تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حلول إسعافية ودعوات بإخلاء المنازل...انهيارات صخرية تهدد السكان قرب قلعة القدموس

مراسلون
الثلاثاء 25/4/2006
سمر رقية

إذا حلم أحدنا ولو مجرد حلم بانهيار منزله لاستيقظ هلعا خائفا مذعورا.. ماذا لو أصبح الحلم حقيقة?

ماذا عن حال المواطن عدنان حسن باكير الذي لم يفق من حلم ليرى منزله مهددا بالسقوط يوم عودته من المشفى من زيارته لولده نضال المتضرر الثاني من الانهيار.‏

اليوم أحس أبو نضال بأن المنزل أخذ يموج وبأن الدنيا زلزلت زلزالها لتستقر صخرة تقدر بعشرات الأطنان في أرض الدار التي تركت آثارها بفجوات على سطح المنزل وتصدعات وتشققات على جدرانه ومن علو يقدر ارتفاعه بين 10-15م عن عمر المنزل, قال: بالضبط لا أعرف فأنا ورثته عن والدي منذ أكثر من خمسين عاما. وخلال هذه المدة ألم تحدث انهيارات مماثلة? وعلى خلفية الانهيارات الحاصلة في الحافة الصخرية لقلعة القدموس ,الثورة أجرت الاستطلاعات التالية:المهندسة عبير برهوم مهندسة في بلدية القدموس وصفت الحادثة بقولها: بأن كتلة صخرية ضخمة تقدر بعشرات الأطنان وقعت وراء جدار المنزل وفي فسحة الدار وهناك عدة صخور أصغر حجما أحدثت ثقوبا في السطح وتشققات وتصدعات في كامل جدران المنزلين وهناك عدة صخور أخرى تدحرجت على أسطح الجيران دون إحداث أي أذى والواضح بأن هناك عدة صخور معرضة للسقوط بأي لحظة?.‏

وحول سبب هذه الانهدامات أكدت مما لا شك فيه بأن العوامل الطبيعية من حت وتعرية وهزات أرضية لها الدور الكبير بذلك عدا عن طبيعة المنطقة المطرية ,اذ تتساقط الامطار بغزارة في هذه المنطقة كذلك الثلوج.‏

الدكتور المهندس أنيس معوض ممثل الخدمات الفنية بطرطوس أكد بضرورة اخلاء كافة المنازل المجاورة للقلعة كحل اسعافي, وتجنبا لكوارث بشرية قد تنتج عن انهيار آخر لأن منظر الجدار الصخري للقلعة غير مطمئن وآيل للسقوط بأي لحظة.‏

كما طالبنا بتشكيل لجنة مختصة بدراسة ميكانيك الصخور وانهيار الجروف الصخرية لتقوم بدراسة المنطقة بأكملها ووضع الحلول النهائية كون الحلول المؤقتة غير مجدية اقتصاديا وتزيد التكلفة, فلابد من دراسة جدوى اقتصادية بالتنسيق مع مديرية الآثار والمتاحف للمحافظة على المواقع الأثرية للمنطقة ويتجلى الحل الاسعافي باخلاء جميع الأهالي منازلهم الواقعة في دائرة الخطر ريثما تعالج القضية.‏

المهندس: مروان حسن مدير آثار طرطوس قال: رغم أن ملكية القلعة لاتعود لمديرية آثار طرطوس تدخلنا مع اللجنة المختصة كونه موقعا اثريا هاما ولمنع حصول أي تعديات أو تجاوزات على القلعة ومحيطها افترضنا الحماية التي تمنع البناء وتسمح بأعمال الترميم وتدعيم الأبنية السكنية, وعلى الفور تم تحديد لجنة مختصة لهذه المهمة مع رصد مبالغ مالية للأزمة, وأوضح أنه لابد من اعداد دراسة حول المشكلة مشكلة الجرف الصخري الآيل للسقوط, وحسب ماشاهدنا تبين أن هناك انهيارات سابقة قديمة حدثت ,ما يعنى أن الأمر مستمر وليس آني.‏

تشكيل لجان‏

وباهتمام وتوجيهات من محافظ طرطوس السيد سليم كبول ومنذ اليوم الأول للانهدام تم تشكيل اللجان التي قامت بمهامها على قدم وساق ففي 7/4/2006 وبشأن الكشف على موقع الانهيارات التي حصلت في الحافة الصخرية للقلعة تم تشكيل لجنة ضمت ممثلين عن الدفاع المدني وآثار طرطوس والخدمات الفنية وقيادة الشرطة وبلدة القدموس وخرجت بالتوصيات التالية: اخلاء المنزلين المتضررين وتأمين بديل فورا.‏

اخلاء شريط بعرض حوالى 25 مترا عن الحافة الصخرية والاخلاء الفوري لشاغلي المنازل السكنية الواقعة ضمن الشريط المذكور مع تأمين سكن بديل.‏

تشكيل لجنة فنية بالسرعة الممكنة من اختصاصات الجيولوجيا وميكانيك التربة والصخور وطرائق لتدعيم الجروف الصخرية.‏

بتاريخ 10/4/2006 وبناء على تكليف السيد وزير الثقافة والسيد محافظ طرطوس تم اجتماع ممثلي محافظة طرطوس والمديرية العامة للآثار والمتاحف لمناقشة الوضع الراهن لقلعة القدموس المسجلة أثريا عام 1978 التي تتوضع عليها سبعة منازل وحولها بحدود 25 منزلا ولم توجد فيها آثار سوى بوابة حجرية ومقام ديني, والقلعة عبارة عن هضبة صخرية كلسية تعرضت للانهيار في بعض أطرافها منذ عشرات السنين والانهيار الحالي عبارة عن انسلاخ كتل صخرية هددت منزلا قديما, ونتيجة للجولة الميدانية للجنة اقترحت مايلي:‏

* استئجار منزلين مباشرة للسيدين عدنان حسن باكير ونضال عدنان باكير.‏

* استئجار منازل تكفي لإسكان القاطنين حول القلعة والمعرضين للخطر أو دفع بدل إيجار لكل منهم على أن يقوم باخلاء المنزل العائد له فورا وتأمين السكن المناسب من قبله.‏

* تكليف الدوائر العقارية بإجراء مسح عقاري وطبوغرافي لمنطقة قلعة القدموس والمنطقة المحيطة بها.‏

* تكليف المديرية العامة للآثار والمتاحف باستملاك القلعة ومحيطها بالسرعة القصوى وخلال مدة ثلاثة أشهر وتكليف المديرية العامة للآثار والمتاحف بالحصول على الموافقة اللازمة على دفع سلفة لأصحاب المنازل المطلوب استملاكها خلال شهرين من تاريخه ليتمكن أصحاب هذه المساكن من المباشرة فورا ببناء مساكن بديلة.‏

تقوم المديرية العامة للآثار والمتاحف فورا بتكليف جهة فنية متخصصة لتحديد المنطقة الخطرة ودراسة علمية لحماية القلعة ومحيطها بالشكل الفني المناسب والاستفادة من كافة الخبرات والامكانيات المتوفرة لديها لهذا العمل محليا ودوليا على أن تنجز هذه الدراسة خلال ثلاثة أشهر كحد اقصى وأن تتم دراسة تأمين الاعتماد اللازم للمباشرة بالتنفيذ الفوري.‏

وتشير اللجنة إلى أن مديرية الناحية وبلدة القدموس تقوم حاليا بتوجيه إنذارات وأخذ تعهدات من أصحاب المنازل المعرضة للخطر والبالغ عددها سبعة وعشرون منزلا لاخلائها فورا حرصا على سلامة وحياة المواطنين القاطنين في هذه المنازل.‏

بتاريخ 12/4/2006 جاء في محضر اجتماع لجنة الادارة المحلية والبيئة والثقافة والسياحة مايلي :‏

1- تعيين حدود قلعة القدموس ومنع البناء منعا باتا ضمها دون الحصول على موافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف.‏

2- تعيين حدود مناطق الحماية وفق التالي:‏

* المنطقة المعينة حدودها باللون الاخضر يمنع البناء منعا باتا ضمن هذه المنطقة وللمباني المشادة ضمنها حاليا وذلك بعد الحصول على موافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف لوضع الشروط والمواصفات التفصيلية لهذه الأعمال ويمنع اضافة أي كتل جديدة على المباني المشادة حاليا.‏

* المنطقة المعينة حدودها باللون الأزرق يسمح فيها التالي:‏

* البناء بارتفاع طابقين مع قبو ( أرضي + أول) وبارتفاع أعظمي ثمانية أمتار (8م) اعتبارا من سقف القبو في حالة وجوده والذي يرتفع مترا واحدا فوق منسوب الأرض الطبيعية وبشرط عدم التراجع أو التجاوز على الأزقة المعينة على المخطط الطبوغرافي للبلدة ,وتبقى هذه الأزقة على وضعها الحالي وبحيث يتم اكساء الواجهات المطلة على الأزقة والشوارع بالحجر المحلي حصرا .‏

* يمنع هدم المباني التراثية الواقعة ضمن هذه المنطقة إلا في حال وجود مشكلة إنشائية تستدعي الفك فيتم في هذه الحالة السماح بالفك وإعادة البناء وفورا بنفس أسلوب وشكل البناء الأساسي وبمواد البناء الأساسية للواجهات الخارجية فقط ويسمح بتنفيذ الأسقف من البيتون المسلح وبسماكة لاتزيد عن 12 سم وبشرط أن ترتكز على الأوجه الداخلية للجدران الخارجية.‏

المنطقة المعينة باللون البني يسمح فيها بالبناء وبشرط أن لاتتجاوز شقة الطابق الأخير للبناء عن منسوب الشارع الواقع في الجهة الغربية من القلعة.. هذا ولاتزال أعمال اللجان مستمرة وصولا إلى ايجاد الحلول التي توفر الحماية الكاملة للمساكن والسكان في المنطقة المهددة بالخطر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية