أسلاك الجمر, هجرات الكواكبي,الظل و البديل. و بعدد من الدراسات: حركة المسرح في حمص, ملامح الدراما في التراث الشعبي العربي, إشكالية التأصيل في المسرح العربي, أسئلة الخطاب المسرحي.
في كتابه هذا يتحدَّث عن بعض ملامح خيال الظل في سورية فيرى أن أسرة( المخايل حبيب( اشتهرت بتقديمه, حيث إنَّ شيخ المخايلين الدمشقيين أبو شاكر يرى: أنَّ هذا الفن متوارث منذ أيام الخليفة عمر بن الخطاب, و ربَّما كان شكلاً من أشكال الخيال يطلُّ علينا من أعمال التاريخ. و في مدينة حلب استطاع المخايل أن يجلب الناس إليه و يؤثِّر فيهم, و في مدينة حمص كان لخيال الظل أثره الكبير في تحريك المشاعر و التأثير على الناس, و كان الآباء يورِّثون الأبناء هذا الفن, و قد وجد سعيد الجزائري خيمة في باريس يعرض فيها خيال الظل.
أمَّا في مصر فإنَّ (سليم باشا) والي مصر الذي كان قد أعجب به قام بحظره عام 1451 ,كذلك لَّما أحسَّ نابليون بخطورته و تأثيره في الأوساط الشعبية قام بمنعه هو الآخر. و يرى محيي الدين بن عربي المتوفي عام 638 ه أنَّ الإنسان يأخذ من خيال الظل حاجته فيقول: و من أراد أن يعرف ماأومأنا إليه, فلينظر في خيال الستارة و صوره, فالصغار يفرحون و يطربون, و الغافلون يتَّخذونه لهواً, و العُبَّاد و العلماء يعتبرون. ثمَّ يضيف هيثم يحيى الخواجة: إنَّ خيال الظل كما حوى المواعظ و الدعوة إلى القيم; فإنَّه مال أحياناً إلى الفحش و الانحطاط, مما حدا بالسلطان المملوكي الظاهر(جقمق( أن يأمر بإبطاله, و يحرق شخوصه عام 855 ه.
ثمَّ يذهب (هيثم يحيى الخواجة) إلى فنِّ المونودراما / فن الممثل الوحيد, فن التعبير و التفكير بصوتٍ عالٍ و يرى مع غيره من الباحثين; أنَّ أوَّل من كتب (مونودراما) مكتملة الشروط الفنية هو الفيلسوف و المفكر الفرنسي(جان جاك روسو) و كان ذلك عام 1760 م و كان عنوان المسرحية (بجماليون). أمَّا عن بداياتها فترتبط بالمسرحيات اليونانية التي ركَّز فيها الكاتب المسرحي على الحديث الفردي, و كان الكَوْرس صدى هذا الحديث و ردَّة فعله السلبية أو الايجابية. أما عربياً فإنَّ كُتَّاب مسرح المونودراما فقد بدأوا يظهرون منذ عام 1980 و تصدى له كُتَّاب وممثِّلون و مخرجون من مثل: ممدوح عدوان, رياض عصمت, محمد قارصلي, ندى حمصي, زيناتي قدسية, رفيق علي أحمد, مجد القصص, عزيز خيون, حبيب غلوم, قاسم محمد, جواد الأسدي, عبد الكريم برشيد, نور الشريف , كرم مطاوع, عمر غباش, وليد إخلاصي, محمد بري العواني, جمعة الرويعي,وهيثم الخوجة.. وآخرون. ولقد تعرَّضت المونودراما إلى كثيرٍ من النقد و الهجوم عليها بدعاوى كثيرة و متعدِّدة.
أمَّا عن المسرح الشعري فيرى هيثم الخواجة أنَّ غالب الذين تصدُّوا له كانوا يعتمدون على القصيدة الكلاسيكية و لم يصلوا إلى المستوى المطلوب, كون الشعر التقليدي محكوماً بالبحر و القافية, وهذا يُربك تسلسل الأفكار و يقف ضدَّ شلاَّل الإبداع, وكون الشعر أقرب إلى الغنائية و هذا يُضعف الدراما الشعرية التي تميل أحياناً إلى الفكرة و التكثيف.
و أهم من كتب المسرحية هذه: أحمد شوقي, و عدنان مردم بك, و علي أحمد باكثير, ثمَّ تطوَّرت من بعدهم على يد: صلاح عبد الصبور, و رضا صافي, و عبد الرزاق عبد الواحد, و أحمد سويلم, و محيي الدين الدرويش, و عبد الرحمن الشرقاوي, و سليمان عيسى, و معين بسيسو, و نجيب سرور, و عزيز أباظة, و محمد جميل شلق, و علي كنعان, و عز الدين إسماعيل, و غازي طليمات. مع ذلك فإنَّ الناقد والكاتب المسرحي هيثم الخواجة و خوفاً منه على مستقبل المسرحية الشعرية يتفاءل بالمستقبل, لأن المبدعين في أمتنا قادرين على إحياء أيِّ جنسٍ أدبي أو فني.
ثمَّ يختم كتابه ببحثٍ عن مسرح سعد الله ونوس الذي يتساءل في نهايته: ماذا سنقدم لهذا المبدع الذي عمَّق صداقته بالمسرح و ظلَّ متفائلاً في عودة المسرح إلى ألقه و مكانته?.. و ماذا سنقدِّم للذي اعتبر أنَّ التخلِّي عن الكتابة للمسرح هو مجرَّد خيانةٍ لا تحتملها روحه و هو على تخوم العمر. بل ماذا سنقدِّم لسعد الله ونوس الذي قاوم السرطان بالمسرح فخاض صراعاً درامياً ملفتا للنظر??.
صادر عن دائرة الثقافة و الإعلام حكومة الشارقة