مؤتمراً عربيا على مستوى القمة منهاالعادي الذي يأتي مجدولاً وفق آليات انعقاد القمم العربية ومنها القمم غيرالعادية التي تدعو لها دولة عربية أو أكثرلبحث بعض الاحداث الطارئة على المستوى العربي ويعتبرمؤتمر مدينة أنشاص العربية في مدينة القاهرة اول مؤتمر قمة عربيةعلى مستوى الرؤساء والملوك والأفراد وقد انعقد في التاسع عشر من شهر أيار مايو 1964 أما آخر المؤتمرات فقد انعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية في شهر أذار -2007 .‏

التعاون الاقتصادي في مؤتمرات القمة‏

لكن قضاياالتعاون الاقتصادي لم تأخذ مكانهاالمناسب وأهميتها المطلوبة في أغلبية هذه المؤتمرات بسبب طغيان الجانب السياسي والأزمات التي تمربهاالمنطقة نتيجة العدوان الاسرائىلي المستمر على دول المنطقة والاحتلال الامريكي للعراق وغير ذلك دون ان يعني ذلك ان التوصيات الصادرة عن اكثر من مؤتمر قمة عربية قد أغفلت المطالبة بتدعيم التعاون الاقتصادي العربي وبناء كتلة اقتصادية عربية موحدة.‏

وتعد القمة العربية الحادية عشرة التي انعقدت في عمان-الاردن بين 25-27 تشرين الثاني 1980 القمة العربية الأولى التي أكدت وبشكل صريح وواضح على أهمية التعاون الاقتصادي وأسست لهذا التعاون بشكله الجديدحيث أقر المؤتمر عدداً من القواعد السلوكية في تنظيم العلاقات الاقتصادية العربية.‏

استراتيجية للعمل الاقتصادي‏

وبالنسبة لاستراتيجية العمل الاقتصادي العربي المشترك فقد انطلقت هذه الاستراتيجية من ضرورة الاهتمام بتنمية وتطويرالقوى العاملة واكتساب التكنولوجيا وتوطيدها وتحقيق الأمن الغذائي العربي وزيادة الانتاجيةوانشاء صناعات محورية ودعم الجهود المبذولة لتطوير البنى الأساسية قطرياً مع ترابطهاوإقامة نشاط تخطيطي على المستوى القومي ودعم الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي ودعم صندوق النقل العربي وتوظيف القوة الاقتصادية العربية لخدمة قضايا المصير العربي وفي مقدمتهاالقضية الفلسطينية وإنشاء الهيئة العربية العليا للتنميةالاقتصادية وتبنت القمة عقد أول مؤتمراقتصادي عربي في القاهرة تحت شعار الارتقاء بأداء الاقتصاديات العربية.‏

كماركزت التوصيات الصادرةعن مؤتمرالقمة العربية الذي انعقد في بغداد عام1989على ضرورة الاهتمام بمشروعات التعاون الاقتصادي العربي باعتبارها المدخل المناسب لانشاء تكتل اقتصادي عربي موحد .‏

المؤتمر الاقتصادي الأول‏

وتأكيداً لأهمية التعاون الاقتصادي والتوصية بعقد مؤتمرقمة تكرس هذاالتعاون وتعمل على وضع آليات فقد شهدت القاهرة خلال شهر تشرين الثاني 2006 انعقاد المؤتمرالاقتصادي العربي الأول بهدف رفع قدرة الاقتصاديات العربية على الاستفادة من التطورات الاقتصاديةالدولية وتعريف مجتمع الأعمال على المستوى الدولي بالفرص المتاحة في المنطقة العربيةوعقد لقاءات بين كبارالمسؤولين الحكوميين العرب وكبارمديري الشركات العربية والعالمية ورجال الأعمال بهدف دفع وتطوير العلاقات والاتصالات فيمابين الدول العربية والشركات العربية من ناحية وبينهما وبين الشركات العالمية من ناحية ثانية .‏

وأبدى مؤتمرالقمة العربية الثاني المنعقد في الاسكندرية عام1964 ايضاً اهتماماً بالتعاون بين الدول العربية ومواصلة الجهود لتوطيد العلاقات وتنميتها ووجه عناية خاصة لدعم التعاون الاقتصادي العربي وتنفيذ الاتفاقيات الخاصة. وفي قمة الجزائر المنعقدة عام 1973 تم التأكيد على دعم العلاقات الاقتصادية العربية وتوظيف النفط لصالح المعركة ضد الاحتلال الاسرائيلي وتأمين الصمود في الأراضي العربية المحتلة وقيام الدول العربية بإعادة تعمير مادمرته الحرب..‏

أما في القمة العربية العاشرة في تونس والتي انعقدت عام 1979 فقد تمت الدعوة الى عقد دورة خاصة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي لبحث الاوضاع الاقتصادية في الوطن العربي ووضع الأسس الصحيحة لتطويرها وتعزيزها بمايضمن مصالح الأمة العربية وفي قمة القاهرة عام 1996 تم توجيه المجلس الاقتصادي والاجتماعي باتخاذ مايلزم للاسراع في اقامة منطقة التجارة الحرة العربية كما أقرت قمة الرياض 2007 الهيكل التنظيمي للاتحاد الجمركي العربي .‏

نجاح في الشأن السياسي دون الاقتصادي‏

لقد عالجت القمة العربية العديد من المشكلات السياسية ونجحت إلى حد مافي معالجة العديد من القضايا التي تصدت لها لكنها لم تساهم كما يجب في معالجة الاوضاع الاقتصادية العربية لترتقي الى مستوى طموحات أبناء هذه الأمة بالرغم من وجود قرارات هامة تم اتخاذهالكن تفعيلها كان يحتاج الى جهود أكبر من قبل القيادات التنفيذية المتمثلة بوزراء الاقتصادوالصناعة والزراعة والمال العرب ومتابعة أفضل من قبل الزعماء والقادة العرب لماتم اتخاذه وإقراره من توجيهات واضافة إلى مشاركة أكثر فاعلية من رجال الأعمال والمستثمرين العرب المنضوين تحت لواء اتحادات وغرف ومجالس رجال أعمال معروفة.‏

قمة دمشق ..والأمل!..‏

لذلك فإننا نتطلع إلى قمة دمشق القادمة بأمل كبيرمن أجل إيلاء الجانب الاقتصادي الأهمية التي يستحقهالاسيماوان التحديات عديدة كمانأمل أن تساهم هذه القمة بدفع عجلة العمل باتجاه انعقاد القمة الاقتصادية العربية التي يتم الحديث عنهاوالترويج لهامنذ زمن طويل ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية