تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرهان على الأميركي..

نافذة على حدث
الثلاثاء 25-12-2018
فؤاد الوادي

يعكس القرار الأميركي المفاجئ بالانسحاب من سورية وصول الولايات المتحدة إلى طريق مسدودة، لاسيما عجزها عن تغيير القواعد والمعادلات المرتسمة على الأرض والتي شكلت واقعا مختلفا عن ذي قبل، واقعا بحوامل وعناوين جديدة غيرت من وجه المشهد الدولي لجهة نسفها كل القواعد التي كانت تحكم بها الأخيرة المشهد الدولي برمته.

المؤكد أن الإدارة الأميركية لم تستطع أن تحقق أهدافها الإستراتيجية التي كانت تطمح إليها في سورية، خصوصاً هدفها الرئيس المتمثل بالبقاء إلى ما لانهاية في الجغرافية السورية لممارسة دورها في الضغط والابتزاز وحماية مصالحها وحلفائها وأدواتها وإرهابييها في سورية والمنطقة، تحديدا الكيان الصهيوني.‏‏‏

القرار الأميركي بالانسحاب من سورية كان مفاجئاً بلا شك لكنه كان متوقعا أقله بالنسبة للدولة السورية قيادة وشعبا وجيشاً، وهذا مصدره اليقين المطلق الناتج عن الإرادة الكبيرة التي يمتلكها الشعب السوري في الوصول إلى أهدافه الكبرى في تحرير أرضه وتطهيرها من كل الإرهابيين والغزاة.‏‏‏

تبقى المفارقة في أن أدوات الولايات المتحدة وإرهابييها كانوا حتى الأمس القريب يراهنون على بقائها الطويل وحمايتها لهم من أجل الوصول إلى طموحاتهم وأوهامهم التي تبددت مع هذه الطعنة الأميركية التي أصابت تلك الطموحات والأوهام في مقتل.‏‏‏

الدولة السورية حذرت أولئك المراهنين على الأميركي مرارا وتكرارا، ذلك أن من يراهن على المحتل ليطعن وطنه وشعبه سيكون أول المطعونين من هذا المحتل، وهذا ما أثبتته تجارب الماضي القريب والبعيد والسحيق.. فهل هناك من يصغي ويتعظ؟.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية