تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجيه البارودي .. هكذا تمتد الذاكرة..!

ثقافة
السبت 18-4-2009م
متابعة: علاء الدين محمد

آبدة من أوابد حماة، امتد في ذاكرة مجتمعه وبلاده امتداداً قل نظيره، فحنت بلاده عليه، وكانت وفية له، وتبادله الحب بالحب، والوفاء بالوفاء،

مرددة في كل حين أشعاره على شدو النواعير، ونسيمات أشجار ضفاف العاصي.‏

إن عالم الشاعر الطبيب المرحوم وجيه البارودي عالم رحب، وواسع وشامل، فهو الحكيم الإنسان والشاعر الفنان والناقد الواعي، والجريء المقدام، وشاهد القرن العشرين من عقده الأول إلى عقده الأخير.‏

في ثقافي المزة ألقى الأستاذ معتز البرازي محاضرة بعنوان (تحليق في عالم الشاعر وجيه البارودي) بدأ حديثه بتقديم لمحة عن حياة الشاعر الذي ولد عام 1906 ودرس دراسته الأولى في الكتاتيب ومدرسة ترقي الوطن، ثم كانت الحرب العالمية الأولى التي أوقفت كل شيء ومع نهايتها أوفدت عائلة البارودي الدكتور وجيه مع عشرة من أبناء عمومته إلى الكلية السورية الإنجيلية في بيروت عام 1918.‏

أمضى الطالب وجيه البارودي في رحاب الجامعة الأميركية أربعة عشر عاماً شملت الدراسة الابتدائية والثانوية والجامعية وتخرج طبيباً عام 1932.‏

وفي الجامعة الأميركية ببيروت تعرف إلى الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان، والشاعر العراقي حافظ جميل، والأديب اللبناني عمر فروخ والشاعر التونسي أبو القاسم الشابي وكان لهم قصائد مشتركة «وادي الرمان» التي نظمها مع ابراهيم طوقان حين قال عنها البارودي: لايستطيع ناقد مهما حقق ودقق أن يجد دليلاً على ينبوعها (الثنائي) أقتطف منها بعض الأبيات:‏

يايوم جاوزت الخميلة في الضحى‏

والشمس مشرقة ووجهك مشرق‏

أقلوبنا في الروض أم رمانة‏

أضحى على أغصانه يتغلق‏

أم أدر حين جنيته‏

أم ريقك المعسول ما أتذوق.‏

وأشار المحاضر إلى أن الدكتور البارودي صاحب رسالة إنسانية أوصلها إلى الناس عبر طريقين طريق الطب وطريق الشعر وفي ذلك يقول: أتيت إلى الدنيا طبيباً وشاعراً‏

أداوي بطبي الجسم والروح بالشعر‏

أروح على المحموم اشفى أوامه‏

بأجمع ما أتيت من قوة الفكر‏

فاسقيه من روحي رحيقاً ومن يدي‏

مريراً فيشفى بالرحيق أو المر‏

المعالجة عند البارودي هي توءمان من الجهد، عمل سريري مشفوع بالمعالجة الإنسانية والنفسية، أغلب الناس الذين يحكمهم من الفقراء حيث لقب بأبي الفقراء وفي ذلك يقول: وبيني وبين المال قامت عداوة‏

فأصبحت أرضى باليسير من اليسر‏

وأنشأت بين الطب والفقر ألفة شبت بها في ظل ألوية النصر.‏

أما عن تفاعله مع مجتمع مدينة حماة، فإن حماة لم تعرف حتى الآن شخصاً تعامل مع مجتمعها في شتى المناسبات والأحوال فمن قمة المديح إلى ذروة الهجاء .‏

عرج المحاضر على حياة البارودي السياسية المستندة إلى الشعبية المهنية التي تقع ضمن دائرة بعيدة عن دائرة السياسة ولعل خطيئته كانت عندما رشح نفسه للانتخابات النيابية عام 1949 حيث لعبت الحزبية والشعوذة والليرات السورية دوراً كبا معه العلم وديست الكفاءات حيث قال:‏

يعز عليّ هجوك ياحماة‏

ولكن الصفات هي الصفات‏

فلا تبديل إن القرد قرد‏

وإن الكلب مطعمه الفتات‏

أسأت أسأت حين غرست طيباً‏

بأرض لا يطيب لها النبات.‏

وختم المحاضر محاضرته بعدد من مواقف الدكتور البارودي فكان عندما يسأل عن نفسه يقول: أنا أقدم طبيب في حماة وأقدم سائق في حماة وأقدم شاعر في حماة وأتعس عاشق في حماة، كان منطلقاً إلى الدنيا يحب الفرح ويمقت الحزن ومن مواقفه على مقت الحزن أن أحد أبناء عمومته طلب منه نظم أبيات لتوضع على شاهدة قبر أحد أعمامه وحاول الاعتزاز مرات ومرات، ولكن عبثاً فوعده وقدم له هذه الأبيات:‏

تكلفني حزناً ونفسي طروبة‏

فروحي تأباه وأنت تريده‏

وهل يألف الأحزان من كان عاشقاً‏

تجود له أحبابه وتجود‏

فلا ترج مني وصف حزن لأنني‏

طروب وعهدي بالبكاء بعيد‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية