يوم يروي قصة شعب أبي كريم ذاد عن الحمى، واستعذب الموت في سبيل الوطن والديار، فما استكان لضيم ومالان أمام الصعاب..
لم يهدأ في مقارعة الاحتلال، ولم ينل منه جهد ولا تعب .. وفي مواجهة الغزاة المستعمرين باتت قامات بنيه حراباً وأسنة وإرادات مناضليه ملاحم بطولة ومواكب شهادة.
ولم تتوقف مسيرة الجلاء بنصر الاستقلال ، بل تتابع النضال الجماهيري، فكان تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان عام سبعة وأربعين وتسعمئة وألف فجراً جديداً ويقظة أمة في مواجهة التجزئة والتخلف، وحركة شعب يتطلع لخوض الكفاح الوطني والقومي والدخول إلى ساحة العصر موصولاً بتراثه العريق وتاريخه الحضاري المجيد . لقد استطاعت سورية رغم الانواء العاتية والظروف العصيبة ان تكون في موقع القيادة وهي تواجه المؤمرات الأجنبية التي كانت تهدف إلى بسط النفوذ والهيمنة على المنطقة.
وإذا كان لسورية أن تنجح في مهمتها القومية،فهذا يعود لفعل وأثر يوم السابع عشر من نيسان، الذي كان فجراً أضاء الطريق أمام سورية والعرب جميعاً لبناء مستقبل هذه الامة، ولعل حجم الانتصارات التي حققتها جماهير الأمة العربية هو من أكثر الاسباب التي دفعت أعداء العرب والمستفيدين من تمزقهم وضعفهم إلى تصعيد عدوانهم على هذه الأمة ، ووضع العقبات في طريقها لتحبط أي مشروع حضاري وقومي ينجز عملية الوحدة العربية وينهي الاستغلال وأشكاله المتعددة. وكانت أخطر العقبات الوجود الصهيوني.
فما أحوج العرب اليوم إلى موقف موحد يترجم على الأرض بقرارات مشتركة تؤكد ادراكهم لاهمية التعاون والتضامن لمواجهة مرحلة من أخطر مراحل الوجود العربي، سيتحدد فيها ليس مصير قطر عربي واحد، بل مصير الأمة العربية كلها.