تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شجــــــــــــرة مباركـــــــــــة

شؤون سياسية
السبت 18-4-2009م
د. جهاد طاهر بكفلوني

كما يصر الربيع على أن يبدأ عرسه من روابي سورية التي تعرف كيف تفتح له القلب والذراعين ضيفا هو في الواقع واحد من أهل البيت، كذلك يصر شهر نيسان على أن يكون مجموعة منسجمة من الأطياف والألوان المتناغمة،

فانسكاب عطر الجلاء تبعه ميلاد حزب حمل الهم القومي منذ تأسيسه ولم يضق به صدرا، وطرح أهدافه التي استقطبت كل مؤمن بعراقة الأمة العربية وضرورة استمرارها في أداء رسالة الحق والخير والجمال إنه حزب البعث العربي الاشتراكي.‏

وبين نيساني ذكرى ميلاد البعث وذكرى عيد الجلاء الأغر، يمتد ذلك البساط السندسي مستعدا لاستقبال خطوات مليكة الشموخ سورية الحرة الكريمة.‏

ولعل جلال المناسبة الغالية ذكرى جلاء المستعمر عن أرض الوطن، يملي على العاطفة أن تحمل القلم، وتترك له الميدان فسيحا ليخطر فيه، مترجما حقيقة تلك المشاعر التي تجيش في صدره ويعتلج بها فؤاده.‏

ومن منا لا يسافر عبر طائرة الفرح والزهو وهو يستعيد أصداء تلك الأيام المشرقة في سورية عندما اندفع أبناء الوطن الغالي لتسيل أرواحهم ومهجاتهم قرابين نار ونور تبث رسائل الشوق الممهورة بالدم الطاهر، الذي استمر متدفقا حتى رأى شجرة الحرية عميقة الجذور خضلة الأوراق تعانق شرفات السماء بأفنانها الباسقة؟!‏

حكايات سمعناها من الاباء والأجداد في سنوات الطفولة نمت وشبت معنا، ومازال شراب كبريائها يفعل فينا فعله، فنشعر بنشوة ما بعدها نشوة، ونزداد يقينا أن كل ذرة من تراب الوطن أغلى من الدنيا وما فيها من ثروات وكنوز.‏

لكن هذااليقين هو الذي يملي علينا أن نفسح المجال للعقل لنسمع صوته بعد أن يهدأ انفعال العاطفة، لنلتفت إلى الحاضر ونرى ما فيه من تحديات، يجب أن نكون على أتم استعداد للتعامل معها، بالطريقة المناسبة التي يمليها علينا الوعي الخلاق.‏

لقد كان الجلاء شجرة مباركة لم يضن عليها الاباء والأجداد بالدم الحر لترتفع في سماء الوطن وكم كان حجم التضحيات كبيرا كبر الحرص على ازدهار تلك الشجرة ولو لم يكن كذلك لما شهدنا العلم العربي السوري يرفرف حرا في سماء الوطن ورددنا معه بكل فخر واعتزاز: حماة الديار عليكم سلام.‏

اليوم وبعد مضي ثلاثة وستين عاما على شروق شمس الحرية في ربوع الوطن المفدى، نتذكر وما كان لنا أن ننسى يوما أن هناك بقعة حبيبة إلى قلوبنا، احتلها العدو الصهيوني، وحاول فصلها تاريخا وتراثا وذاكرة عن الوطن الأم، هذه الرقعة اسمها الجولان، الذي يجول في كبد وعقل وقلب كل مواطن عربي في سورية.‏

الجولان الأشم جزء لا ينفصل عن سورية، والقرار الذي اتخذه العدو الصهيوني بضم الجولان إلى كيان العدوان إسرائيل باطل لا يمكن أن يصبح حقا، سيجيء الحق ونعني به استعادة الجولان ليزهق الباطل ونعني به الاحتلال ونحن مؤمنون أن الباطل كان زهوقا ونحن في سورية لم نعترف بضم الجولان إلى إسرائيل، وكذلك ولم تعترف به الشرعية الدولية، ولن تتخلى سورية عن هذا الجزء الثمين من الوطن وستظل تناضل بالوسائل المتاحة كلها لاسترداده.‏

تطل شمس الجلاء وفلسطين تصلى نار البغي والعدوان، تصلى نارا حامية تسعرها إسرائيل ونحن نزداد إيمانا رغم اشتعال أوار هذه النار بأن فلسطين كما قال القائد الراحل حافظ الأسد هي جنوب سورية، وبحيرة طبرية شقيقة بردى، وهما ينتميان إلى شمس الحق التي لن تغيب .لقد كان تحقيق الجلاء ملحمة قدم فيها الشعب التضحيات الجسام، ونحن اليوم في سورية نخوض ملحمة تتطلب حشد الطاقات وتضافر الجهود، هي ملحمة بناء الوطن والمضي به في معارج الرقي والتقدم.والبناء معركة تحتاج الجهود المخلصة كلها، وأبناء الوطن كلهم دون استثناء يجب أن يشاركوا في عملية بناء الوطن وتعزيز مكانته، عليهم أن يجردوا سيوف العزيمة وأن يشمروا عن الزنود وأن يكون الحرص على الوطن وصيانة مكتسبات الجلاء دافعهم الأول ومحركهم الرئيسي في العمل.‏

كم أنت جميل ياوطن الكرامة والإباء وستزداد جمالا بالتحام أبنائك من حولك صفا متماسكا، همه إضافة لبنات جديدة إلى صرح شموخك وعزتك.‏

تعليقات الزوار

نبيل أحمد عادل |  alomari2press@hotmail.com | 18/04/2009 22:44

الف وردة جورية مفعمة بالحب والتقدير الى المجاهد يوسف العظمة ورفاق دربه الاشاوس وكل من سار على دربه وقام بفعله وقدم روحه ودمه ثمن لحرية امته ووطنه بسم الله الرحمن الرحيم -ولاتحسبن الذين قتولوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون (ص )

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية