الإسرائيلي السابق مناحيم بيغن الذي تزعم منظمة (آراغون) الإرهابية يقول: (إن إسرائيل ستقضي على الفلسطينيين في كل مكان في البر والجو والبحر) ورغم أن قوله هذا لم يكن فيه أي جديد بالنسبة للحركة الصهيونية, إلا أنه التصريح الرسمي العلني الأول لمسؤول صهيوني بارز يقر باستخدام الإرهاب كأسلوب تكتيكي في محاربة الشعب الفلسطيني وضد قياداته الممثلة لهذا الشعب المكافح من أجل حقوقه المشروعة, وقبل بيغن بفترة وجيزة صرح رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال إيلازار مؤكداً هذا التوجه بقوله:( ينبغي على العدو أن يعلم بأن للجيش الإسرائيلي يداً طويلة, وعندما تصل هذه اليد إلى العمق المعادي فإنها تتحول إلى قبضة حديدية).
إن النشاط الإرهابي لتل أبيب وجد في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الوسيلة الممكنة لتنفيذ السياسة الإسرائيلية الرسمية وبات معروفاً أن القيادة السرية الفعلية لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تتكون من رئيس الوزراء شخصياً وعدد من المستشارين الخاصين له ولغيره من قادة إسرائيل المكلفين بمتابعة مسائل الإرهاب وتوظيفاته في العمل السياسي لحكومة إسرائيل, وكذلك عدد من المستشارين العسكريين ووزير الحرب الإسرائيلي يعتبر الموساد (جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية) الأداة الرئيسية لدى الكيان الصهيوني لتنفيذ الأعمال الإجرامية الإرهابية خارج إسرائيل, ويشمل نشاطه الإرهابي جميع دول العالم تقريباً, ويطلق على هذا الجهاز رسمياً تسمية ( إدارة المخابرات والعمليات الخاصة) والموساد مسؤول عن الكثير من العمليات الإرهابية السرية بما في ذلك الاغتيالات التي قام بها عناصره بحق العديد من القادة الفلسطينيين السياسيين خارج الكيان الصهيوني إن كان داخل البلدان العربية أو في البلدان الأجنبية الأخرى, وهناك عمليات قتل واغتيالات كان وراءها (الموساد) دون التمكن حتى الآن من الكشف عنها, وقد تحدثت العديد من الصحف العالمية معلقة على نشاط عملاء الموساد بالقول: (إن العملاء الإسرائيليين يقومون بأعمالهم الإجرامية بوقاحة مفرطة في البلدان الأخرى, فقط لأنهم يتمتعون بتأييد وحماية وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وحماية السلطات المحلية وهذا ما يعيق في كثير من الأحيان الكشف عن مرتكبي الجرائم التي يقومون بها رغم أن بصماتهم واضحة). وقد كتبت مجلة (إسرائيل وفلسطين) الشهرية التي تصدر في باريس منذ مدة قريبة تقول: (إن عدد المخطوفين والقتلى من بين الوطنيين العرب على يد الموساد) في الدول الأوروبية والعديد من دول العالم الثالث لا يحصى, ويتم ذلك بالاتفاق المباشر والسري بين قادة (الموساد) ورئيس الوزراء الإسرائيلي تحديداً, وبعد التنفيذ يتم إعلام رئيس جهاز (الموساد) والذي بدوره يعلم رئيس الوزراء شخصياً, والجهاز الاستخباراتي السري الإسرائيلي الآخر هو (الشاباك) (جهاز خدمة الأمن العام) وتتحدد مهمته بالقيام بوظيفة الكشف عن النشاطات الاستخباراتية المضادة داخل إسرائيل, وكذلك مراقبة جميع الأشخاص الذين يعبرون عن امتعاضهم أو رفضهم لسياسة الدولة الصهيونية, و(الشاباك) هو المكلف بالقيام بعمليات اقتحامية (تأديبية) ضد المقاومين والوطنيين الفلسطينيين ويقوم بملاحقة وقمع أي مواطن عربي فلسطيني أو غير فلسطيني يقوم بنشاط سياسي ويشارك في الحياة السياسية أو الاجتماعية في إسرائيل, ويرفض العمل في أحد الأحزاب الصهيونية أو يمتنع عن العمل كمخبر في أحد أجهزة الاستخبارات السرية الإسرائيلية ويغطي (الشاباك) نشاطه في الأراضي العربية المحتلة غالباً تحت غطاء (الشرطة العسكرية) التي تقوم بعمليات الاعتقالات والملاحقات ضد العرب واستجوابهم وتعذيبهم, وهذا الجهاز أيضاً كجهاز (الموساد) يقوم بنشاطه وعمله بأوامر مباشرة من قبل رئيس الوزراء وهناك فروع استخباراتية أخرى منها (جهاز العمليات الخاصة) الذي يقوم بتنفيذ توجيهات وأوامر الأجهزة الاستخباراتية الأخرى وغيره من الفروع المتخصصة بمجالات محددة.
