لما استجد في العلاقات الاجتماعية في معظم نشاطات الحياة وفي مقدمتها العلاقات الاقتصادية, وكان ابرزها قانون العلاقات الزراعية ,وقانون تنظيم العلاقة الايجارية في المجال العقاري, وككل القوانين كانت تهدف لإنصاف طرفي العلاقة مع مراعاة الظرف الاجتماعي الراهن, ومع العلم ان قانون العلاقات الزراعية طال في نتائجه شريحة محددة من المجتمع, إلا أن قانون تنظيم العلاقة الايجارية تعاطى مع شريحة اوسع في المجتمع,ويذكر المواطنون الزمن الطويل الذي استغرقته دراسة القانون ومحاولة القوى المؤثرة في اخراج النص بما يحقق لها اكبر كسب, استقر الرأي ان لصاحب الملك حقاً في ملكه, وللمستأجر حقاً في التعويض يقارب التبدل الكبير في ارتفاع أسعار العقارات التي طرأت خلال وجود المستأجر في العقار, وأسوق هنا مثالاً عن صاحب منزل عرضه بيعاً للمستأجر بسعر يقل عن سعر متر واحد من نفس العقار هذه الأيام, وكانت القناعة بين الطرفين هي القرار, فلارغبة للتملك طالما إمكانية البحث عن بديل وايجاده متوفرة.
فلاطمع في البيع ولارغبة للاستئثار للمستأجر. ولم يكن احد الطرفين يتوقع ماوصل اليه الحال.
جاء القانون وحدد نسبة التعويض بما يعادل 40% من السعر الحالي, وبقي على المفسرين تحديد السعر الحالي, وعلى أي اساس تقديره, وبرز دور وفاعلية مراكز القوى وقدرتها على التأثير, فكانت روح القانون تهدف للتعويض على المستأجر بما يكفيه للانتقال لبيت أصغر او يكون دفعة مساعدة للبحث عن مأوى بديل ولو بمواصفات متدنية, وكانت اجتهادات المحاكم ومتفرعاتها لجان التقدير كفيلة بتفريغ القانون من جانبه الاجتماعي المنصف, وخاصة في دمشق ومنها المزة التي ارتفع سعر المتر المربع في المقاسم المخططة للبناء عن 35000 ليرة سورية ويصبح تقدير السعر اقل من عشرة آلاف ليرة سورية تصبح حصة المستأجر منها أربعة آلاف غير كافية لشراء متر في أبعد القرى السورية.
أعود لأسأل: هل هذه روح القانون?