من أجل إفساح المجال لهيغواين لقيادة الهجوم وقلة عدد أهدافه كانت واضحة.
وبوصول كريستيانو رونالدو بدأ الحديث حول من سيتم التضحية به من أجل الدون البرتغالي والراحل كان الهداف غونزالو هيغواين الذي انتقل إلى ميلان، وماندزوكيتش هو من بقى لهذا الموسم للقيام بدور كومبارس رونالدو والاستفادة من خبراته والتزامه التكتيكي الذي جعل ماسيمليانو أليغري يفضل الإبقاء عليه.
بدأ الموسم ولا أحد يعرف مصير ماندزوكيتش فالمهاجم سيكون حكرا على رونالدو والأطراف هناك كتيبة كاملة من الأجنحة لتتبادل عليها الأدوار ولكن ما حدث أنه بفضل العمل الجاد والتركيز الذي عليه ماندزوكيتش فقد أجبر أليغري على الدفع به في ثنائية هجومية مع رونالدو.
ما بين 4-4-2 و4-3-3 كان يتحول ماندزوكيتش من مهاجم ثان بجانب رونالدو إلى جناح كما كان يلعب الموسم الماضي ولكن الفارق أن اللاعب اصبح أقرب للمرمى بسبب طريقة اللعب التي تغيرت وأصبح الاعتماد الرئيسي فيها على العرضيات العالية التي يتفوق فيها رونالدو بدلا من اللعب على الأرض والاعتماد على الثنائيات بين هيغواين وباولو ديبالا وعرضيات دوغولاس كوستا الأرضية.
الخطة البديلة الموسم الماضي كانت الاعتماد على العرضيات على القائم العكسي والتي كان ينقض عليها القادم من الخلف إلى داخل منطقة الجزاء ماندزوكيتش والذي كان يتفوق في السماء عندما تكون الكرة هناك وبقية المباراة يقوم بأدواره التكتيكية في دعم الدفاع.
هذا الموسم أصبحت العرضيات هي الخطة الهجومية الرئيسية لتفوق رونالدو فيها وأليغري وضع ماندزوكيتش كمساعد لرونالدو حتى يصبح هناك كثافة عددية داخل المنطقة في السماء والتقاط العرضيات الضالة التي تفتقد أحيانا إلى الدقة أو في حال تعرض رونالدو لرقابة لصيقة.
أصبحت الخطة تحرك رونالدو في المنتصف أو على القائم القريب وماندزوكيتش يواصل اختراقه على القائم البعيد بتحركاته من خارج إلى داخل منطقة الجزاء.
وبينما كان الجميع يتابع ويراقب رونالدو في مباريات جوفنتوس كان ماندزوكيتش الجندي المجهول في الخلفية وصاحب الأهداف الحاسمة أكثر بتلك الطريقة فبعد تسعة أهداف سجلها طوال الموسم الماضي كاملا وصل ماندزوكيتش إلى الرقم 9 قبل انتصاف الموسم الحالي ورصيده من الأهداف في الدوري ارتفع من 5 الموسم الماضي إلى 8 حتى الآن يطارد بها ، رونالدو هداف السيدة العجوز بـ11 هدفا حتى اللحظة، الهدف التاسع جاء في بطولة دوري أبطال أوروبا في مرمى فالنسيا.
لم تكن أهداف ماندزوكيتش كمالة عدد فقط ولكنها كانت مهمة في مسيرة جوفنتوس لتصدر البطولة وجاء معظمها في مرمى منافسي الفريق، لم يسلم أحد من منافسي جوفنتوس من لدغات ماندزوكيتش هذا الموسم.هدف في مرمى لاتسيو وثنائية في مرمى نابولي بجانب هدف الفوز في مرمى كل من إنتر ميلانو في ديربي إيطاليا ومرمى روما بجانب هدف في مرمى ميلان، ستة نقاط في الدربيات والمباريات المهمة حصدها ماندزوكيتش لجوفنتوس وشباك منافسي السيدة العجوز تمت زيارتها.
أربعة من أهدافه التسعة جاءت عن طريق الرأس والخمسة أهداف الأخرى التي سجلها جاءت بقدمه اليمنى والأغلبية جاءت من متابعة العرضيات التي تضل طريقها عن كريستيانو رونالدو.
استغلال مميز لأليغري لإمكانيات لاعبه ماندزوكيتش رجل اللحظات المهمة دائما جعلت من المهاجم الكرواتي الذي أكمل الـ32 عاما من عمره الورقة الرابحة الأهم للبيانكونيري في حال اختفى أو لازم سوء الحظ كريستيانو رونالدو.