تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حصيرة وفرشتا إسفنج ... وكفى!

أسواق
الاربعاء 10/1/2007
رويدا محمود

العمر 38 سنة المهنة موظف في إحدى الدوائر الحكومية, الوضع العائلي عازب, مكان الاقامة إحدى مناطق المخالفات في دمشق,

هذه هي بطاقة التعريف التي قدمها لنا عزيز محمد الذي التقينا به في صالة لبيع المفروشات يضرب كفا بكف محاولا أن يجد بابا للنقاش مع صاحب الصالة.‏

استوقفناه برهة لنسأله كيف وجد أسعار المفروشات تنهد بعمق كمن يحاول أن يخرج هموما تراكمت عبر سنين من عمره وبغصة أجاب البيت الواسع والأثاث الفاخر لم تخلق لموظف بسيط مثلي عانى الأمرين حتى تمكن من استئجار بيت صغير يفتقر لجميع الشروط الصحية في إحدى ضواحي المخالفات, هذا المسكن يقاسمني شهريا أكثر من نصف مرتبي بينما علي أن أتدبر أموري كلها بما تبقى لي من ذلك الراتب من مأكل ومشرب وملبس ودفع فواتير كهرباء ومياه وهاتف..و..و..‏

وهكذا مر العمر ففي مطلع كل عام كان الأمل يتجدد بأن ظروفي ستتحسن ولكن الوضع بقي على حاله, الشيء الوحيد الذي تغير هو أنني كنت أكبر سنة وراء أخرى.‏

فكرة الزواج ألغيتها من قاموسي فقد كنت أسأل نفسي دائما كيف يمكن أن أتدبر أموري بوجود زوجة وأطفال إذا كان مرتبي لا يكفيني لوحدي.‏

ولكن تحت ضغط الأهل قررت الزواج وتقدمت لخطبة إحدى الفتيات منذ حوالى ثلاث سنوات وحتى الآن لم أتمكن من جمع أي مبلغ لتأمين مستلزمات البيت لولا مساعدة أخوتي وأخوة العروس الذين جمعوا لنا مبلغا صغيرا لشراء حاجات بسيطة للبيت ولكنني لم أظفر حتى الآن بشيء يناسب ذلك المبلغ.‏

عند ذلك بادرت بسؤال صاحب الصالة عن أسعار المفروشات الموجودة لديه فأخذ يشرح بإسهاب بأن سعر كل قطعة تختلف عن الأخرى والأمر يتوقف على نوع الخشب وطريقة الشغل, فغرفة النوم يتراوح سعرها بين 30 ألفا و150 ألفا وهناك أنواع تزيد عن ذلك بكثير, بينما يبلغ سعر طقم الكنبايات بين 25 ألفا و150 ألفا وهذا يتوقف على نوع الخشب وطريقة التصميم وعدد القطع وسعر الصوفاية الواحدة ما بين 8-15 ألفا, سعر الخزانة 10-25 ألفا, سعر السرير المزدوج 5-10 آلاف, والخشب هنا نوع ثالث وطقم الطاولات 6.5-15 ألفا.‏

عند ذلك تركنا عزيز محمد في الصالة وتابعنا طريقنا لصالات أخرى وفي كل صالة كنا نجد عزيز محمد آخر لم تكن الأسعار تختلف من صالة لأخرى فالأسعار كانت تقريبا موحدة في ذلك السوق ولكن الاختلاف الوحيد هو في نوع الزبون ومقدرته على المكاسرة.‏

وفي أثناء عودتنا التقينا ثانية بعزيز محمد يضع حصيرة وفرشتي اسفنج في إحدى السوزوكيات مكتفيا بهم كأثاث لبيته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية