تمخضت عن نتائج متميزة في الوقت الذي تتصاعد معه حدة بعض المواقف الدولية والعربية تجاه الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس بدءا من سياسة الحصار الاقتصادي, ووقف المساعدات وصولاً إلى اجراءات القمع والعدوان والتهديد المتواصلة يومياً من قبل قادة الكيان الصهيوني.
الدعم السوري وغير المحدود للشعب الفلسطيني, ليس جديداً فهو قائم ومستمر ويحظى باحترام وتقدير الفلسطينين أينما تواجدوا, وكما قال الزهار في مؤتمر صحفي عقد على هامش اجتماعاته الأخيرة (إن سورية لم تتأخر يوماً عن دعم القضية الفلسطينية حتى في أصعب الظروف والشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده يشكر سورية قيادة وحكومة وشعباً)
والأهم في الرسالة السورية إلى العالم هو احترام الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني بدلاً من معاقبته.
أماعن الخطوات التي اتخذتها دمشق بالنسبة لآليات وأشكال الدعم السوري للفلسطينيين فقد أفصح عنها كل من وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم والفلسطيني السيد محمود الزهار وهي:
1- قرار الحكومة السورية وبتوجه من السيد الرئيس بشار الأسد إطلاق الحملة الشعبية والرسمية على صعيد الأفراد والهيئات لجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني من أجل تعزيز صموده, وفتح حسابات في فروع المصرف التجاري السوري بكل المحافظات اعتبارا من 30 نيسان الجاري لتلقي التبرعات وتحويلها للشعب الفلسطيني وإرسال حملات وقوافل مساعدات عينية كهدية من الشعب السوري للفلسطينيين.
2- رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية والسياسية والإنسانية مع الداخل الفلسطيني والسماح بدخول الفلسطينيين إلى الأراضي السورية بجواز سفر فلسطيني وفتح خدمة الاتصالات الهاتفية المباشرة بين سورية والأراضي الفلسطينية وتسهيل زيارات الفلسطينيين لعلائاتهم في سورية وتعميق الاتصالات العائلية بينهم.
3- الموافقة على نقل الفلسطينيين المبعدين من العراق إلى الحدود الأردنية والذين لم يسمح لهم بدخول الأراضي الاردنية ويعيشون ظروفاً غير طبيعية هناك, السماح لهم بالانتقال إلى سورية بمساعدة الأمم المتحدة لوضع حد لمعاناتهم.
علماً أن وزير الداخلية الفلسطيني سيقوم بمتابعة الإجراءات الفنية اللازمة لتحقيق تلك التوجهات المتفق عليها مع سورية.
إن خطوات الدعم السوري المتصاعدة رغم تزايد الضغوط الدولية, تأتي من قناعات سورية راسخة, وثبات للموقف المبدأي تجاه القضية الفلسطينية, وتعزيز للقناعات والتوجهات السورية القومية, بعيداً عن الموازيين الدولية التابعة للقرار الأميركي والاسرائىلي الفاقد للصوابية في التعامل مع القضايا الانسانية والسياسية في منطقتنا.
وكما ذكر السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري فإن ( سورية لا تخشى أحداً ولا تخجل من دعمها للقضية الفلسطينية وستواصل هذا الدعم بشكل أكبر في هذه المرحلة).
وفي ضوء هذه المواقف عكس الشارع الفلسطيني إعجابه وتقديره للخطوات السورية, وثمن عالياً نهج الحكومة السورية المتلازم مع قناعات الشعب السوري, مطالباً بمزيد من المواقف العربية المشابهة والجرأة في التعامل مع الحقوق العادلة والمطالب الفلسطينية المشروعة, بهدف توفير الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين وتمتين قاعدة صمودهم ضد محاولات الالغاء والتغييب الاسرائيلية.