تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من وحي ريكي..

آراء
الاربعاء 10/1/2007
د. اسكندر لوقا

ريكي على حق. هذا ما يستخلصه المستمع إليه وهو يتحدث عن سورية. هو زائر لبلدنا من إيطاليا. قرأ الكثير عن

بلدنا قبل أن يأتي إليها زائراً لأقربائه في دمشق.‏‏

يقول إنه عندما جاء الى سورية وأمضى فيها عدة أيام, اكتشف أن ما قرأه عنها في بعض الكتب التي تتحدث عن بلدان الشرق الأوسط, لايرقى الى مستوى ما شاهده, وأن ما شاهده في أثناء جولاته, جعله يزداد إيماناً بأن القراءة شيء والمشاهدة شيء آخر, بغض النظر عن النوايا التي تشكل موقف الكاتب عن هذا البلد أو ذاك, حين يتناول ماضيه أو حاضره.‏‏

ولريكي, في هذه المسألة وجهة نظر موضوعية, ليس بصفته من أصل عربي, ولكن بصفته من الشهود الذين زاروا بلدنا من قبل وكان رأيهم أننا مقصرون في الوصول الى المجتمعات في الغرب, وخصوصاً تلك التي ضُللت بفعل الاعلام المعادي للعرب عموماً, ولسورية تحديداً باعتبارها الدولة الممانعة لمحاولات إضعاف موقعها في المنطقة العربية.‏‏

وحين يتحدث ريكي عن تقصير إعلامنا في حمل رسالته الحضارية الى المجتمعات الغربية, وبشكل خاص الى المجتمعات التي تجهل من نحن وأين هو موقعنا على الخارطة الدولية لسبب من الأسباب, لا ينفي قناعته بأن التقصير يبقي الغرب, وحتى أبناءنا في المغتربات, يبقيهم بعيدين عن هواجسنا الوطنية في الحاضر, ويفسح المجال, بالتالي, لدور الاعلام المعادي لنا كي يأخذ أبعاده ويملأ الفراغ الذي ينجم عن تقصيرنا نحن في هذا المجال.‏‏

ويستذكر ريكي, في هذه المناسبة, زيارة قداسة البابا لسورية التي استغرقت خمسة أيام, وكان نصيب الاشارة إليها على الشاشات الفضائية في إيطاليا خمس ثوان على أبعد تقدير, رغم كونها من أهم زياراته الخارجية التي قام بها. ويتساءل لماذا لا تواكب المؤسسات المعنية ما يجري لدينا على المستويات الثقافية والتربوية والاعلامية ولا تسوقه عبر إعلامها المقروء على أقل تقدير (كراسات وخرائط باللغات الأجنبية) في حال تعذر اختراق الحواجز فضائياً?‏‏

ويضيف في هذا السياق, أنه من الصعوبة بمكان العثور على مراجع تتحدث عن سورية باللغات الأجنبية, سواء بصيغة كتاب أو صورة أو خارطة أو أي وسيلة أخرى, وإن وجد شيء من هذا, في مقر السفارة, فهو لا يلبي حاجة الدارس ولا الزائر ولا الباحث عن بلد يوفر له حسن الاقامة في حال زيارته له.‏‏

ولا يملك أحدنا وهو يستمع الى ريكي والى أمثاله, وهم كثر, لا يملك إلا أن يردد أنهم على حق, كما هو ريكي على حق.‏‏

ولا أدري إذا كنت أضيف شيئاً الى ما يعلمه القائمون على مؤسساتنا المعنية أكثر مني, يستحق العودة إليه بين الحين والآخر كما أفعل أنا اليوم إثر سماعي ما جاء على لسان أحد أبنائنا المقيمين خارج "الوطن.‏‏

Dr-louka@maktoob.com‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية