|
|
تنبض بالعطاء رؤية حدث يحكي عراقة شعب وصمود أمة وأسطورة في التضحية والبذل والعطاء، فجميعنا على موعد مع تظاهرة اقتصادية، اجتماعية، فنية، وثقافية في رحاب أرض معرض دمشق الدولي في دورته الستين، لنسجل من جديد في سفر الوطن رسالة للعالم أجمع أن سورية وعبر العصور والأيام تنبض بالحياة، ولم تكن المحن لتهزمها يوما، بل تختبر عظمتها (وفي الظلمات يفتقد البدر). والافتتاح قاب يوم أو يومين لاأكثر لتعلن بداية جديدة لنهوض أكثر قوة وثباتا يشهده العالم بملء العين والصورة والوقائع، وسيعلن من قلب العاصمة دمشق أننا منتصرون وليشهد العالم بأن حضارة عمرها آلاف السنين لن تستطيع أسلحتهم المدمرة أن تنال منها، فهاهي سورية بفعالياتها جميعها تحتفي بمهرجانها السنوي وبمشاركة عدد كبير من الدول الشقيقة والصديقة، لتكون قبلة الزائرين والمهتمين وملتقى للإبداع والثقافة والفنون. وفي عودة لذاكرة معرض دمشق الدولي نقف عند عدد كبير من الأنشطة الثقافية «معارض كتب، فنون تشكيلية، مسرحيات، أفلام سينمائية، حفلات غنائية..» كما شهدت مدينة المعارض استقبال الفنانين من العرب والأوروبيين الذين أشعلوا مسرحها غناء وطربا أصيلا، ولما يزل صوت فيروز الملائكي يسكن الروح والذاكرة «ياشام عاد الصيف متئدا وعاد بي الجناح، وعليك عيني يادمشق فمنك ينهمر الصباح». ربما اليوم لكل شيء نكهة جديدة مطعمة بعبق النصر، وهذا بدوره يجعلنا نتوقف مليا عند تجربة قاسية لما نزل نكابد تبعاتها، لنعيد ترتيب أوراقنا من جديد ونقف عند هنات وأخطاء لتصويبها وإعادة البوصلة إلى طريقها السليم، والعمل على لملمة شتات أنفسنا التي مزقتها الحرب، لنعيد بناء البلاد بدعائم المحبة والتلاحم والتسامح التي لطالما جمعتنا في الأفراح كما في العثرات والمصائب. ومعرض دمشق الدولي في مظاهره كافة لايكتفي بكونه ملتقى اقتصاديا، بل هو ملتقى اجتماعي، ثقافي وحضاري بامتياز، وإليه نتطلع وننشد مع فيروز «ياشام يابوابة التاريخ تحرسك الرماح».
|
||||||||||||||||||||||||||||
