وقالت الصحيفة إن العالم احتشد إلى جانب فرنسا في موقفها ضد الإرهاب ونتمنى أن يكون هذا الاحتشاد بمثابة صحوة ضمير من باريس لمراجعة الموقف المعلن الداعم للإرهاب في سورية التي اكتوت بنار الإرهاب مشددة على أن المطلوب من دول تمول هذا الإرهاب وتدعمه ومنهم فرنسا أن تسحب يدها من النار التي أكلتها ولسوف تأكل كل من ساهم فيها.
ولفتت الصحيفة إلى أن فرنسا التي تشعر الآن بالإرهاب وتعرف مصدره ضربت مجتمعا بكامله حين استباحت ارض وسماء ليبيا فأودت ببلد كامل إلى الجحيم والى الفوضى.
واستهجنت الصحيفة أن يعيش العالم تناقض المشهد الواحد حين يرضى بوقوف زعيم الإرهاب نتنياهو في الصفوف الأمامية ويداه ما زالت ملطخة بدم أطفال غزة ورجالها ونسائها خلال العدوان على قطاع غزة.
وختمت إلى انه كان المأمول بان تكون ساحة التعبير في باريس ضد الإرهاب نظيفة من صانعي الإرهاب وبعيدة عن كذبهم الرخيص .
حتر: العواصم الغربية
بلغت درجة الانحطاط
وفي مقال آخر للكاتب الأردني ناهض حتر حمل عنوان « مليونية باريس أين بندر والجولاني وعلوش سخر حتر من التظاهرة المليونية التي شهدتها باريس ضد الإرهاب مبينا أن هذه التظاهرة تمثل مشهدا كاريكاتوريا لأن مئات ألوف الفرنسيين المذعورين اصطفوا وراء الإرهابيين القادة وفي مقدمتهم فرانسوا هولاند ونتنياهو.
واعتبر الكاتب أن العواصم الغربية بلغت أدنى درجات الانحطاط في تاريخها لإقدامها على التحالف العضوي مع التكفيريين الطائفيين الإرهابيين الذين يعتبرون سلاحها الأقوى والأرخص لتدمير المقاومين في العالم العربي واستهداف روسيا وإيران.
وأبدى الكاتب الأردني سخريته من المشاركات في هذه التظاهرات التي جمعت الزعماء الداعمين للإرهاب قائلا ..حين يتصدر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حكومة نظام رجب طيب اردوغان المسيرة الجمهورية ضد الإرهاب يكون السؤال مشروعا بل ملحا عن سبب غياب متزعم جبهة النصرة الإرهابي أبو محمد الجولاني ورئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان الذي وصفه بأنه رئيس الإرهابي زهران علوش متزعم التنظيم الإرهابي المسمى جيش الإسلام .
وشدد حتر على أن فرنسا قامت بدور بارز في إيجاد الإرهاب وتغذيته على مدى أربع سنوات و القائمة على استخدام التنظيمات التكفيرية الإرهابية لتحقيق أوهام استعادة الاستعمار الفرنسي في سورية وحين استنفرت المخابرات الفرنسية منذ عام 2011 كل قواها لتصنيع وتأهيل وتلميع معارضين سوريين مرتبطين بها وأنفقت أموالا وهربت أسلحة وقدمت الدعم السياسي والإعلامي للمسلحين في سورية وتمنعت علنا عن منع المجاهدين الفرنسيين من السفر إلى سورية عبر تركيا.
وأكد أن دور فرنسا في السنوات الأربع الكئيبة لما يسمى الربيع العربي إضافة إلى ماضيها الاستعماري الفرنسي الطويل بكل جرائمه البشعة على مر التاريخ كفيل بوصمها كدولة إرهابية
وخلص الكاتب الأردني إلى القول أن فرنسا تثير الشفقة حقا فكل مؤامراتها وتدخلاتها وجرائمها والأثمان التي تدفعها لقاء سياساتها الوحشية لن تنشلها من وضعها الدوني كدولة من الدرجة الثانية لأن الأميركي سيأتي في النهاية بما لديه من قدرات وبراغماتية لكي يحصد نتائج أعمال حلفائه الصغار كفرنسا وتركيا والسعودية وآخرين.
وفي السياق ذاته أكد عدد من الكتاب والصحفيين المصريين أن الإرهاب الذي بدأ يضرب بعض دول الغرب هو نتيجة حتمية لدعم هذه الدول للإرهاب والتنظيمات المتطرفة ولما زرعته أيديهم في المنطقة معتبرين أن واقع الأحداث سيدفع الحكومات الغربية إلى مراجعة سياساتها الخاطئة تجاه سورية والتنسيق معها رغم الازدواجية والتناقض في مواقفها تجاهها وتجاه تعاملها مع ظاهرة الإرهاب الذي تكافحه سورية.
بدوره أشار الكاتب أكرم القصاص إلى أن الغرب استمر في دعم الإرهاب بالرغم من كل مشاهد القتل والإرهاب المستمرة منتقداً صحوة الغرب للإرهاب الآن بعد مده بكل سبل النمو مبينا أن التنظيمات الإرهابية التي تتبنى أكثر الأفكار تطرفا وتعصبا وعنصرية حصلت على السلاح والمال من دول الغرب وأوروبا وتقتل كل من يخالفها ولا تجد من يتصدى لها.
بكري: رؤية سورية كانت صائبة
من جهته اعتبر مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة الأسبوع أن فرنسا التي تعرضت للإرهاب تعيش لحظة التناقض كما بريطانيا وأمريكا لأنهم لا زالوا يعلنون العداء للدولة السورية وقيادتها التي تخوض حربا ضد داعش والإرهاب مؤكداً أن الدول الغربية والولايات المتحدة يصرون على دفن رؤوسهم في الرمال حيث كان لكل منهم دوره المباشر في تفجير الصراعات في المنطقة وإسقاط أنظمتها الوطنية وفتح الطريق أمام الإرهاب ودعمه بكل السبل .
واعتبر بكري أن إدانة سورية للاعتداء الإرهابي على مجلة شارلي إيبدو أصابت كبد الحقيقة عندما قالت إن هذا الاعتداء هو إثبات على أن الإرهاب في سورية سيرتد على داعميه ويؤكد قصر نظر السياسات الأوروبية خاصة أن سورية سبق أن حذرت مرارا وتكرارا من أخطار دعم الإرهاب ولا سيما الذي استهدف سورية والمنطقة العربية.
ورأى بكري أنه وبالرغم من الخطاب الغربي المتشدد تجاه سورية إلا أن واقع الأحداث سيدفع الحكومات الغربية إلى مراجعة سياساتها خاصة بعد أن أدركت أن خيارها الوحيد هو في التنسيق مع سورية.
وفي مقال آخر بصحيفة الأسبوع اعتبرت الكاتبة سناء السعيد إعلان البنتاغون الأسبوع الماضي عن اتفاق أمريكا وتركيا حول تدريب المعارضة السورية المعتدلة ودعمها بالسلاح لمجابهة تنظيم داعش الإرهابي هو خداع للعالم بامتياز مؤكدة أن الحقيقة التي لامراء فيها أن واشنطن وأنقرة شريكتان في المؤامرة التي تسعى لإسقاط سورية وبالتالي لا يمكن لأحد أن يصدق أن تركيا ستجابه تنظيم داعش وهي التي دعمته ورعته.