ألا وهو مهرجان الدراما الرمضاني الذي تحول في كثير من الأحيان إلى مجزرة تذبح على محرابها أعمال هامة لصالح شروط العرض والسوق , فقد ظهرت مؤخراً محاولات جادة لكسر هذا الاحتكار الدرامي والسعي بشكل جاد للحد من آثار المجزرة التي تحصل لأعمال وتعيد مرجعيتها لمسارها الصحيح وللجمهور بعيداً عن بورصة المحطات والاحتكام لشركات إعلانية , فتجربة (أهل الغرام) على سبيل المثال شكلت فيصلاً وأكدت أن العمل الجيد سيلقى جمهوره وسيكون استقباله طيباً فالصدق سيُقابل بالصدق والجهد الحقيقي سيُقابل بالتقدير والاحترام , لكن التجربة لم تقف هنا وإنما ظهرت تجارب أخرى وإن كانت تشكل في مجموعها العام رقماً متواضعاً جداً لكنها محاولات يجدر أن تكون أنموذجاًَ لتتحول من ظاهرة فردية إلى أسلوب عمل في التعاطي مع آلية العرض , فمسلسل (ضيعة ضايعة) طرح طريقة عرض وإن لم تكن جديدة إلا أنها كانت مغيّبة لصالح (سرعة العرض) فأن تعرض مسلسلاً بشكل أسبوعي ويحقق متابعة شغوفة لهو إنجاز ينبغي قراءته بشكل صحيح ليشكل مع المحاولات الأخرى اختراقاً للمنافسة التي لا تكون عادلة في كثير من الأحيان في رمضان ويذهب ضحيتها الصالح مع الطالح .
ولكن هل تملك شركات الإنتاج الشجاعة الكافية لكسر الطوق وطرح مبادرة جماعية تعيد فيها المشاهد العربي إلى شاشته خلال الأحد عشر شهراً المتبقية من السنة بعد شهر (رمضان) ?!.. أليس من حق المتلقي متابعة أعمال لم تُصور أصلاً لتدخل سباق محموم يحكمه ما يحكمه من قوانين ? لا بل ألا يجدر بالمحطات نفسها أن تشجع على هذا التوجه من خلال إعادة خلق طقس عرض للشاشة الصغيرة لا يُحكم لشهر واحد فقط وهي في ذلك مستفيدة أيضاً من خلال ما يمكن جذبه من إعلانات ?..
fmassad@scs-net.org
">
fmassad@scs-net.org