في وقت واصلت جماهير شعبنا في المحافظات وسفاراتنا في الخارج احتفالاتها تبادل خلالها المشاركون من الجهات الرسمية والشعبية التهاني بهذه المناسبة وعبّروا عن مشاعر الفخر والاعتزاز والاجلال لأرواح الشهداء وأبناء الوطن الذين دافعوا عن ترابه حتى تحقق النصر.
فقد اقامت محافظة حماة امس مهرجانا شعبيا مركزيا احتفالا بالذكرى الثالثة والستين لعيد الجلاء.
ومثل السيد الرئيس في المهرجان السيد محمد سعيد بخيتان الامين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي القى كلمة استعرض في مستهلها المعاني السامية لذكرى الجلاء العظيم التي تبعث في نفوس الاجيال مشاعر الكرامة و الفداء وتنمي في وجدانها البطولة والاباء مؤكدا ان استقلال سورية عزز مسيرة الامة من اجل استقلال جميع اقطارها.
وقال بخيتان 00انتم يا ابناء مدينة ابي الفداء ويا ابناء شعبنا على امتداد ساحة الوطن بناة اجيال تتوارث معاني الجلاء 00تغرسون في نفوس ابنائكم حب الوطن كما تزرعون في ارضكم الطيبة بذور النماء فيثمر الوطن عزة ومنعة وتثمر الارض خيرا وعطاء.
واضاف الامين القطري المساعد قائلا00 يا ابناء واحفاد المناضلين الاشاوس الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لحرية الوطن على هذه الارض الطاهرة 00 امتزجت دماء الشهداء باديم الارض وكانت حماة بسهلها وجبلها ركنا اساسيا في ملحمة البذل والعطاء التي انطلقت من ميسلون بقياة البطل يوسف العظمة وعمت ارجاء سورية كلها.
وقال00 اننا اليوم في ذكرى الجلاء نقف اجلالا واحتراما لذكرى الابطال الميامين من هذه المحافظة وفي مقدمتهم المناضل سعيد العاص ورفاقه الذين خاضوا غمار معارك الشرف ضد الاستعمار وحققوا الانتصار كما نقف اجلالا واحتراما امام ارواح قادة الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش والشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو وحسن الخراط ونظير شيواني واحمد مريود ومحمد الفاعور وغيرهم من الابطال الميامين ومن النساء اللواتي وقفن مع الثوار جنبا الى جنب في معارك الاستقلال مؤكدا ان هؤلاء هم رموز تشير الى الالاف من ابناء الوطن الذين هبوا للذود عن حمى الوطن وطرد المستعمر عن ترابه الطاهر وعززوا بنضالهم الوحدة الوطنية بين جميع ابناء الشعب وفئاته فكانت هذه الوحدة ثمرة من ثمرات الكفاح الميداني حافظت عليها جماهيرنا في جميع المراحل.
ومضى بخيتان يقول00 في قلب هذا الكفاح من اجل الجلاء نشأ حزب البعث العربي الاشتراكي ليكون مع الجماهير في هذه الملحمة العظيمة ملحمة التضحية والفداء واستمر الحزب في جميع المراحل متمسكا بمصالح الشعب ومدافعا عن قضاياه وحقوقه وتطلعاته نحو مستقبل العزة والازدهار.
واضاف00 لقد عبد ابطال الجلاء دروب الحرية ومنهم تعلمت الاجيال ان النصر حليف الارادة وانه امام قوة الارادة تتراجع قوى العدوان مهما كانت مدججة بالعتاد والسلاح.
واشار الامين القطري المساعد الى ان اجيالنا اليوم تستلهم من الاباء والاجداد دروس الفداء وهي مستمرة في رفع راية الكرامة والحرية فمعركة الجلاء مستمرة على ارض الجولان الحبيب واهلنا هناك يقفون بشموخ في وجه الاحتلال والاضطهاد وهم صامدون على الرغم من ارهاب العدو الصهيوني وهمجيته مؤكدا ان الجولان لابد ان يعود الى الوطن محررا عزيزا شامخا.
وقال بخيتان00 وهذه هي حماة كما محافظات سورية الابية كلها ترى في الجلاء مدرسة مستمرة ومسيرة متجددة ونهجا عربيا قوميا يؤكد ان عزة العرب في وحدتهم وحريتهم وفي مقاومتهم وهو النهج الذي يعلي شأنه السيد الرئيس بشار الأسد.
واضاف الامين القطري المساعد00 انها ارادة المقاومة وثقافة المقاومة وهي مكون اصيل من مكونات النفس العربية تتعلمها الاجيال جيلا بعد جيل فالمقاومة العربية اليوم تكمل المسيرة مسيرة النضال والكفاح.
