تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما زلت أصر على الابتسام

البلد لوجيا
الخميس 25/5/2006
بثينة البلخي

خرجت صباحاً على عجل, لا أطلب شيئاً سوى أن أصل في الوقت المناسب فلا أطرد من المحاضرة, وعلى طريق العجلة صادفت جاري (عاقد الحاجبين):

- صباح الخير.‏

- صباح الخير, وجاءت بعد تفكير مع شرر من النار يتطاير, كأنما تصاحبها رغبة في اقتلاع لساني الذي أجبر على قولها, مضيت مسرعة محاولة تجاهل لؤمه غير المبرر.‏

وعلى موقف الانتظار, حيث بدأ الصبر ينفد خوفاً من التأخير, كان لقائي بصديقتي القديمة, وكم جميل أن تلتقي صديقك بعد سنين من الانقطاع, وكم يكون أجمل لو أن هذا الصديق تجاهلك, ونظر إليك بازدراء كأن سني الدراسة التي جمعتكما لا تحمل له إلا الذكريات البشعة عنك.‏

وبعد أن رأيت من صديقتي ما رأيت, تجنبت أن أقول صباح الخير, لئلا أتلقى موجة جديدة من الشرر المتطاير, فأشعر بالذنب تجاه صديقتي إن اجبرتها على الرد.‏

وجاء الباص المنتظر, وحكايته حلقة في سلسلة حكايات صباح النكد الذي عشته ذاك اليوم, فقد كانت الابتسامة تملأ وجه السائق, ولم يكن أبداً يرفع صوته في الركاب, كما أنني شعرت بالأمان طوال الطريق الذي يستغرق معي عادة 25 دقيقة, تقلصت إلى 7دقائق.‏

ومن حسن الحظ أن الباص يخلق جواً اجتماعياً متميزاً بين الركاب, فمن لا تعرفه ولم تلتقه قبل, ستضطر إلى الاحتكاك به لتقول له (لو سمحت, واحد).‏

وتكتمل الألفة الاجتماعية عندما ينفخ متذمراً, كأنك طلبت منه أن يدفع عنك أما من خلفك فبكل لطف يحفر كتفك بالقطعة النقدية, وليس مضطراً لقول (من فضلك) فأنت تعرف واجبك.‏

وصلت بعون الله الذي حماني وحمى الركاب, والسائق المبتسم طوال الطريق وكغيري من الركاب حياني السائق مودعاً (خلصينا,سائق أبوكي استناكي ساعة).‏

طبعاً, ابتسمت مسرورة من الموقف المخزي الذي وضعت فيه أمام الركاب, وكان سروري أعظم حين أشعرني الأستاذ المحاضر بالخزي أمام الطلاب فلم يسمح لي بالدخول لتأخيري 5 دقائق فقط.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية