وسواء كان هذا القرار بالانسحاب مناورة ومراوغة لتفادي ما يمر به ترامب من ضغط داخلي وخارجي وتنفيسه ما يستطيع بتحويل الأنظار إليه، أم فعلياً وهو ما يتم الحديث بأنه سيكون قريباً وخلال الأسابيع القادمة، فإن قوات الاحتلال الأميركية وتحالفها المزعوم بمحاربة الإرهاب لا بدّ أنهم مطرودون من سورية، بإرادتها وبغير إرادتها، وهي الرسائل السورية المؤكدة التي تصل أسماع واشنطن بشكل مستمر ومتواصل، فيما يبدو أن ماكرون لم يتعلم من دروس التاريخ وكيف طرد أجدادنا الاحتلال الفرنسي وانتدابه.
أميركا تحاول أن تحفظ ما تبقى لها من ماء وجهها المراق في سورية فهي تعيش جملة مآزق لم تعتد عليها، وفي ظل رفض رسمي وشعبي لأي وجود لها على الأراضي العربية السورية أيضاً، مرتكزاً على إنجازات الجيش العربي السوري الذي وحسب ما يظهر في تطورات الميدان يستعد بعملياته لتوجيه ضربات قاصمة للإرهابيين أيضاً في شرق الفرات، ولكل من يتوهمون بالانفصال وتقطيع سورية إلى كيانات، والتي عجز عنها من هم أكبر منهم وأكثر خبرة وعدائية، كديمستورا الذي أسقط الجيش ورقته وأحرقها في حلب وعين الفيجة وريف دمشق وجنيف وغيرها وحرمه من أي ميلاد لمشاريعه الإرهابية.
في سورية لا ميلاد لحلف التآمر والعدوان، حتى الجولان قادم تحريره منهم، وواشنطن تدرك أنها أصبحت بين فكي كماشة العراق وسورية الرافضتين لاحتلالها ووجودها غير الشرعي وإرهابها وهو ما سمعته من بغداد مؤخراً حين أكد العراق أن أمنه من أمن سورية وهو ما يجري عبر مركز التنسيق الرباعي وتعزيز أمن الحدود، ومن هنا فإن مكافحة الإرهاب لن تتوقف حتى إخراج وطرد كل غاز وباغ، وليصحوا المتوهمون على أوهامهم.
يختم الجيش مسيرته في 2018م بميلاد جديد لسورية وقيامة تاريخية عبر انتصارات سطرها بواسله واعداً بالمزيد منها.. فكل عام وسورية المقدسة بخير.