تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأغلبية في «النواب» تنتقل للديمقراطيين الشهر المقبل.. الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية يشل واشنطن والنزوح من البيت الأبيض يتواصل

وكالات - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 25-12-2018
مع اقتراب اكتمال عامين من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يبدو أن وضع إدارته يتجه للأسوأ وبسهولة نحو انهيار سياسي واقتصادي، داخلي وخارجي، وذلك على خلفية الاستقالات والإقالات التي شكلت مزيداً من التوتر والتصعيد، فضلاً عن قرب انتقال الأغلبية في مجلس النواب إلى الحزب الديمقراطي في كانون الثاني المقبل،

ولتكون أول إدارة في التاريخ تشهد هذا العدد من الصفع والصفعات، ووسط هذا الغليان بين المسؤولين والرئيس يبدو المشهد الأميركي كارثياً بشكل لم يعتد العالم ولا حتى الأميركيون على رؤيته ووجوده.‏‏

فقد حذر مدير الموازنة في البيت الابيض ميك مالفاني من أن الاغلاق الجزئي للحكومة الامريكية الذي يشل واشنطن قد يمتد إلى العام المقبل وولاية الكونغرس الجديد.‏‏

وأغلق العديد من الادارات الفيدرآلية في الولايات المتحدة امس بعد ارجاء الكونغرس مداولاته بشأن مشروع قانون الاتفاق على رفع سقف الموازنة الفيدرالية وتلبية طلب الرئيس الامريكي دونالد ترامب الحصول على تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.‏‏

وقال مالفاني أمس لشبكة فوكس نيوز الاخبارية الامريكية: انه من الوارد جدا أن يستمر هذا الاغلاق إلى ما بعد الثامن والعشرين من كانون الاول الحالي وحتى ولاية الكونغرس الجديد.‏‏

وهذا الاغلاق الجزئي هو الثالث هذا العام علما بأن الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب لا يزال يتمتع بالاغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب ولكن اعتبارا من الثالث من كانون الثاني المقبل ستنتقل الاغلبية في مجلس النواب إلى الحزب الديمقراطي.‏‏

هذا ووفقاً لذلك فقد سجلت ولاية ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض مطلع عام 2017م أعلى نسبة استقالات في تاريخ الإدارات الأميركية وألقت بظلالها على المشهد السياسي لتضاف إلى سلسلة القرارات المتهورة في معظمها التي اتخذها الرئيس الأميركي وأثار بها جدلاً واسعاً تجاوزت حدوده الداخل الأميركين حيث إن وزراء وموظفين ومستشارين بالجملة انضموا إلى قائمة طويلة من الذين قرروا النأي بأنفسهم عن ترامب لوجود تباينات شاسعة في الآراء والسياسات وآخرهم وزير الحرب الأميركي جيمس ماتيس الذي تحدث في خطاب صريح وجهه للرئيس الأميركي عن تزايد الشقاق والخلافات بينهما.‏‏

فترامب الذي لم يعتد مخالفة أوامره بوصفه رجل أعمال واجه أحدث استقالة بفريقه بشن هجوم على ماتيس عبر تغريدة أطلقها على «تويتر» اعتبر فيها أنه منح الأخير فرصة أخرى عندما فصله الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ووفر له موارد لم تكن لديه.‏‏

وبالتوازي مع استقالة ماتيس وجه بريت ماكغورك المبعوث إلى تحالف «واشنطن المزعوم ضد تنظيم داعش الإرهابي صفعة أخرى لترامب بتقديمه الاستقالة هو الآخر عبر خطاب وجهه إلى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ما أثار حفيظة ترامب ودفعه إلى اتهام ماكغورك بالتّصنع.‏‏

كما أن من بين من قرروا الاستقالة مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي قررت الاستقالة من منصبها نهاية العام الجاري دون إعطاء تفسير واضح.‏‏

وفي 6 من آذار الماضي ترك غاري كوهن المستشار الاقتصادي لترامب منصبه احتجاجاً على قرار الأخير فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألمنيوم وهي خطوة أثارت خلافات واسعة بين الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا والعالم.‏‏

ونقلت رويترز عن ترامب قوله في تغريده له على تويتر امس يسرني أن أعلن أن مساعد وزير الدفاع باتريك شناهان سيتولي وزارة الدفاع بالوكالة اعتبارا من الاول من كانون الثاني 2019.‏‏

وأضاف ترامب ان لباتريك قائمة طويلة من الانجازات خلال فترة خدمته كمساعد للوزير وفي الفترة التي سبقتها وسيصبح وزيرا رائعا.‏‏

وفي هذا السياق أعلن ترامب أنه سيقصي وزير الدفاع عن منصبه قبل شهرين من انتهاء ولايته بموجب الاستقالة التي قدمها، وذلك لغضبه العارم عليه حسب مراقبين.‏‏

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في البيت الأبيض لم تذكر اسمه، أن ترامب شعر بالاستياء من الاهتمام الذي أحيطت به رسالة استقالة ماتيس، وأنه «يريد فقط انتقالا سلسا وأسرع، لأنه شعر بأن تأجيل ذلك لشهرين إضافيين لن يكون جيدا».‏‏

من جهتها قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في افتتاحيتها إن المشهد السياسي في الولايات المتحدة أصبح مضطربا بعد سلسلة من الأحداث جعلت البيت الأبيض يبدو غير فعال إلى حد كبير، والرئيس الأميركي متهور أكثر من أي وقت مضى، ولاسيما بعد أن أدت قراراته خلال أيام في إغلاق جزئي للحكومة الفيدرالية واستقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس.‏‏

واعتبرت الصحيفة أن مغادرة أحد أبرز الوجوه فى الإدارة الأمريكية بالإضافة إلى إغلاق الحكومة جزئيا، بعد رفض ترامب إسقاط طلبات تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، أدى إلى تغذية الشعور بوجود انحراف في السياسة الأميركية وزاد من الغضب والمرارة تجاهها.‏‏

واعتبرت الافتتاحية أن حدوث إغلاق للحكومة الأمريكية لثالث مرة خلال عام، أمر استثنائي لأن الولايات المتحدة، وحدها بين الديمقراطيات الغربية، لا تزال تخضع لمثل هذه الإغلاقات، بتكلفة باهظة يدفعها الشعب وموظفو الحكومة، وأشارت إلى أن هذه الإغلاقات ترجح إلى حد كبير أن ترامب سيصبح مثيرا للانقسام الحزبي أكثر مما سبق خلال العامين المقبلين.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية