بالتأكيد هنالك عوامل نفسية وراء بخل بعض الأزواج وتقتيرهم على زوجاتهم وأطفالهم رغم أنهم قادرون على تمتيع أسرهم بمستوى معيشي أفضل ,هذا ما قاله ماهر زند الحديد.
(الميل يعبر عن نفسه)
أما خالد نصيرات إرشاد نفسي فقال: أرى أن هذه العوامل النفسية تؤثر في الميل الفطري الطبيعي لدى الإنسان للحرص على ما ينفعه , فتجعل هذا الميل يعبر عن نفسه بشكل مبالغ فيه يبلغ حد البخل والشح, كما أنها في أحيان أخرى تؤثر على قدرة الإنسان على حب الآخرين وعلى العطاء وتجعل الإنسان يبدي أنانية مبالغاً فيها تزيد عن الطبيعي لتبلغ حد المرض.
( حرص وتدبير)
وفي سؤالنا للطبيب النفسي محمد كمال الشريف :منْ الشخصيات التي تتميز بالحرص والتدبير لتصل إلى حد البخل? قال:الشخصية القهرية الوسواسية حيث يميل إلى أن يحسب حساب المستقبل بشكل قلق أكثر ما ينبغي فلا ينفق إلا ما يراه ضرورياً دائماً خوفاً من الأيام السوداء, وكلما زادت مدخراته زادت وساوسه من احتمالات المصائب وبالتالي لا يصل إلى حد الطمأنينة الكاملة أبداً.. مثل هذا الزوج الذي سيقتر على أسرته وخاصة ونحن في عصر يتميز بالمبالغة في الانفاق ومواكبة كل اختراع أو سلعة جديدة.
( لا يهتم لوجهة نظرهم)
أما الزوج الزوري ( البارانوي) فإنه يتعامل مع الآخرين بعقله لا بعواطفه, ولا يهتم للمشاعر ويعتبرها مظهر ضعف , لذا فهو ينفق على أسرته فيما يراه هو ضرورياً ولا يهتم كثيراً لوجهة نظرهم وحرصهم على بعض المتع والكماليات التي يتأثرون عندما يرونها عند غيرهم, فيكون بخيلاً عليهم في أشياء وسخياً في أشياء لكنه لا يرضيهم لأنهم يحسون بالحرمان من أشياء كثيرة يرغبون فيها وهو قادر على تأمينها لهم, فيكون في بيته أشبه برجل عسكري يأمر وينهى ولا يلين للعواطف.
(كأنانية الطفل)
الشخصية النرجسية غير الناضجة يفكر بنفسه ويريد دائماً أن يأخذ ولا يرى أن عليه أن يعطي . ومثل هذا الزوج يكون متمحوراً حول نفسه وقليل القدرة على العطاء لذا قد ينفق على نفسه ورغباته الكثير ويترك القليل مما يبقى لأسرته فيكون بذلك زوجاً بخيلاً بخلاً نابعاً عن أنانية كأنانية الأطفال.وأسوأ الأزواج الزوج المتمرد على القيم ذو الشخصية الفاسدة (السيكو باتية)إذ ليس لديه ضمير ولا شعور بالمسؤولية ولا يتعاطف مع غيره حتى أطفاله, متمحور حول نفسه أو شهواته يريد إشباعها من حلال أو حرام ولا يبالي تجاه زوجته وأطفاله ابداً إذ يجمع بين النرجسية وبين انعدام الأخلاق والضمير.
(طمأنينة زائفة)
الجدير بالذكر أن البخل وما ينتج عنه من تكديس للمال سلوك يعزز نفسه كما يقال في علم النفس ,يؤدي إلى ابقاء ثمرة عمله أو دخله من أي مصدر آخر , يبقى أمامهم جسداً ملموساً يشبع رغبته في التملك ويعطيه طمأنينة زائفة بالنسبة للمستقبل ومكانته بين الناس, إذ البعض يؤمن بأن المال هو كل شيء في الحياة وأن من لا يملك فلساً لا يساوي فلساً, وهكذا كلما زاد مخزونه من المال ازداد بخلاً , لأن البخل يأتيه بمكافأة فورية لا يشبع منها. وبالمقابل فإن انفاق كل ما يأتي وعدم التوفير رغم أن الدخل جيد يتم انفاقه على الاساسيات ,هذا الانفاق يثبط همة الإنسان عن بذل أي جهد إضافي من أجل تحسين وضعه إذ يحس أنه لا جدوى إذ كلما أتى بالمزيد صرف وأنفق وذهب , وهذه حالة معاكسة لحالة البخل...
لذا فإن أفضل موقف من الناحية النفسية هو موقف التوسط حيث يحرص كل من يستطيع أن يوفر شيئاً من دخله على التوفير دون الوصول إلى حد البخل والتقتير.