تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الخيار الوحيد لهزيمة داعش في نظر أميركا..!

دراسات
الثلاثاء 13-1-2015
منير الموسى

يطالب السيناتور جون ماكين أحد أبرز أصدقاء داعش وداعميها في العالم الآن إدارة أوباما بإرسال قوات برية إلى سورية والعراق للقضاء على داعش، وفي تشرين الثاني الماضي قامت العديد من الصحف في الولايات المتحدة وفي فرنسا بالتركيز على علاقات هذا السيناتور مع داعش، كما سلطت الضوء على لقائه في أيار 2013 مع أركان م

ا يسمى الجيش الحر، ما يدل على وحدة الظاهرة الإرهابية في سورية، وأن هذا الماكين يلتقي الجماعات المصنفة إرهابية في الأمم المتحدة، وثمة مقابلة لفوكس نيوز أجرتها غريتا فان سيسترن معه أكد فيها أن هيلاري كلينتون أيدت في اجتماع في البيت الأبيض في عام 2012 كل أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي الذين يطالبون بتسليح داعش.‏

وماكين الذي هو من أكثر الأصدقاء المقربين لنتنياهو، كرر جملة له شهيرة عندما تسلل للقاء الإرهابيين في سورية وعندما ذهب إلى أوكرانيا بقوله يجب أن يعرف هؤلاء الرجال والنساء « في إشارة إلى مجاهدات النكاح في سورية» أنهم ليسوا وحدهم. وهو لا ينكر علاقته بـ أبو بكر البغدادي «زعيم داعش» الذي حررته واشنطن من سجن أبو غريب العراقي.‏

وبين الصداقة الأميركية مع أسوأ الأنظمة الدموية في التاريخ بدءاً من الكيان الصهيوني ومشيخات الخليج والمنظمات الإرهابية وبعض الأنظمة النازية والفاشية الجديدة في أوروبا وتركيا، وبين النظرة الأميركية لكل المتعاونين معها في تلك الأنظمة، تتربع علاقة العبودية بين السيد وأقرانه الذين غدوا في العالم ليس فقط مدافعين عن الأمن القومي الأميركي فحسب، بل أيضاً بصفتهم مأموري ضرائب يجنون لها الفوائد والأموال من الدول التي تستهدفها بوساطتهم، ولا بأس إن سرق الواحد منهم أو قضم قضمة لمصلحته، وضربُ مثال واحد يكفي: إذ قدرت المنافع التي جناها أردوغان التركي وحده خلال العدوان على سورية 30 مليار دولار.‏

فليس ماكين وحده الذي على علاقة مع داعش بل كل حكام تلك الدول بمن فيهم فرانسوا هولاند وديفيد كاميرون وبنيامين نتنياهو والملك عبد الله الثاني الذين ذرفوا دموع التماسيح على ضحايا صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية.‏

لم يتوانَ أي منهم عن دعم داعش وتظاهروا بمكافحتها عبر طائرات التحالف التي لم تطارد حتى الآن سوى من يفكر بالهرب من أتون المعارك مثلما فعلت مع خبير للمتفجرات فرنسي الجنسية الذي قتلته على الحدود التركية.‏

السي آي إيه تتحكم بالثقافة في أوروبا، وقد يصدق المواطن الأوروبي أن الداعشي الذي يستهدفه لا علاقة له بواشنطن التي ربت وسمنت ودربت داعش في تركيا والأردن والسعودية ثم أرسلتها لسورية والعراق.‏

وكل أعضاء ما يسمى الائتلاف السوري المعارض الذين باعوا سورية بحفنات من المال لا تعادل ثمن قشور، على ارتباط بأجهزة استخبارات غربية وخليجية وتركية، ومن هنا نجد سبب التباينات بينهم، ونسأل أين الآن مصطفى عبد الجليل وسواه من ليبيا؟ وثمة أمثلة صارخة على تجنيد الطابور الخامس في فيتنام مثلاً الصحفي فان هاي الذي خرج من السجن بوساطة من جون ماكين شخصياً، والذي أسس نادي الصحفيين الأحرار فيما بعد، ليخدم كعميل دعاية ضد فيتنام والتشويش على العلاقة الفيتنامية الصينية الاقتصادية.‏

لقد ضخم الغرب قوة داعش وخطرها على الغرب بعد أن سلحها ودربها والآن يسمح لها بارتكاب جرائم إرهابية ضد منشآت في أوروبا، وجعل الداعشيين يتبنون مسؤولية التفجيرات هناك، ما يشكل بداية حقيقية للتفكير بإرسال قوات برية بذريعة مكافحة داعش لتقسيم سورية والعراق. وقد قال رئيس لجنة القوات المسلحة الأميركية في مجلس الشيوخ إن عناصر داعش محاربون أشداء ومتطرفون وإن حادثة شارلي إيبدو بينت أنهم قادرون على إجراء عملياتهم بكل حرفية. وبهذا نطق بالنصف المفيد لإدارته في إيجاد الذريعة للتدخل. ثم قال النصف الآخر الذي يتضمن أن واشنطن لم تتمكن من دحر سورية الصامدة بقوة شعبها، إذ فعل كما قال الثعلب عندما لم يطل العنب في الكرم: علينا ألا نفكر بإقامة منطقة عازلة في سورية. ولكنه أردف: إن على الولايات المتحدة أن ترسل قوات برية إلى سورية وهو الخيار الوحيد لهزيمة داعش.‏

تسقط كل المزاعم الغربية بالقول :إن واشنطن تدعم مقاتلين معتدلين وتسقط كل التحالفات والمؤامرات والأكاذيب التي أولها ما يزعمه المتصهينون من أمثال ماكين بأن دعم إسرائيل يرضي الله وأن تسليح داعش هو في إطار إرضائه للدفاع عن إسرائيل، وما يزعمه الاخوان المسلمون من أن الصهاينة من أهل الذمة ويجب عدم إيذائهم إرضاء لله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية