الهندسية حاولت وضع اهداف واستراتيجية للنهوض بشركاتها من الواقع المحزن الذي تعيشه في محاولة منها يمكن ان تعيد الألق السابق لها من خلال انتاج السلع بالمواصفات التي تتماشى مع متطلبات السوق والمواءمة بين كميات الانتاج المخططة من السلع وحجم المخزون فيها اضافة للسعي للاستفادة من اليد العاملة الموجودة للقضاء على البطالة المقنعة .
كما وضعت المؤسسة خططاً لاستبدال وتجديد شركاتها وخططاً لتطويرها بادخال خطوط جديدة اذاً هل يمكن اعتبار العرض النظري الذي وضعته الهندسسية لاهدافها هو كافٍ? الواقع يتطلب اكثر من ذلك اي وضع حلول جذرية لمعالجة اوضاع شركاتها ولا مجال للانتظار كون متطلبات السوق تفرز كل يوم شيئاً جديداً لا يتناسب وانتاجية شركات المؤسسة .
بردى بدأت تحتضر !!
فصناعة برادات بردى (تجميع) كان لها ألق كبير ومتميز في الماضي الا انه سرعان ما بدأ يخبو نتيجة المنافسة الخارجية وعدم التحديث فيها مما ادى لانخفاض التنفيذ ليصل 20% عام 2005 وخسارة متوقعة قدرت ب123 مليوناً و696 الفاً وحالياً قدمت عدة شركات خاصة لتصنيع الغير اي تقديم المواد الاولية وشركة بردى تقوم بالتصنيع لقاء مبالغ محددة يتم الاتفاق عليها مسبقاً الا ان الامر لم يتم الموافقة عليه حتى الآن!!
معدل تنفيذ 2% !!
والشركة العربية لصناعة الاخشاب في اللاذقية ليست احسن حالاً فمعدل التنفيذ بها بلغ 2% فقط وخسائر متوقعة 36 مليوناً في 2005 والسبب حسب رأي المؤسسة عدم توفر المادة الاولية والسيولة النقدية للاستيراد اضافة لوجود المنافسة غير العادلة من البدائل كمادة ال MDF واتجاه المستهلك اليها لانخفاض ثمنها .
الشركة متوقفة وخسائر متتالية!!
اما الشركة العربية المتحدة للكبريت والخشب المضغوط فهي متوقعة حالياً عن العمل نتيجة عدم وجود الطلب على منتجاتها وذلك لتغيير نمط الاستهلاك عند المواطن لهذه المادة فما ادى لتراكم الانتاج في مستودعاتها ولتصل الخسارة المتوقعة الى 45 مليون ليرة عام .2005 ومن الشركات الخاسرة ايضا في المؤسسة الشركة العامة لصناعة المحركات في اللاذقية بسبب نمط الانتاج القديم المستخدم لتؤدي لخسارة متوقعة 65 مليون ليرة سورية لذلك تم اقتراح الحصول على شريك لتطوير عملها لكن حتى اللحظة لم تتقدم اي جهة..
كما بلغت خسائر معمل بطاريات القدم ب 49 مليوناً و 119 الف ليرة سورية.
رفع الطاقة الإنتاجية إلى 400 ألف طن
لكن الهندسية تعتبر بعض شركاتها رابحة وهذا الربح يمكن اعتباره شكليا, فشركة المنتجات الحديدية في حماه مثال عن ذلك, حيث قدرت المؤسسة ارباح الشركة المتوقعة 200 مليون ليرة سورية لكن اذا قارناه مع العرض الحالي المقدم من شركة نمساوية (حارس كروب) لاستثمار الشركة والذي سيرفع الطاقة الانتاجية لاكثر من 400 الف طن سنويا, اي حوالي ستة اضعاف من الانتاج الحالي فهو يعتبر رقما مشجعا اكثر, كما توجد بعض الشركات التي تعتبر رابحة بنظر المؤسسة كشركة سيرونكس وشركات الكابلات وغيرها..لكن هل هذه الشركات الرابحة يمكنها ان تطرح سلعا ذات مواصفات جيدة تواكب التقدم التكنولوجي?
هل الاستثمار هو الحل?!
ان عمل الادارات غير الكفؤ لدى بعض الشركات وعدم اتباع برامج التأهيل والتدريب المستمر واعطاء المرونة للادارات وتقيدها بالأنظمة والقوانين التي تحتاج لتطوير بالاساس وعلى سبيل المثال (عمليات البيع والشراء والتسويق) وغياب مبدأ المحاسبة ساهم في خسائر هذه الشركات, لذلك يمكن اعتبار ان امام الدولة خيارين الاول بأن تقوم بتخصيص مبالغ مالية تعيد بريق عمل هذه الشركات من جديد وذلك برصد الاعتماد المالي المناسب مع الاخذ بعين الاعتبار تأهيل الكوادر واختيار الادارة المناسبة في حال رغبت الدولة الابقاء على هذه الشركات وهو امر مستبعد في الوقت الحالي, اما الخيار الثاني فهو الاستعانة بالشركات المستثمرة او المستثمرين للتعاقد معهم لاستثمار الشركات سنوات تتجاوز العشر كنظام BOT وهو الخيار المطروح حاليا بقوة من اجل النهوض بمؤسسات القطاع العام من جديد وهذا الجانب يمكن ان ينعكس ايجابا لتحقيق معدلات تنموية متقدمة تساهم في السير بعملية التطوير والتحديث التي ننشدها جميعا دولة وافرادا.