المؤكد أن الإدارة الأميركية لم تستطع أن تحقق أهدافها الإستراتيجية التي كانت تطمح إليها في سورية، خصوصاً هدفها الرئيس المتمثل بالبقاء إلى ما لانهاية في الجغرافية السورية لممارسة دورها في الضغط والابتزاز وحماية مصالحها وحلفائها وأدواتها وإرهابييها في سورية والمنطقة، تحديدا الكيان الصهيوني.
القرار الأميركي بالانسحاب من سورية كان مفاجئاً بلا شك لكنه كان متوقعا أقله بالنسبة للدولة السورية قيادة وشعبا وجيشاً، وهذا مصدره اليقين المطلق الناتج عن الإرادة الكبيرة التي يمتلكها الشعب السوري في الوصول إلى أهدافه الكبرى في تحرير أرضه وتطهيرها من كل الإرهابيين والغزاة.
تبقى المفارقة في أن أدوات الولايات المتحدة وإرهابييها كانوا حتى الأمس القريب يراهنون على بقائها الطويل وحمايتها لهم من أجل الوصول إلى طموحاتهم وأوهامهم التي تبددت مع هذه الطعنة الأميركية التي أصابت تلك الطموحات والأوهام في مقتل.
الدولة السورية حذرت أولئك المراهنين على الأميركي مرارا وتكرارا، ذلك أن من يراهن على المحتل ليطعن وطنه وشعبه سيكون أول المطعونين من هذا المحتل، وهذا ما أثبتته تجارب الماضي القريب والبعيد والسحيق.. فهل هناك من يصغي ويتعظ؟.