وهل يؤثر خوف الأهل من هذه المرحلة على تعاملهم مع ابنتهم وكيف تكون ردة فعل الشابات على هذا الخوف?.
كيف تفهم المراهقة هذه المرحلة وكيف تفهم المسؤولية والحرية وما الذي تتمناه, وكيف تسعى لتحقق هذه الأمنيات?
للإجابة على كل هذه التساؤلات قمنا بإجراء استطلاع للرأي شمل عينة عشوائية من الفتيات بين عمر 15-22 سنة وخلصنا إلى النتائج التالية:
51,4% من أفراد العينة وافقوا على أن المراهقة مرحلة عمرية لابد من المرور بها في حين رأت 48,57% من الفتيات أنها تصرفات لا علاقة لها بالعمر وإنما هي مجموعة من التصرفات لا ترتبط بالعمر بل بالعقل والمقصود هنا النضوج.
أما على السؤال الثاني الذي يسأل إن كانت الفتاة ترى نفسها مراهقة أم لا فقد كانت الاجابات بنسبة 54,28% يعترفن بأنهن مراهقات وترى 40% من العينة أنهن لسن كذلك, في حين بلغت نسبة من لا تعلم إن كانت مراهقة أم لا 5,7%, وعن تصرفها حيال الأمور المفروضة على المراهقة في المنزل وكيف تتصرف احتوى السؤال على ثلاثة احتمالات كان الأول بأنها ترفض كل ما يفرض عليها أو يطلب منها وكانت نسبة اللواتي اخترن هذه الاجابة 17,14% أما اللواتي يقبلن كل ما يطلب منهن من قبل الأهل واللواتي اعتبرن أن القبول هو أسلم طريقة للتعامل مع الأهل على مبدأ ابعد عن الشر فقد بلغت نسبتهن 25,7% من العينة, وكان الاحتمال الثالث يقول بأن المراهقة تلجأ للحيلة في عدم تنفيذ ما يطلب منها أو تمرير ما تريده من أهلها وهذا الاحتمال حصل على نسبة 14,57% من الاجابات.
وهذا جعلني انتبه إلى مسألة تكيّف المراهق مع محيطه وبالتالي ابتكار أساليب للتعامل مع من حوله بما يريحهم ويريح المراهقة في آن معاً.
ويصل الاستبيان في سؤاله الرابع إلى مسألة اتخاذ القرارات وهل تعتقد المراهقة بأنها قادرة على اتخاذ القرار الصحيح بمفردها باتباع بالعقل أم من خلال معرفتها الشخصية وتقييمها لتجارب الآخرين, أم تتخذ قراراتها عاطفياً أم أنها تتبع نصيحة من هم أكبر سناً منها, وهنا كانت النسبة الأكبر من نصيب الاحتمال الثاني وهو اعتمادها على عقلها وعلى معرفتها الشخصية واطلاعها على تجارب الآخرين.
وهذا يوضح أن المراهقة تكون مقتنعة دائماً بأنها صاحبة خبرة في الحياة وباستطاعتها الاعتماد على هذه الخبرة لاتخاذ القرارات ولا تحتاج لنصح أحد فكانت نسبة الاجابة بالاحتمال الأول -الاعتماد على عقلها 31,42% والاحتمال الثاني وهو من خلال خبرتها الشخصية كانت نسبته 42,85%, في حين بلغت نسبة الاجابات التي تدل على استخدام العاطفة باتخاذ القرار 20% أما اللجوء إلى من هم أكبر سناً لاستشارتهم فلم تحظ إلا بنسبة 5,71% وهذا يؤكد نتيجتنا.
أما عن مفهوم المسؤولية بالنسبة للمراهقة فقد تباينت الاجابات لتبين عدم فهم المراهقات لمعنى المسؤولية إذ رأت غالبية العينة أن المسؤولية تعني الالتزام بالعادات والتقاليد وعدد قليل فقط أجبن بطريقة مختلفة, إذ اعتبرت إحدى المدروسات أن المسؤولية هي أن يكون للمرأة كيان, وواحدة فقط وضحت أن المسؤولية أن تكون مسؤولاً عن تصرفاتك وتعرف وتحسب للعواقب قبل التصرف.
وهذا يجعلنا ننتبه إلى أمر مهم بأننا حين نتعامل مع المراهقة كأهل أو كباحثين فإننا نحدثها كثيراً عن المسؤولية وبضرورة تحملها للمسؤولية ولكننا لا نشرح لها معناها, واعتقد بأن وجود بعض من أفراد العينة لم يكن خطأهم أنهم قالوا لا نعرف معنى المسؤولية بل خطأ الأهل والمجتمع في عدم الشرح والتوضيح, ولم يختلف الأمر لدى سؤالنا عن سؤالهن لمعنى الحرية فمعظم العينة رأين أن الحرية أن يفعلن ما يشأن دون أي قيد ولكنهن لا يمارسن هذه الحرية إما بسبب الأهل أو المجتمع ويرين أن حدود الحرية هي الحدود التي يجب أن تلتزم بها أي فتاة ورأت نسبة لا بأس بها أن الحرية هي حرية التعبير عن المشاعر, وفئة قليلة رأت أن الحرية هي أن تقرر مستقبلها واحلامها بنفسها.
وفي سؤالنا لهن بأنهن يشعرن بالمسؤولية تجاه الدراسة أم الأسرة أم المجتمع فقد كانت معظم الاجابات تختار الاحتمالات الثلاثة مجتمعة, أما السؤال عما إذا كن يمارسن حريتهن أم لا فقد كانت نسبة من قلن نعم 45,71% ومن قلن لا,بلغت نسبتهن 54,28% من العينة.
أما عن حلم الفتيات في هذه المرحلة فقد كانت معظمها تتمحور حول المال والشهرة والسفر ولم تبلغ نسبة من كانت لديهن طموحات علمية 2,15% وكل من تمنت أن تكون مطربة مشهورة أو عارضة ازياء أو مليونيرة كان العائق الوحيد أمام تحقيق الامنية هو معارضة الأهل وعدم قبول المجتمع.
أما صاحبات الطموح العلمي فكانت الصعوبة أمامهن هي صعوبة المناهج وخوفهن من اسئلة امتحان الثانوية العامة الذي شكل رعباً شديداً يزداد عاماً بعد آخر.
وهذا ما جعلني أتعاطف مع هذه النسبة القليلة لأننا أصبحنا نراها نادرة بين شاباتنا ونرى بأم اعيننا ما يحصل سنوياً في الامتحانات الثانوية وكيف أصبح الدخول إلى الفروع العلمية العالية ضرباً من المستحيل لمن يحصل على أقل من المجموع الكامل بعشر علامات لا أكثر, فإلى أين المصير? واعتقد بأن هذا العائق هو أكبر حافز يجعل الفتيات يفكرن بالطريق الأسهل والاسرع للحصول على كل شيء خاصة في ظل الحضور الطاغي لقنوات لا تقدم إلا نموذجاً واحداً للفتاة الناجحة تختصر بفنانات العري اليومي.