كترتيب سريرهم والاهتمام بنظافة غرفهم، وقد يتطور هذا السلوك الفوضوي إلى عدم الاهتمام بنظافتهم الشخصية أحياناً، وقد يفيض هذا السلوك الفوضوي ليتحول إلى حالة مرضية تستهدف في طريقها كل ما هو منظم ومرتب ومنضبط، أي إثارة الفوضى والعشوائية في الأماكن التي يذهب إليها الطفل سواء إلى المدرسة أو عند زيارات الأقارب والأصدقاء حيث يطفو إلى السطح السلوك الفوضوي عند الطفل خلال لعبه مع أقرانه وزملائه.
طفلي فوضوي ..
السيدة أم رامي (ربة منزل )حدثتنا عن معاناتها الكبيرة مع فوضوية طفلها رامي الذي يبلغ من العمر 14 عاما، حيث لا يترك خلفه إلا الفوضى والإهمال و العشوائية فهو عندما يستيقظ صباحا يترك سريره بدون توضيب وعندما يعود من مدرسته يقوم برمي لباسه المدرسي وحقيبته بشكل عشوائي لحظة وصوله إلى المنزل، وعندما يبدأ بالدراسة تجد كتبه ودفاتره وأقلامه في مختلف أرجاء الغرفة وهذا ينطبق على تناوله الطعام حيث يترك كل شيء وراءه، وهذه الفوضى العارمة تسبب لوالدته بحسب ما تقول حالة من العصبية والغضب لأنها تحتاج إلى شخصين أو ثلاثة لترتيبها وتنظيمها وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، خاصة في حالة وجود أكثر من طفل في المنزل.
بدورها قالت السيدة صباح محمد (ربة منزل) : إن أبناءها الثلاثة يساعدونها بشكل يفوق ما تقوم به أختهم الوحيدة في المنزل، وهذا مرده بحسب السيدة صباح إلى تعويدها لهم منذ نعومة أظفارهم على الاهتمام بترتيب وتنظيم أشيائهم الخاصة ومساعدتها على إدارة شؤون المنزل وتنظيمه وترتيبه، وهو الأمر الذي انعكس على سلوكهم تجاه أمورهم وأغراضهم الخاصة وكذلك تجاه أمورهم وعلاقاتهم الأسرية.
الإهمال الأسري ..
يؤكد الخبراء وعلماء النفس أنَّ معظم المشاكل السلوكية التي تعتري الأبناء سببها الحقيقي الفوضى والإهمال التي تسود أسرهم وبيوتهم أثناء الصغر، حيث لا توجد قوانين وأنظمة أسرية حازمة وثابتة في حياة الأسرة تنظم سير الأمور وتضبط حركة أفراد الأسرة وتحركاتهم بشكل يمنح الأبناء الثقة والأمان والتعاون، وبشكل يغرس في نفوسهم من الصغر القيم والمبادئ الاجتماعية والأسرية المثالية التي من شأنها أن تزرع في نفوسهم العطاء وحبِّ الخير ومحبّة الآخرين .
فالطفل يحتاج منذ سنواته الأولى إلى من يضبط وينظم تحركاته، ويحتاج لمن يضع له حدوداً في كل مجالات حياته اليومية، فهو يحتاج إلى أن يعرف متى يأكل، ومتى يستحم، ومتى يذهب إلى سريره، ويحتاج إلى من يعلمه على ترتيب وتوضيب أغراضه وأشيائه المدرسية والمنزلية شرط أن يكون ذلك التنظيم والضبط والتعليم ضمن الحدود والشروط التربوية والإنسانية الصحيحة التي لا تفرط في الضبط والتنظيم والتوجيه والتعليم حتى لا تخرج النتائج عن سياق المطلوب والمأمول.
سوء التعامل ..
ولعل المثالين السابقين يعكسان حال الأمهات إلى حد كبير وهن في اغلب الأحيان يقسمن إلى فئتين، الفئة الأولى هي التي لا تعير طفلها الفوضوي والمهمل أي اهتمام لجهة توجيهه وتعليمه وضبط تصرفاته وسلوكه، بل على العكس من ذلك نجد أن هذه الفئة من الأمهات تقوم بالتغطية على تصرفات طفلها بأن تقوم هي بما يجب أن يقوم به طفلها فتجدها ترتب له أشياءه وأغراضه وألعابه مهما تكرر هذا الموضوع دون أن تنتبه إلى خطورة هذا الموضوع على سلوك وتصرفات ابنها المستقبلية ، أما الفئة الثانية من الأمهات فهي تلك التي تتعامل مع فوضوية طفلها بشيء من العنف والغضب المبالغ فيه الذي لا يعالج المشكلة فحسب بل يؤدي إلى تفاقمها ومضاعفتها، وهذا يقودنا الى القول : إن الطفل الفوضوي يحتاج أما واعية وحاضنة لسلوك طفلها الخاطئ بشكل يمتص هذا السلوك ويحوله إلى سلوك منضبط وصحيح وموجه بشكل تربوي صحيح.
مساعدته على التنظيم ..
ويمكن تلخيص الخطوات التي تجعل من طفلك منظما ومرتبا بعدة أمور أهمها قيام الأهل بتبسيط عملية الترتيب والنظام للطفل عبر تقسيمها إلى مراحل بسيطة وصغيرة وليست مراحل صعبة ومملة مع ضرورة مساعدة الأم والأب للطفل في المرات الأولى ، كمساعدته في توضيب كتبه ودفاتره ومساعدته على تعليق ثيابه وتشجيعه وتحفيزه على فعل تلك الأمور في المرات التالية سواء من خلال تشجيعه بعبارات المدح والثناء ( هيا يا شاطر - هيا يا بطل ) ومكافأته على سلوكه الايجابي واستخدام أسلوب الثواب والعقاب، دون أن تنسى الأم أو الأب إظهار مشاعر الفرح والسرور بعد إنجاز طفلهم العمل الموكل إليه .