تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطلقة الطائشة تطفئ بسمة الطفولة في يوم العيد

حوادث
الثلاثاء 25/4/2006
بثينة النونو

عندما تبتسم النفوس وتضحك الأرواح فنحن في أيام العيد, فيه تلتحم الأرواح وتغتسل وتتعطر القلوب بمسك البهجة وصلة الرحم والتصالح مع الآخرين ولكن عندما تنقلب الفرحة إلى حزن والضحكات إلى ألم بين لحظة ولحظة, ويتلطخ الثوب الأبيض الناصع بالدماء.

ماذا نقول?‏

هذا ماحدث لطفلة بريئة عمرها سبع سنوات وفي منطقة جرمانا تحديداً, ذهبت مع والديها للتسوق كانت تقفز بفرح مابعده فرح فأمها على اليمين وأبوها على اليسار, اشترت ثوب العيد (عيد الفصح) وبدأت تحدث والديها عما ستفعله بالعيد.. فجأة خرج الدم من رأسها وبدأت الفتاة تختلج, ركض الوالدان إلى أقرب مشفى ليعرفوا ماذا حل بابنتهم? اجريت لها صور شعاعية فتبين أن رصاصة اخترقت رأسها الجميل ومع الأسف لم يستطع الأطباء إخراج الرصاصة ولن يستطيعوا لأنها استقرت بقاع الجمجمة, وها هي الطفلة بالعناية المركزة تصارع بين الموت والحياة, فانقلب العيد إلى دموع وألم وخوف.. ويدق قلبي بعنف ويفيض دمعي غزيراً وتنبعث ثورة في داخلي, أي كلام لن يعبر عن هذا المصاب الجلل, ترى من أين أتت هذه الرصاصة اللعينة?‏

أهي من عرس قريب يعج بالناس الفرحين وبطلقات الرصاص المتطايرة?‏

أم أنها من شاب أهوج يتعلم على السلاح?‏

أم من مشاجرة في الأفق البعيد جاءت بكل قسوة لتقتل هذه الطفلة? أم أنهم أناس فرحون بقدوم العيد?‏

من قتل الطفلة دون أن يدري? من داس على وردة ليطفئ رحيقها للأبد? لن يعرف الجاني الآن, لكنه بالتأكيد إنسان جاهل وإلى متى سنبقى على جهلنا, وأن السلاح ليس لعبة ولا تعبر عن فرح ولا للشجار, السلاح للعدو والعدو فقط. هذه رسالة أبعثها لكل من يحمل سلاحاً ويعتبره رمزاً للفرح أتمنى من كل قلبي أن يأخذها عبرة, ويقول في قرارة نفسه: أنا ربما أقتل إنساناً أو طفلاً بريئا في مكان ما من هذا العالم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية