ومن الجبل قاد الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد المستعمر الفرنسي وعمت أرجاء سورية لتسطر ملحمة بطولية قدمت أكثر من خمسة آلاف شهيد وشكلت الأساس لكل النضالات التي جاءت بعدها وحققت الجلاء في السابع عشر من نيسان 1946 والذي فتح أبواب سورية نحو الحرية والتقدم.
لقد تحقق هدف الثورة بالحصول على الاستقلال بعد عقدين من النضال أما قائد الثورة المجاهد سلطان الأطرش فإلى جانب كل ما تحلى به من الشجاعة والمقدرة على قيادة المعارك وتسطير البطولات والانتصارات فإنه لم يسع للحصول على أي مكسب سياسي أو مادي.
وهذه لعمري ميزة تفرد بها وصوفية نابعة من إيمانه الشديد بالوطن حيث إنه بعد أن قاد الثورة وانتصر على الأعداء وبعد أن عاد من منفاه فضل العودة إلى العمل في أرضه القريبة من بلدته «القريا» تاركاً خلفه كل متاع الدنيا.
ولاشك أن هذا المجاهد الكبير الذي وافته المنية في 26 آذار 1982 استطاع أن يجمع في شخصه الكرم والشجاعة والشهامة والصلابة والتواضع والزهد وأن يكسب محبة أبناء الوطن وتقدير واحترام القادة، فقد كرمه القائد الخالد حافظ الأسد عندما نعاه بقوله «كان سلطان رمزاً كبيراً من رموز النضال الوطني.. وسيظل اسمه في تاريخ قطرنا مقروناً بالكفاح الوطني» وفي عهده وضع حجر الأساس عام 1989 لبناء صرح يضم رفاة قائد الثورة السورية الكبرى، وقد أنجزت المراحل النهائية لهذا الصرح بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد.