>ينسب إليك البعض اللجوء إلى المغالاة والمبالغة في طرح بعض القضايا كما حدث مثلاً في (حاجز الصمت) فهل سنشهد هذه الظاهرة في الجزء الثاني من / الخط الأحمر/..?
>> طالما أن المشكلة موجودة , ولم تنته ولا تزال تمثل خطراً يهدد شبابنا يتوجب علينا أن نتحدث عنها باستمرار, لذا سأطرح موضوع الإيدز من جديد في الاعمال التي اكتبها حالياً, لأذكر خطورة هذا المرض.إضافة إلى التركيز أيضاً على خطورة مرض جديد هو أشد فتكاً ( فيروس الكبد الإنتاني) الذي ينتقل هو الآخر عن طريق الجنس, والدم.. والمرض ليس هو المقصود بحد ذاته بل السلوكيات الخاطئة التي تمارس ك ( تعاطي المخدرات,أو تعاطي الجنس غير المشروع)
يحمل مسلسل الخط الأحمر مواضيع مختلفة وإن كان المصح لا يزال حاضراً والمرض أيضاً, فمن خلال نزلاء المصح نقدم حكاية مجتمع بأكمله, وحكاية أسرة تفككت فتاه أبناؤها في زحمة الحياة لنصل إلى نتيجة مفادها أن الأسرة والمدرسة والبيئة عوامل اساسية في تكوين الفرد, ويجب التركيز على هذه العوامل حاولنا في العمل أن نأخذ جرعة من الجرأة أكثر من الأمل , معتمدين على الصدى الجيد الذي لاقاه حاجز الصمت.
> عندما تختلفون ككاتب ومخرج على نقطة ما , كيف يحل الإشكال?
>> لست متشدداً في رأيي وأنا مع النقاش دائماً لنصل إلى حلول حتى في النقاش مع حاتم علي توصلنا إلى حلول في بعض القضايا, أما في خلافاتي مع نجدة أنزور فتكمن أنه يحذف من النص دون الرجوع إلي, ولأسباب غير مقنعة وما أطلبه هو أن أتصرف أنا في الحذف لأعطي البديل المناسب.
> لم الإشكالية دائماً في اعمالك,هل تسعى لذلك أم هي محض مصادفة ?
>> كل عمل لا يحمل الإشكالية, فهو غير مثير للاهتمام وغير قابل للنقاش. ومنذ البدء أسعى لاختيار شخصيات تثير الجدل وشخوص حية وأبحث عن الاثارة والتشويق وانتظار المشاهد لما يحدث لاحقاً. وأحاول أن ابتعد عن توقعات المتفرجين وهذه طريقة تكنيك كتابتي.
> ما الأسباب الكامنة وراء عدم عرض الجزء الثاني من عصر الجنون رغم أن عرضه كان مقرراً في رمضان الفائت?
>> قرر عرض المسلسل على محطة mbcلكن اختلاف المنتجين مع بعضهم على أمور مادية, هو السبب في تأخر العرض.حيث أخذ عامر الصباح وهو منتج من دبي الانتاج من mbc واتفق مع وائل سويداني ( من سورية) صاحب الشركة العربية على انتاج العمل ,ووقعا العقد وبدأ وائل سويداني بعملية التصوير, ولكنه اكتشف أن المبالغ التي يطلبها الممثلون كبيرة فرفع كتاباً لعامر الصباح بهذا الأمر.. ومن هنا نبعت المشكلة وبدأ السجال الذي لم ينته وحزنت كثيراً لما حدث وخصوصاً أنه لم يعرض لي أي عمل في العام الماضي.ولا أدري إلى أين وصل الأمر?!
> كيف صيغت شخصية رقيط في مسلسل صراع على الرمال? وهل هي شخصية شريرة بالمطلق أم أن للشر عنده دوافع وأسباباً?
>> رقيط أحد شخصيات العمل , يقوم بها الفنان عبد المنعم عمايري عندما ننظر إلى اعماله نشعر أنه شرير بالمطلق, ولكن إذا نظرنا إلى الدوافع التي جعلت منه شريراً نرى أن ثمة قوى أقوى منه, هي التي دفعت به للانحراف من طريق الخير إلى طريق الشر.منها الرقط التي ظهرت على وجهه عندما علم أنه ليس ابن والده, ونبذ القبيلة له جراء ذلك, هذه العوامل وغيرها جعلت منه إنساناً متوحشاً تماماً, ولكننا نرى هذا الجبار يبكي بعنف حينما يخلو إلى نفسه. ويتضمن العمل شخصيات رومانسية كثيرة تجمعهاعلاقات حب وشخصيات تتسم بالطيبة منها شريرة ولكن بحدود.
> قلت : كنت اتمنى أن يصور العمل بالفصحى , فلم صور باللهجة البدوية?
>> أنا أحب الفصحى لأنني أشعر أنها تصل للجميع , وهي أكثر انتشاراً من اللهجة البدوية, وأكثر فهماً منها.. خصوصاً أن المسلسل يحكى باللهجة النجدية, ونحن اعتدنا البدوي الأردني لكن مع ذلك استطاع الممثلون أن يتقنوا اللهجة بفضل متابعة هشام كفارنة, وسيكون هذا العمل حسب تصوري مختلفاً جداً, عن كل عمل بدوي صور حتى الآن لتوفر مقومات نجاحه,من حيث الجهة الانتاجية والبذخ الانتاجي الذي احتاجه المخرج المبدع حاتم علي.وأستطيع أن أقول : ( وضع بين يدي حاتم علي كل مقومات النجاح) وأي عمل بطله الحقيقي هو الانتاج وبقدر ما نقتنع بما نشاهد ه على الشاشة نحب العمل ولا ننكر أهمية النص ومتانته, وامتلاك المخرج لأدواته وإتقان الممثلين لأدوارهم,وفي ذلك يمتلك حاتم علي ناصية الأمور.
>قال حاتم علي: عن ( صراع على الرمال) هناك مجموعة قامت على معالجة النص وتخليصه من عيوب الفانتازيا, فهل الفانتازيا عيب يجب التخلص منه?
>> لم يكن هناك مجموعة بل كان هناك شخص هو هشام كفارنة , وكنا متفقين, وأنا من اختاره ليحول اللغة الفصحى إلى لهجة بدوية , ويبين البيئة البدوية لأنه ليس لدي خبرة فيها, وهذه لا علاقة لها بالحكاية نهائياً وحتى حاتم علي ليس لديه خبرة بالعمل ( البدوي, وهذا أول عمل يخرجه باللهجة البدوية, لذا كان الاعتماد الكلي على هشام كفارنة..) وما حدث هو حذف حاتم علي لعدد من المشاهد دون الرجوع إلي لكني مطمئن لأنه رجل دراما, فقد كان ممثلاً وله تجربة بالكتابة, وأيضاً له باع طويل بالإخراج, وأنا أثق بقدرته , ولا يمكن انكار الامكانات الهائلة التي قدمت له من جهة انتاج المركز الإعلامي الدولي.
> ما جديدك?
>> هناك عمل اسمه فرسان الظلام وهو عمل فانتازيا, وحالياً أكتب عملاً آخر بعنوان ( الحق الضائع) يحكي عن الأرصدة العربية, عندما تودع في البنوك الأوروبية ويضيع أكثرها أو جميعها, وعن القوانين غير العادلة التي تحكمها.