تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مشاكسات : جرأة .. لكنها مصطنعة

فنون
الثلاثاء 25/4/2006
فؤاد مسعد

هناك من يكثر من الانتقاد في الجلسات الخاصة حول مشكلات يعاني منها الوسط الفني فلا يهادن في حديثه حتى تخال أنه مستعد لأن يمسك سيفه ويحارب طواحين كثيرة

فهو كما يصف نفسه (جريء لا يقبل بأنصاف الحلول) يحمل في داخله هواجس وقضايا تتعلق بوضع الفن والفنانين وحركة الإنتاج .. قد يعجز الآخرون عن حملها أو حتى فهمها !!.. ولكن المفارقة تبدأ من لحظة اقتناعك بما يحمل فتدعوه ليعبر عن همومه من خلال الإعلام كونه نافذة يمكن أن يوصل صوته ورأيه من خلالها ويثير ما قد يثير من حوارات ونقاشات تصب في خانة مصلحة الفن الذي يتحدث عنه سعياً للوصول إلى الصيغة الأفضل .‏

يبدأ لقاءه متحمساً مسمياً الأمور بمسمياتها وأحياناً يغالي في النقد إلى حدود صارخة , ولكن لا يلبث هذا اللهيب المشتعل أن يخمد رويداً رويداً وما أن يكاد اللقاء ينتهي حتى تتغير نبرة صوته وتخف حدة انتقاده وكأن شيئاً ما فرمل لسانه وكبل أفكاره .. لا بل إنه يحاول التراجع بشكل أو بآخر ولا يخجل من قول (أرجو منك حذف ما قلته عن (..) في بداية حديثي فلا أود الاصطدام معه) أو يقول (لالا هذا الكلام الذي قلته بات متكرراً في الإعلام لا أود اجتراره من جديد) وبالطبع ما يرمي إليه ليس حرصه على عدم الاجترار وإنما الحفاظ على مصالحه من المنتج فلان أو المسؤول عن بعض الأمور المتعلقة في الفن علتان .. ولكن الأدهى من ذلك كله أنه قد يتصل بك هاتفياً ليقول لك أرجو منك حذف مقطع معين من حديثي فأنا لا أرغب بإثارة الأمر عبر الصحافة .‏

عبر نظرة متأملة لحال ذاك المتصنع في حديثه والمدعي الجرأة والخوف على المصلحة العامة وهو في الحقيقة يخاف على مصلحته لا بل ينتقد أيضاً من باب مصلحته أولاً وكأن من يسمع نقده اللاذع لن يفهم ما يرنو إليه من وراء ما يفعله كله .. ترى كيف يمكن التعامل مع مثل هذا النموذج التي قد نصادفه في أي وسط كان ? هل لنا أن نصدق كلامه خاصة عندما يعجز عن تحقيق مصداقيته وإن بالكلام فقط ??.. والمضحك أنه هو نفسه يعود ليحمل الإعلام مسؤولية عدم وضع يده على جرح الفنان وأنه لا يلتقط ما يتعبه ليتحدث عنه fmassad@scs-net.org ">?..‏

fmassad@scs-net.org

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية