ويحيي الاردنيون هذه الذكرى وهم يستشرفون المستقبل الافضل القائم على انجاز المزيد من مراحل البناء وتحقيق التنمية الشاملة في مجتمع يعزز العدالة والمساواة واحترام العقل والقانون وقيم الانتماء وركائز الامن والاستقرار.
ففي الخامس والعشرين من ايار سنة 1946 تم اعلان البلاد الاردنية دولة مستقلة استقلالا تاما ذات حكم ملكي وراثي نيابي والبيعة بالملك لسيد البلاد ومؤسس كيانها عبد الله الاول بن الحسين .
وبدأت بعد ذلك عملية ارساء قواعد الدولة الاردنية ووضع دستور عصري للدولة .
وخلال الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 دافع الجيش العربي الاردني عن القدس واجزاء اخرى من فلسطين ونجح في الحاق الهزيمة بالقوات الاسرائيلية في باب الواد واللطرون والقدس .
وقد شهدت المملكة الاردنية مسيرة النهضة العمرانية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية في كل انحاء المملكة وخلال عقد الستينيات من القرن العشرين , تطورت صناعات الاردن الرئيسية بما في ذلك الفوسفات والبوتاس والاسمنت وتم انشاء شبكة من الطرق تغطي انحاء المملكة كافة .
وباعتلاء الملك عبد الله الثاني ابن الحسين رابع ملوك الاردن كرسي العرش في السابع من شباط 1999 واصل الاردن عمليات الاصلاح.
وشهد الاردن خلال هذه الفترة تطورات هامة في المجالات الاقتصادية ,كذلك عمل الاردن على الصعيد العربي على رأب الصدع وتقريب وجهات النظر العربية .
ويرتبط البلدان الشقيقان الاردن وسورية بعلاقات عميقة ارسى دعائمها كل من المغفور لهما جلالة الملك الحسين والرئيس حافظ الاسد طيب الله ثراهما .. ونمت وتطورت مع الايام بفضل التوجيهات الحكيمة لقيادتي البلدين ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين واخيه سيادة الرئيس بشار الاسد.
وتشمل علاقات التعاون بين البلدين الجارين مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية وتشهد تطورا متسارعا لما فيه خدمة الشعبين الشقيقين والقضايا العربية المشتركة.وتتجلى علاقات التعاون بين الاردن وسورية في اروع صورها في العلاقات الاجتماعية المتشابكة بين شعبي البلدين بسبب القرب الجغرافي .
وتشكل اجتماعات اللجنة العليا الاردنية السورية المشتركة التي تعقد سنويا في كل من دمشق وعمان محطات هامة في اعطاء علاقات التعاون بين البلدين دفعات الى الامام حيث تم توقيع 23 اتفاقية وبرتوكول للتعاون بين البلدين .
وتعتبر سورية مصدرا رئيسا للقمح الذي يستورده الاردن سنويا حيث اشترى خلال الفترة الماضية كميات كبيرة من القمح وبأسعار تفضيلية .
وخلال العام الماضي وقع البلدان اتفاقية ترسيم الحدود بينهما في اجواء غاية في الاخوية والتفاهم .. كما وقعا اتفاقية في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة .ويرتبط البلدان بعلاقات ثقافية ممتازة اذ هناك حوالى 2500 طالب اردني يدرسون في الجامعات والمعاهد السورية وحوالى ثلاثة الاف من الطلبة السوريين الذين يتلقون تعليمهم في الجامعات الاردنية .