وقال الامين القطري المساعد00 وكما صنع ابطال الجلاء تاريخ الوطن كذلك تصنع المقاومة اليوم تاريخ الامة 00لافتا الى انتصار هذه المقاومة في تموز 2006 على العدو الصهيوني الغاصب في جنوب لبنان الذي غير معادلة المنطقة وجعل المبادرة بيد المقاومين لابيد المستسلمين 00وانتصار المقاومة الفلسطينية التي اذلت جحافل العدو في غزة هاشم الباسلة مؤكدة تمسك العربي بحريته ودفاعه عن وطنه وعروبته واستقلاله.
واضاف بخيتان00 انها المقاومة التي تفخر سورية بدعمها في اطار نهجها الوطني القومي النهج الذي عزز دور سورية وحصنها امام كل الضغوط والتهديد والحصار.
واكد الامين القطري المساعد ان سورية قوية اليوم بارادتها ويقينها وتمسكها بقيم العزة والاباء 00وهي التي يعرف شعبها كيف يصون الاستقلال ويدافع عن الحرية و الكرامة وهي قوية بصروح التنمية التي تبنيها تعزيزا لتقدمها وامنها الغذائي والاقتصادي وبجبهتها الداخلية المتماسكة ووحدتها الوطنية التي هي قاعدة كل الانجازات.
وقال بخيتان ان هذه الوحدة اطار لاطلاق طاقات الوطن وخيارات توجهه الوطني والقومي ودعامة لاستقلاله الاقتصادي الذي يتلازم مع الاستقلال السياسي تعزيزا لحرية الوطن وضمانا لمستقبل الاجيال بذلك يكون الجلاء كما يكون هذا الاستقلال الكامل دعامة اساسية للمشروع القومي العربي الذي يتطلع اليه احرار العرب في كل ارجاء الوطن الكبير.
واضاف الامين القطري المساعد 00 ان سورية قوية بحكمة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد وشجاعته في مواجهة التحديات ودرايته في ادارة الازمات وطرحه لمبدأ ادارة الخلاف في اطار حوار عربي هادف 00مشيرا الى ان هذا هو الاسهام الفكري والمنهجي الكبير الذي اضافه الرئيس الأسد الى عطائه المتميز في مجال العمل العربي والدفاع عن قضايا الامة.
وقال بخيتان ان الرئيس الأسد بذل ويبذل كل جهد ممكن لتعزيز مكانة العرب ودورهم في عالم لايحترم الا الامة التي تحترم نفسها 00فقابلته الجماهير العربية بكل معاني التقدير والاجلال 00وثمنت في كل مناسبة صلابته في الدفاع عن المصالح والحقوق العربية.
واكد الامين القطري المساعد ان سورية العربية التي تحمل مشعل العروبة لم تقف جهودها عند الصمود والممانعة 00بل سرعان ماانتقلت الى مرحلة العمل الفعال لمواجهة المشاريع المعادية ومخططات قوى الهيمنة والعدوان 0وقال 00 لقد عززت سورية ثوابت المشروع القومي والرسالة العربية واللسان العربي00فاكدت ان العروبة انتماء حضاري لدائرة ثقافية وتاريخية ووجدانية عميقة وقوية وان العروبة هوية الامة التي اسهمت اسهاما متميزا في العطاء الانساني ومازال ينتظرها دور مهم في دفع مسيرة البشرية وانقاذها من براثن الظلم والهيمنة والصهيونية و الطغيان.
ولفت بخيتان الى اهمية الامن القومي العربي لشعب سورية الذي عرفه عبر تجربته متكاملا لايمكن تجزئته قائلا00 هذا هو منطلقنا لفهم مايحصل تجاه السودان الشقيق وفلسطين والعراق فما دام العدوان شاملا يجب ان تكون مواجهته شاملة 00وتلك هي معاني الجلاء التي يتمسك بها شعبنا الابي في قضاياه الوطنية والقومية.
وتوجه الامين القطري المساعد في ختام كلمته بالتحية الى ارواح شهداء الجلاء الميامين والى كل المقاومين ضد العدوان والاحتلال ولابناء محافظة حماة ولابناء شعبنا العربي السوري00الذي صنع الاستقلال ويعرف كيف يحميه وينميه 00وقواتنا المسلحة الباسلة حامية الوطن وسياجه المنيع. كما توجه بالتحية في ذكرى الجلاء الى رافع راية الجلاء اليوم راية الاستمرار في معركة حماية الاستقلال وتعميق مضامينه معركة البناء والتنمية السيد الرئيس بشار الأسد.
***
الأحمد: سورية متمسكة بنهج المقاومة
بدوره قال احمد الاحمد الامين العام لحركة الاشتراكيين العرب عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية ان الجلاء في السابع عشر من نيسان عام 1946 كان نصرا حققته ارادة الشعب بالكفاح الشاق الذي شارك فيه شعبنا بجميع فئاته واليوم نجدد العهد على متابعة المسيرة على درب الشهداء الابرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة ارض الوطن وكانوا مثال التضحية والفداء ومشاعل النور التي نهتدي بها كل وقت.
