وقد دخلت عليه مجموعة من المواد جعل امكانية تنقيته صعبة وتم فرض هذا الهواء على الركاب خلال الرحلات الطويلة لأنه لا مجال أمامهم سوى التسمم أو الموت اختناقا.
تم وصف المرض الذي يحدث عندما يصبح الهواء الذي يتنفسه ركاب الطائرات محتويا على مزيج من المواد الكيماوية المنبعثة من محركات الطائرة بأنها متلازمة الهواء المتسمم.
الاختصاصيون قالوا إن هذا المرض يؤثر في الجسم بالطريقة نفسها التي تؤثر فيها غازات الاعصاب عليه، حيث تكون النتيجة استنشاقاً فورياً يستمر تأثيره لمدة طويلة.
متلازمة الهواء المتسمم، تصبح مفهومة إذا ما علمنا من اين يأتي الهواء الذي يدخل كابينة الركاب في الطائرة. ففي أي محطة من الرحلة تتم اعادة تدوير نصف هواء الطائرة. وتتم هذه العملية بواسطة نظام التهوية ويمر عبر مرشحات (فلاتر) لتنقيته.لكن المشكلة الاكبر تكمن في الخمسين في المائة الأخرى من هواء كابينة الطائرة. وهذا بسبب ان هذه الكمية من الهواء تأتي من الاعماق بينما تكون المحركات تحلق بالطائرة.
وعند استنزاف هذا الهواء من المحرك قبل ضخ الوقود إليه واحتراقه، فإن هذا الهواء النازف يعود عبر انابيب الى جسم الطائرة حيث يتم تبريده ثم ضخه الى كابينة الطائرة. والخطورة هنا هو ان هذا الهواء لا يتعرض “للفلترة” على الاطلاق. ولهذا، فانه يكون السبب في نفث أي مواد كيماوية أو سموم يمكن التقاطها من المحرك لتصل رأسا الى الطائرة، وبالتالي الى رئات الذين يكونون على متنها.
والمواد الكيماوية التي يدور الجدل حولها هي في الزيوت المستخدمة لتزليق المحركات. فهذه الزيوت يفترض ان تظل في المحرك، لكنها، مثلما هو الحال مع زيوت السيارات، يمكن ان تتسرب من السدادات أو بسبب عطل.
وغالبا ما يحدث التسرب عندما تبدأ المحركات تعمل بطاقة كبيرة عند الاقلاع أو الهبوط. ويحتوي الزيت المتبخر الذي يخرج من الطائرة النفاثة على مزيج من المواد الكيماوية، لكن اكثر من يثير القلق منها هو المواد المسرطنة والمواد التي تحتوي على فوسفات عضوية ومنها ما يعرف باسم “ترايسريسيل الفوسفات” (tricresyl phosphate)، ويرمز له اختصارا بالحروف الثلاثة TCP.