والذي يصح على شعر العرب والفرنسيين يصحّ على شعر الانكليز والفرس والالبان والروس والهنود والصينيين.
ويضيف أحمد عبد المعطي حجازي في دبي الثقافية قائلاً : وأنا لا أقدم هنا اكتشافاً جديداً ، فالشعراء مختلفون مثلهم مثل الكتاب والخياطين والنجارين والبنائين ، ومثل البشر الذين لا يمكنهم إلا أن يختلفوا ولو تشابهوا ولو كانوا توائم ، وإنما أذكر بهذه الحقيقة المعروفة للجميع لأننا ننساها في بعض الأحيان فلا نعد شعراً إلا ما نفضله ونجد أنفسنا فيه، مع أن تفضيلنا لبعض الشعر ليس حجة على الشعر الآخر، وربما حصرنا أنفسنا منذ البداية في دائرة محدودة ضاق فيها مجال اختيارنا فعرفنا شيئاً وغابت عنا أشياء كما يقول أبو نواس.. لكننا لسنا مضطرين الى قراءة كل مانظمه الشعراء لنعترف بأنهم مختلفون، وإذاً فلابد أن يكون الشعر مختلفاً أي إنه كثير متعدد.
جوهر الشعر واحد، لاشك لكن هذا الجوهر الواحد لا يمكن أن يتمثل في شكل واحد أو في صورة واحدة لأن المادة التي يصنع منها وهي اللغة غنية مترامية حافلة بالمعاني والالوان يأخذ منها كل شاعر بطرف ، ولأن الشعراء يرون العالم بعيون مختلفة ويحسونه وينفعلون به، وهم واقعون تحت تأثير دوافع وعواطف ورغبات وأفكار وآمال وأحلام ومخاوف كثيرة فلابد أن تختلف قصائدهم مع أن جوهر الشعر واحد إلا أن التعدد في الشعر ميزة نطلبها فيه.