وحيا الاحمد ارواح صانعي الجلاء الطاهرة من ابراهيم هنانو في حلب وجبل الزاوية والشيخ صالح العلي في جبال اللاذقية والنشواتي والشهلة ورجوب في حمص والعبيسي والعاص والقاوقجي في حماة وشيوخ العشائر في باديتها والعظمة والاشمر والخراط في دمشق وغوطتها ورجال العشائر على ضفاف الفرات والمريود في الجولان وجبل عامل وابطال حوران وقائد الثورة السورية سلطان باشا الاطرش ورفاقه في جبل العرب الاشم.
كما حيا الاحمد النساء السوريات اللواتي كان لهن شرف المشاركة في هذه الثورات وقدمن العون والمساندة للثوار في كل مكان.
واشار عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية الى ان سورية تستمد اليوم من قيم الجلاء الراسخة في تاريخ الوطن والمواطنين مواقفها المشرفة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد قائلا ان سورية دعمت المقاومة في لبنان وغزة وكل ارض عربية وستبقى متمسكة بدعم المقاومة لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وسواه الى جانب سعيها الدائم لتوحيد الموقف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك.
واضاف الامين العام لحركة الاشتراكيين العرب ان معارك الجلاء لم تنته بل تؤكد ان هناك فرقا كبيرا بين من يعتمد على الاحتلال ويراهن عليه وبين من يعتمد على ارادة الشعب ويعمل على تحقيقها. وختم الاحمد كلمته بالقول في ذكرى الجلاء نستلهم البطولات من روح المقاومة التي اوقد جذوتها القائد الخالد حافظ الأسد وزاد في توهجها وتألقها السيد الرئيس بشار الأسد الذي يحمل مشعل النضال من اجل تحقيق الجلاء الاكبر برحيل الصهاينة عن الجولان المحتل وتحرير الاراضي العربية المحتلة.
***
قطيني: حرية للأمة وسيادتها
من جانبه قال عبد الرزاق القطيني محافظ حماة انه لشرف كبير ان تحتفل سورية بذكرى الجلاء على هذه البقعة الغالية من هذه الارض التي امتزج ترابها مع دماء الشهداء لتحقيق الجلاء .
واضاف ان سورية ترى في الجلاء حرية للامة العربية وسيادتها من المحيط الى الخليج وهي اليوم بقيادة الرئيس الأسد جعلت من الزمن العربي الصعب مشروع مقاومة وخندق صمود وذاكرة حرية وارادة تحدت وانتصرت موجها التحية الى صناع الجلاء وتراب الارض الذي احتضن قامات الشهداء جيلا بعد جيل ليبقى الجلاء متجذرا ومتجددا.
***
لطفي: ثمرة كفاح طويل ومتواصل
واكد محمد منذر لطفي رئيس رابطة المحاربين القدماء بحماة ان يوم الجلاء يجسد ثمار كفاح سورية الطويل والمتواصل لانتزاع الحرية والاستقلال وذروة النضال الوطني المتصاعد. وقال لطفي انه في يوم الجلاء المجيد طوت سورية المناضلة صفحة الانتداب الذي فرض عليها بالقوة الغاشمة في العشرين من تموز عام 1920 بعد معركة ميسلون المشرفة وغير المتكافئة التي قادها البطل يوسف العظمة مضيفا في ذلك اليوم المجيد كان ضمير الشعب مستوعبا كل معاني الماساة فاشتعلت الثورات في كل بقعة من سورية حتى تحقق الجلاء .
مسيرة كرنفالية تطوف ساحة حماة
بعد ذلك طافت ساحة المحافظة مسيرة كرنفالية جسدت قيم الجلاء وشخصيات رمزية للمجاهدين والثوار على امتداد الوطن شارك فيها كوكبة من الفرسان تمثل الابطال يوسف العظمة وسلطان باشا الاطرش وابراهيم هنانو والشيخ صالح العلي وسعيد العاص واحمد مريود وحسن الخراط. كما تضمن المهرجان تقديم لوحة فنية تعبر عن بطولات الثورة السورية الكبرى واندحار الاحتلال بدخول مجموعة من الفرسان يمثلون قادة الثورة وهم يحطمون قبعة ترمز للاستعمار ورفعوا العلم السوري. وقدمت فرق شعبية وتراثية من عدد من المنظمات الشعبية من انحاء سورية لوحات وعروضا تتحدث عن المعاني السامية للجلاء الاغر.
***
وحضر المهرجان المركزي الشعبي السادة عبدالله الاحمر الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور سليمان قداح نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية والدكتور محمود الابرش رئيس مجلس الشعب والمهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والامناء العامون لاحزاب الجبهة واعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من الوزراء وامناء فروع الحزب والمحافظون ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وأعضاء مجلس الشعب وحشد كبير من جماهير محافظة حماة والمحافظات.