اتخذ النشاط الإرهابي الإجرامي لأجهزة الاستخبارات السرية الإسرائيلية نطاقاً واسعاً في بداية الستينات من القرن الماضي وامتدت عملياته خارج حدود الشرق الأوسط وشمال افريقيا بما يتفق ويتوازى مع نشاط وعمل الحركة الصهيونية العالمية والمؤتمر اليهودي العالمي, وشمل نشاطها نحو 80 دولة من العالم القديم والجديد ولكي تنجز الأجهزة (عملياتها الخاصة) الإرهابية تعتمد بشكل رئيسي على (فرسان) الصهيونية المنتشرين في هذه الدول, ولنجاح العمليات التخريبية والإجرامية, يتم التنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية والمنظمات الصهيونية في البلد الذي تقرر القيام بعمليات فيه, ومن ثم يحدد الهدف وأدوات التنفيذ والتمويل اللازم والتغطية الضرورية أمنياً ومن ثم بعد التنفيذ التغطية الإعلامية الضرورية للتضليل وإبعاد الشبهات وعادة يطلق اسم معين على العملية المنوي القيام بها ويسمى المسؤول الرئيسي عن تنفيذها على سبيل المثال(الفرقة الخاصة) 100 التي حضرت ونفذت عمليات قتل وتفجيرات وحرائق في البلدان العربية كانت موجهة ضد شخصيات سياسية مرموقة في البلد المعني أو على النطاق العربي والدولي, ومنذ عامين تتعاون أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مع بعض أجهزة الاستخبارات العربية التي لها علاقات وطيدة مع إسرائيل, ومع شخصيات سياسية عربية في بعض البلدان العربية ويجري تبادل للمعلومات لتسهيل العمليات الإرهابية الإجرامية,من المعروف أن جميع العمليات الكبرى مثل الاغتيالات والتفجيرات وعمليات التخريب الواسعة ضد الفلسطينيين والعرب يتم التخطيط لها في الهيئات القيادية العليا في تل أبيب وخاصة مجلس الأمن الإسرائيلي المصغر الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي والمؤلف من وزير الدفاع ووزير الخارجية ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الأركان العامة الإسرائيلية وإذا ما استدعت الضرورة يمكن مشاركة بعض الوزراء الآخرين, وعادة لا تتم العمليات الإرهابية مصادفة بل يتم وضع الخطط التكتيكية والتنسيق مع حلفاء إسرائيل وحماتها وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة الأميركية, وقبل العمليات التخريبية والإرهابية تشن حملة دعائية تضليلية واسعة, يتهمون من خلالها كل من يقف ضد إسرائيل بأنه إرهابي أو حامي الإرهابيين وإنه ينتهك (حقوق الإنسان) إلى ما هنالك من ادعاءات تصل إلى حد اتهام دول وشخصيات عربية بأنها تمارس (الإرهاب) والقتل الجماعي أو انتهاك حقوق الإنسان ومصادرة الرأي الآخر الخ.. ومجمل هذا النشاط الإرهابي الصهيوني الأميركي هدفه إضعاف الخصم وعزله وتأليب الرأي العام ضده واتهامه بعمليات تكون أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية قد نفذتها, أملاً في تركيعه والاستجابة لإملاءاتهما وإراداتهما السياسية ولكن كل هذه الألاعيب الصهيونية وعمليات إسرائيل التخريبية الإرهابية لن ولم تخف حقيقة إسرائيل كدولة معادية للسلام والتقدم والحرية وإن أعمالها المعتمدة على الإرهاب مفضوحة ويتم كشفها عاجلاً أو آجلاً.