تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يوميات البلد.. لوجي- مسلة

البلد لوجيا
الخميس 25/5/2006
ماهر منصور

هذا ما أورثني أبي:

في مكان يقال إنه ملك للحكومة ومن خلفها الشعب , نسي موظف الحكومة, أنه مجرد مسؤول على هذا المكان لا صاحبه,‏

فتصرف كما لو أن أن أباه أورثه إياه, من بابه الذي لا يجوز لأحد أن يدخله إلا إذا كان راضيا مرضيا, وحتى أصغر مكان فيه.. ولأن المكان أصبح جزءا من أملاك سيدي الموظف الكبير كان من الطبيعي أن يكون رضاه بوصفه صاحبه لامديره الشرط اللازم والكافي ليتم أي شيء فيه. ولأن صاحب الملك ملك, راح موظف الحكومة يسجي الألقاب لكل مرض, ويقيم الجدار بوجه غير المرضيين.. ولأن الملك يريد من الجميع ( إما أبيض وإما أسود) فلا لقوس قزح في بلاطه.‏

ياسيدي المحافظ:‏

لم تكف إحدى الموظفات في مبنى المحافظة, عن المديح العالي لنشاط السيد المحافظ الذي لا يكف بدوره عن الوقوف شخصيا ومنذ الصباح الباكر على كل ما يتعلق بالجوانب العملية في محافظته, السيدة الموظفة وصفت محافظها بالقول:( مسكين من مشروع إلى مشروع , ومن شارع إلى شارع, ومن مكتب إلى مكتب..), ولوهلة اعتقدت أنها تتحدث عنه مواطن يلاحق معاملته في مبنى محافظتها, ولكن تصوروا.. كانت تتحدث عن المحافظ.‏

( مسكين) لم أعرف ما موقع هذه الكلمة من إعراب مهام السيد المحافظ المفترضة والطبيعية, لا الخارقة غير الطبيعية كما صورها لي نفاق الموظفة.. ولكن الحديث ذاته, شهد إجماعا ( موظفاتيا) على مسكنة المحافظ, عفوا , أقصد تفانيه.‏

دافعه قريبه المسؤول:‏

عامل الأرشيف صعد بقوة, دفعه قريبه المسؤول في إحدى المؤسسات الحكومية التي نعول عليها في زمن العولمة ليكون واحدا من موظفي دائرة تعنى بالثقافة, ولأن المكان محكوم بدافع ( كرمال قريبه المسؤول) طفا عامل الأرشيف فجأة, ولكن هذه المرة لا بقوة دفع قريبه, بل وبحكم الدفع الذاتي الذي أمنته له فرشاة تملقه لهذا المسؤول وذاك, واستعداده ليحمل أكثر من فرشاة, وليكون أكثر من تابع.. ما دام ذلك سيجعل منه حاكما وحكيما في مجال عمل دائرته التي حتى الساعة لم تنعم ببركاته ( أستاذا), وإنما اقتصرت على خدماته كعامل الأرشيف, ولتحيا الثقافة بفراشي المداهنة.‏

مصلحة‏

( لنا مصلحة معه)... هكذا تعمل مؤسسات القطاع الخاص قبل العام.. وقد أضحى حكم المصلحة, القيمة التي تضبط آليات عملنا وحدودها في كافة مجالات الحياة.. حتى في العلاقات الإنسانية, ولو كان الأمر فرديا فلندعه على أنه شأن شخصي وعلى أن براقش جنت على نفسها, أما إذا كان ذلك على حساب الجماعة فتلك هي الكارثة.‏

لنا مصلحة معه, سنسمعها كثيرا وقليلا في مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية. تنخر كالسوس في جسد أدائنا وقراراتنا وأحكامنا ونتاجنا التقني والفكري.. وإذا كانت مصلحتنا معه, فأي مصلحة لنا في هذا البلد !?‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية