تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثـــــــوار حققــــــوا الانتصــــــار

مراسلون
السبت 18-4-2009م
بهذه المناسبة الجليلة التي تحمل في طياتها هذا الحدث الوطني الكبير أجد من الوفاء تقديم هذه اللمحات الخاطفة عن سيرة الضابط المجاهد محمد سعيد غنيم «1899-1977م» الذي أبلى بلاءً حسناً في معركة الاستقلال واكتفت المؤلفات التاريخية المعاصرة بإيراد اسمه في شذرات متناثرة هنا وهناك،

ولا غرابة في ذلك فقد كان يلبي نداء الواجب طواعية دون أن ينتظر كلمة شكر من أحد لأن حب الصادق لا يحتاج إلى برهان وحب الوطن من دعائم الإيمان.‏

كان المجاهد الضابط الدمشقي المنسي محمد سعيد غنيم من أبطال الثورة السورية في مراحلها كافة حيث شارك في معركة ميسلون الخالدة مع البطل الشهيد يوسف العظمة فضلاً عن اسهامه بقوة في معظم معارك الثورة السورية الكبرى في بساتين الغوطة وداريا وكفرسوسة وفي أحياء دمشق القديمة، فكان حسب خبرته العسكرية المعمقة التي حصل عليها من الأكاديمية العسكرية في استنبول يقوم بمهارة فنية عالية بتفكيك القنابل الفرنسية التي لم تنفجر أو التي يستولي عليها الثوار ويستخدم محتوياتها من البارود وغيره لصنع الألغام والمتفجرات اللازمة للمجاهدين، في وقت لم تكن فيه الذخائر تتوفر بين أيدي المجاهدين بالإضافة إلى جهوده المتميزة في مد شبكات الاتصالات اللاسلكية وإن كانت بدائية بين الجبهات القتالية.‏

وحين اكتشفت سلطات الانتداب العسكرية دوره الوطني المؤثر في التصدي للاحتلال حاكمته غيابياً وحكمت عليه بالإعدام، فتوارى عن الأنظار خارج وطنه عدة سنوات ليعود إلى وطنه بعد صدور العفو العام عن المجاهدين عقب توقيع اتفاقية عام 1936 مع فرنسا. ويتابع المجاهد محمد سعيد غنيم نضاله الدؤوب الصامت خارج دائرة الضوء حتى نيل الاستقلال الذي أطلق الزغاريد على حد تعبير الشاعر الكبير بدوي الجبل.‏

وتقديراً لدوره الوطني في التصدي للقوات الغازية يقوم رفاق دربه بترشيحه في الستينيات كرئيس لرابطة المجاهدين القدامى فيقبل شرف هذا التمثيل الفخري ويشهد بنفسه صدور المرسوم التشريعي رقم 48 لعام 1972 الذي كرم فيه القائد الخالد حافظ الأسد «المجاهدين والثوار» بتخصيص معاشات تقاعدية لهم ولأسرهم ويرحل المجاهد غنيم عن عالمنا بعد أن لمس بنفسه الارتقاء الحضاري والمعرفي الذي وصل إليه وطنه.‏

***‏

أبو عمر ديبو- حرستا‏

من أبناء الوطن الذين دفعهم إخلاصهم وحبهم إلى الالتحاق بالثوار ورفض الجور والظلم، المجاهد عبد العزيز أديب عمر آغا المعدنلي الملقب بـ (أبو عمر ديبو)، من مواليد حرستا عام 1907.‏

خاض الثورات مع والده الزعيم أديب عمر آغا وهو في ريعان شبابه. ومن هذه المعارك نذكر معركة حوش المباركة والتل وحرستا ودوما وجميع معارك الغوطة هو ورفاقه الثوار مثل محمود حرب أبو فياض، أحمد برغوث، محمد شريف آل رشي، محمد علي كيكي، ومحمود علي زلفو آل رشي وهم الذين أبدوا في هذه المعارك كل شجاعة وتضحية دفاعاً عن تراب الوطن..‏

وفي أواخر ثورتهم تم قصف منزل المجاهد أبو عمر ديبو في حرستا وتدميره بالكامل وقطعت أشجار الزيتون في أراضيه كافة.‏

وفي العام 1925 تم نفيهم الى الأردن حيث مكثوا هناك أكثر من أربع سنوات ثم عادوا بعد صدور عفو بحقهم عام 1930.‏

وتوفي المجاهد أبو عمر عام 1985 بعد رحلة طويلة من النضال والكفاح والدفاع عن الوطن.‏

***‏

المجاهد ممدوح حسن السعيد‏

من مواليد القنيطرة 1925م، تحدث عن ذكرياته خلال الاحتلال قائلاً:‏

عند دخول القوات الفرنسية الى الشام أوجدت نقطة عسكرية في القنيطرة لمتابعة فرض نفوذ الفرنسيين على القنيطرة والقرى المحيطة بها، لكن هذا الوضع لم يرق للأهالي حيث تجمعت عشائر الجولان وعائلاتها الكبرى واتخذت قراراً بإزالة هذه النقطة وإخراجها من القنيطرة.. وتحصنت هذه النقطة ضد الثوار، لكن المقاومة الشديدة التي أعقبتها مفاوضات متعددة بين عناصر النقطة والأهالي حققت مرادها بإزالة النقطة وطردها الى بيروت.‏

***‏

المجاهد محمد الدبس‏

من مواليد دوما 1900م، كان فلاحاً نشيطاً، لكنه ترك أرضه والتحق بركب الثوار وخاض العديد من المعارك، منها معركة جسر الغيضة وجسر تورة وجسر القابون حتى إلقاء القبض عليه ونفيه خارج سورية حيث استقر في فلسطين..‏

لم يلبث المجاهد الدبس أن عاد الى الوطن وقام بضرب المستشار الفرنسي وتم نفيه مرة أخرى الى اليمن، حتى عودته مجدداً الى سورية بعد رحيل المحتل وتحقيق الاستقلال..‏

***‏

المجاهد علي زلفو آل رشي‏

من مواليد دمشق 1903، يحمل بطاقة مجاهد رقم 472.‏

التحق باكراً بصفوف الثوار، شارك في معركة الغوطة التي جرت في 13/10/1925 وكان من نتائجها تكبيد الفرنسيين عشرات القتلى..‏

كما شارك في محاولة اغتيال الجنرال غورو تحت قيادة المجاهد الكبير أحمد مريود عندما نصبوا كميناً لموكبه وهو في طريقه الى القنيطرة أمام قرية كوم الويسية ، وجرح حاكم دمشق ومرافق غورو نتيجة هذه العملية، وتمكن غورو من الفرار بسيارته هرباً من ملاحقة الثوار.‏

تم إلقاء القبض على والدة المجاهد آل رشي إثر هذه العملية وحكم بسجنها ثلاث سنوات، كما تم إحراق منزلها الكائن في أوفانيا بمحافظة القنيطرة ، وأصدرت السلطات الفرنسية الحكم على المجاهد آل رشي بالإعدام.‏

كل ذلك لم يضعف عزيمة المجاهدين ولم يقف عائقاً في وجههم، وامتدت المعارك الى غوطة دمشق التي أصبحت إحدى أكبر معاقل الثورة السورية وحصناً منيعاً لها،و دامت المعارك فيها أكثر من عامين استخدم فيها المستعمر شتى أنواع الأسلحة والمدفعية والطائرات.. لكن النضال والكفاح استمرا حتى تحقق الحلم بالجلاء..‏

كانت وفاة المجاهد آل رشي عام 1976 تاركاً خلفه إرثاً نضالياً ثرياً..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية