تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


برستيج.. آسيوي

البلد لوجيا
الخميس 25/5/2006
طارق عبد المحمود

المشهد بات معتادا في المطاعم والمتنزهات وحتى في الزيارات الخاصة: اسيويات يصرن إلى جانب كونهن خادمات في المنازل,

( برستيجا أنثويا) خارجها ,هذا البرستيج يستكمل متطلبات الصورة (الأرستقراطية) البراقة لسيدات الطبقة الغنية, ويوفر لهن أجواء التباهي والتبجح بين الأخريات, فتصير الخادمة أشبه بالميدالية أو قطعة إكسسوار في شعر أو يد سيدتها ترافقها أينما توجهت لتكمل مظاهر البذخ, الأمر الذي مهد, وعلى نحو كبير وملحوظ, لانتشار ظاهرة الخادمات الأجنبيات الآسيويات القادمات من اندونيسيا والفلبين وبنغلادش وسيريلانكا,واللواتي يعتبرن الأفضل بين العمالة الوافدة لسهولة استقدامهن, وكونهن الأفضل عملا والأقل راتبا وأكثر الفئات قناعة بظروف العمل ومظاهر التبجح.‏

ورغم أن ظاهر الأمور يوحي بأن ظاهرة استقدام الخادمات الأجنبيات الآسيويات خاصة بفئات رجال الأعمال والأغنياء ذوي البيوت الكبيرة, إلا أنها بدأت بالتسرب نحو بيوت عائلات من ذوي الدخل المحدود, التي بالكاد يستطيع بعض العائلات منها توفير مرتب شهري للخادمة.. بينما راحت العائلات الغنية تضاعف عدد خادماتها تباهيا وتبججا ومع ارتفاع سعير نار التبجح انتشرت مكاتب استقدام العمالة الأجنبية ( بدون ترخيص) في سورية على نحو كبير, وقد وجدت في نفسيات البعض المريضة ( وخصوصا لجهة التباهي والتبجح عند البعض) المناخ الخصب لتمارس تأثيرها وإغراءاتها على الزبون, لاقتناء خادمة ( تعرض أمامه في كتالوك خاص) وفق مواصفات مثالية, تقاس في الغالب بميزان البرستيج, وكله بسعره, على كل حال.. فمن يريد أن يعمل جمالا عليه أن يعلي عتبة بيته.‏

ولأن الطلب على الخادمات ( نار النار) والدفع ( لا تسأل).. قال أحد الطامحين في هذه المهنة وهو عامل ( خبير) في أحد مكاتب استقدام الخادمات, إن طموحه بالعمل المستقل في هذه المهنة التي تكسب ذهبا, رهنا بثلاثمئة ألف ليرة سورية هي لقاء استئجار مكتب فخم في حي راق من أحياء دمشق ( المالكي, أبو رمانة ..), وتركيب خطي هاتف, وجهازي كمبيوتر,... لتكتمل بهما عدة المكتب الذي سيفتح له طاقة الرزق والدولارات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية