صحيفة نويس دويتشلاند عالجت موضوع المفاوضات السورية- الإسرائيلية غير المباشرة بمقال, اعتبرت فيه كاتبته كارين لويكفيلد أن هذه المفاوضات تتجاوب مع المصالح الاستراتيجية للغرب, لأن القوى الغربية العظمى لن تتخلى عن مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط, وما لم يتحقق حتى الآن نتيجة سياسة (فرق تسد) يمكن أن يتحقق من خلال عناق مميت. بالنسبة للحكومة الأميركية كان يجب أن يكون واضحاً منذ زمن طويل أن الاستراتيجية العسكرية لجورج بوش وفريقه قلما لها نصيب من النجاح وخاصة التمسك بفكرة الشرق الأوسط الكبير ,لذلك فإن المسؤولين بدؤوا يظهرون ميلاً نحو تصحيح المسار.
إن الهزيمة في العراق ,والهزيمة الأميركية في لبنان والرفض القاطع للدول العربية وتركيا لشن حرب بالتعاون مع الولايات المتحدة على إيران, كلها أمور حدت بالرئيس بوش أن يوافق على تحوّل باتجاه سورية التي سبق أن صنفها ضمن (محور الشر).
إن الدور التركي في التوسط لبدء مفاوضات سورية- إسرائيلية يخدم جميع الجهات بما فيها تركيا نفسها التي تطمح إلى لعب دور قوة إقليمية عظمى في المنطقة, ولتركيا علاقات اقتصادية وعسكرية مع إسرائيل منذ اعترافها بها عام ,1952 كما لتركيا علاقات جيدة مع إيران, بينما علاقاتها مع سورية لم تكن طوال عقود خلت جيدة كما هي عليه الآن, حيث تم تنظيم المعابر الحدودية وإقامة مناطق اقتصادية وحرة على الحدود المشتركة.
حتى لو اقتصر دور تركيا على دور الوسيط المستقل, فإن الولايات المتحدة وألمانيا أو الاتحاد الأوروبي تقوم بدور حمال الأمتعة, لكنها لابد أن تساعد في هذه العملية, في الوقت نفسه يجب عدم التقليل من المصلحة القومية لتركيا في عقد اتفاق سلام بين سورية وإسرائيل.
أخيراً نسبت الكاتبة إلى رئيس الوزراء التركي خلال زيارته الأخيرة والقصيرة إلى دمشق مؤخراً قوله: إن دمشق تمثل بالنسبة لأنقرة بوابة الدخول إلى العالم العربي, بينما تمثل أنقرة بالنسبة لدمشق بوابة العبور إلى أوروبا.
حركة مفاجئة
وتحت عنوان (حركة مفاجئة) نشرت صحيفة يونغه فيلت مقالاً يتناول الموضوع نفسه جاء فيه: إن للحركة المفاجئة التي دبت في المسارات المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط, اتفاق الدوحة بين حكومة لبنان الموالية للغرب والمعارضة اللبنانية بقيادة ( حزب الله) ثم المحادثات السورية - الإسرائيلية علاقة بفشل الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط,للانخراط في مغامرة عسكرية جديدة إلى جانب الولايات المتحدة ضد إيران, وبما أن عزل سورية لم يؤد إلى النجاح يبدو أن المعسكر الغربي مستعد الآن للتعامل في بحث مشكلات المنطقة.
وعن الجانب الإسرائيلي تجاه بدء المفاوضات تقول الصحيفة: وفي إسرائيل حيث ترفض الغالبية تقديم تنازلات كبيرة لسورية, هناك وجهة نظر تقول إن أولمرت يلعب مع السوريين وكل (الذين يبحثون عن السلام) مثل عضو الكنيست عن حزب العمل (شيلي ياهيموفتش) الذي قال: كل ما يريده أولمرت هو توجيه الأنظار عن الاتهامات الموجهة إليه بالفساد, كما كتب الصحفي في جريدة هآرتس يوسي فيرتر (الكل يعرف أن أولمرت يرغب أن ينهي فترة توليه رئاسة الحكومة بنجاح دبلوماسي وليس بحكم قضائي والسؤال هو مجرد ماذا سيأتي قبلاً? الادعاء القضائي أم معاهدة السلام?.
نتائج كارثية في غزة
وتحت عنوان (غزة النتائج الكارثية للحصار الإسرائيلي المفروض على الرضع والحوامل والأجنة) نشرت الصحيفة مقالاً عن الوضع في غزة جاء فيه: تنطبق سياسة الحصار التي تطبقها الحكومة الإسرائيلية على قطاع غزة أيضاً على الأجنة في بطون أمهاتهم وعلى الرضع وحديثي الولادة, فكثير من الأطفال يأتون إلى الحياة وهم مصابون بفقر الدم, كما قال الدكتور صلاح الرنتيسي رئيس قسم صحة المرأة في وزارة الصحة الفلسطينية في غزة , فالنساء يعانين من فقر الدم لعدم حصولهن على تغذية كافية أثناء فترة الحمل.
والمسؤول عن ذلك هو الحصار الإسرائيلي, سكان غزة أكثر فقراً من سكان الضفة الغربية وأكثر معاناة منهم , لكن هناك أيضاً يتم الحديث عن نساء جاءهن الطلق على المعابر الحدودية لأن نقاط تمركز القوات الإسرائيلية منعتهن من العبور , وحسب معطيات وزارة الصحة يولد في قطاع غزة ما بين 9-10 آلاف طفل شهرياً, ومن كل ألف من هؤلاء يموت 28 وليداً نتيجة سوء التغذية وفقر الدم وأسباب أخرى لها علاقة مباشرة بالفقر, وأعلن البنك الدولي في شهر نيسان الماضي أن معدلات الفقر في غزة بلغت 67% وأن معدل النمو الاقتصادي عام 2007 كان لاشيء.
وحسب تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة صدر عام 2002 كان 19% من سكان غزة يعانون من فقر الدم , ارتفع هذا الرقم الآن إلى 77,5%. أخيراً جاء في المقال أن السلطات الصحية تحذر من أن حياة وصحة العديد من الأجنة في قطاع غزة مهددة وأن 146 شخصاً قد قضوا كنتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي الأخير.
اتصالات مع حماس
وفي موضوع آخر تطرقت »فرانكفورتر الغيماينة تسايتونغ) إلى الموضوع الفلسطيني وبخاصة في غزة ورغبة فرنسا ببدء حوار مع حماس قبل حوالي أربعة أسابيع من زيارة الرئيس الفرنسي إلى إسرائيل أعلنت باريس الموافقة على إجراء اتصال مع حماس, فقد أعلن وزير خارجيته لمحطة تلفزيون »أوروبا) أن هناك محادثات مفيدة بين المبعوث الفرنسي وحماس, وقال: بالفعل هناك اتصالات منذ بضعة أسابيع وعلينا التحدث مع حماس إذا ما أردنا أن يكون لنا دور, لكن الأمر يتعلق »بالاتصالات) وليس بعلاقات رسمية يجريها دبلوماسي متقاعد مختص في شؤون الشرق الأوسط وسفير سابق في بغداد , وقد أكد هذا المبعوث لصحيفة »لوفيغارو) أنه التقى بقادة حماس هنية والزهار, وأكدت حماس عن استعدادها لاعتراف بدولة فلسطينية بحدود عام 1967 وهذا ما اعتبره المبعوث اعترافاً غير مباشر بإسرائيل وفي إشارة منه إلى مبادرة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي التقى قادة من حماس في دمشق, ألمح ساركوزي إلى ضرورة إجراء اتصالات غير رسمية, وقال إن هناك جسوراً للتباحث ربما ستكون يوماً ما مفيدة).