حيث ستكون العلاقات بين الاميركيين في ظل رسالة التغيير التي طرحها أوباما مثار مناقشات وستكون القمة فرصة كبيرة له لتقديم رؤيته الجديدة للمنطقة التي كانت تعتبر باحة خلفية للولايات المتحدة قبل الثورة البوليفارية التي تتزعمها كوبا وفنزويلا.
ولاشك ان الخلافات ستخيم على القمة التي يحضرها الرئيس الاميركي وقادة 33 دولة وستكون المسألة الكوبية الاكثر سخونة حيث يؤيد رؤساء دول اميركا اللاتينية رفع الحصارالجائر عن كوبا والمستمر منذ ستينات القرن الماضي وحسب وكالة انباء أ ف ب فإن أوباما سيعرض على نظرائه رؤساء دول اميركا اللاتينية والكاريبي تعاوناً عملياً رغم الخلافات التي وترت علاقات بلاده بالمنطقة.
وقد انضم رؤساء نيكاراغوا والهندوراس وبوليفيا واثناء اجتماع في فنزويلا عشية قمة الاميركتين الى الزعيم الكوبي راؤول كاسترو لاقامة جبهة موحدة في مواجهة واشنطن ، بينما يريد أوغو شافيز ان يفرض على اوباما رفعا كاملا للحصار رغم ان الرئيس الاميركي لن يلتقيه في القمة.
الى ذلك هدد الرئيس الفنزويلي شافيز باستخدام حق الفيتو ضد البيان الختامي، لانه يبقي الحصار الاميركي على كوبا منذ العام 1962 وقد استبعدت كوبا من منظمة الدول الاميركية ولم تتلق دعوة للمشاركة في قمم المنظمة التي بدأت منذ عام 1994.
بالمقابل امر الرئيس باراك اوباما منذ الاثنين، برفع القيود المفروضة على سفر الاميركيين-الكوبيين وتحويلات الاموال الى الجزيرة الشيوعية حرصا منه على الحؤول دون ان تتمكن المسالة الكوبية من افساد تلاقي بلاده مع دول اميركا اللاتينية .
وطالب الخميس بان تبدي هافانا "اشارات تغيير" بما يسمح بمزيد من ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين.
وعرض اوباما على الاميركيين اللاتينيين البدء "بانطلاقة جديدة" مع الولايات المتحدة, متعهدا بوضع حد للمارسات الاحادية. واقر في مقال نشرته الخميس صحف في اميركا اللاتينية بان "الولايات المتحدة لم تسع في غالب الاحيان الى الحوار مع جيرانها ولا حافظت عليه".
هذا ورحب دبلوماسيون من اميركا اللاتينية مساء الخميس بهذا الموقف، حيث قال وزير الدولة الارجنتيني لشؤون اميركا اللاتينية اوغوستين كولومبو-سيرا "لدينا الامل في ان الولايات المتحدة برئاسة اوباما تتعلم ان تتعرف اكثر على حقيقة اميركا اللاتينية". وقد تسمح هذه القمة الاولى بالنسبة الى منطقة الكاريبي لترينيداد وتوباغو الدولة الصغيرة المغمورة البالغ عدد سكانها 1,3 مليون نسمة، بتعزيز نفوذها داخل منظمة الدول الاميركية وبتعزيز ثقل هذه المنطقة في العالم.
وستبحث القمة ايضا مسالة ضخ 750 مليار يورو في الاقتصاد العالمي بحسب ما تقرر في قمة مجموعة العشرين في لندن وكذلك الطريقة التي يمكن لاميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي الاستفادة منها.
وبعد اربعة اعوام على قمة ماردل بلاتا ( الارجنتين) التي نسفتها تظاهرات مناهضة للاميركيين دفعت بالرئيس الاميركي السابق جورج بوش إلى مغادرتها قبل نهايتها فإن اختيار جزيرة لانعقاد القمة الحالية والاجراءات الامنية المتخذة ستزيد من صعوبة قيام اي تظاهرة حاشدة.
من جانبه أعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو امس الجمعة أن كوبا منفتحة على مخاطبة الولايات المتحدة عن كل شيء بمن في ذلك السجناء السياسيون وهو تخفيف كبير في موقف الجزيرة الشيوعية تجاه عدوها منذ فترة طويلة.
وقال كاسترو في خطاب مؤثر أمام اجتماع لزعماء يساريين في فنزويلا في ذكرى محاولة فاشلة قادتها الولايات المتحدة لغزو كوبا في عام 1961 بعثنا برسائل سرية وعلنية الى الحكومة الامريكية بأننا مستعدون لمناقشة كل شيء في الوقت الذي يريدونه.
وأضاف حقوق الانسان وحرية الصحافة والسجناء السياسيون.. كل شيء .. كل شيء.. كل شيء يريدون التحدث بشأنه ولكنه أصر على أن تكون المحادثات على قدم المساواة ودون تحد لسيادة كوبا.
وتتهم كوبا واشنطن بانتهاج سلوك استبدادي وتشير بشكل متكرر الى أن السجل الامريكي في حقوق الانسان بمنأى عن كونه كاملا.
وفي نيسان 1961 نسقت الولايات المتحدة غزوا بواسطة كوبيين منفيين هاجموا شاطئ خليج الخنازير على الجزيرة في محاولة للاطاحة بفيدل كاسترو لكن القوات الكوبية هزمتهم.
وتحدث الزعماء الكوبيون بشكل طيب عن اوباما واعربوا عن انفتاح على الحوار لكنهم نبذوا فكرة فرض وصاية أمريكية مسبقة بشأن ما يعتبرونه قضايا داخلية.
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قالت امس ان السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة تجاه كوبا حتى الان كانت فاشلة .