تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يتيمة الدهر في ذكـــــر محاســــــن حلـــــــب

ملحق ثقافي
25/4/2006
أربعة مجلدات قدّمها مؤلفها «الثعالبي» في محاسن أهل الأدب واللغة والفكر، في فترات ازدهار حضاري، عاشتها حلب.. لقد كان الحمدانيون في مقدمة المهتمين بالثقافة في ذاك العصر،

ولاغرابة فقد كان بينهم هم أنفسهم شعراء وأدباء ينظمون الشعر ويتذوقونه. وإذا استثنينا سيف الدولة الذي يقف في المقدمة في هذا الميدان، نجد أمراء حمدانيين كثراً حفظت لهم كتب التاريخ والأدب ذكراً عطراً في روضة الشعر والأدب.‏‏

‏‏

إن ناصر الدولة وأولاده وأحفاده شغلوا أنفسهم بالحروب والمنازعات الداخلية بالدرجة الاولى، فلم يتح لهم الوقت والجهد لإشادة نهضة فكرية ثقافية كما سنرى في حلب على عهد سيف الدولة، وصحيح أن الأمراء الحمدانيين في الموصل كانوا أقرب الى البساطة فلم يقيموا بلاطاً فخماً ولم يحيطوا أنفسهم بحاشية أدبية كبيرة، غير أنّا -مع ذلك- نجد بينهم شعراء وأدباء. فقد كان أبو زهيرمهلهل بن نصر بن حمدان وأبو العشائر (الذي قصده المتنبي قبل أن يتصل بسيف الدولة) وأبو وائل تغلب بن داوود بن حمدان وأبو المطاع شعراء. وكان أبو تغلب بن ناصر الدولة أديباً شاعراً ومحباً للثقافة، فقد وجدت له أبيات شعرية منقوشة على حائط قصر العباس بن عمور بين سنجار ونصيبين بخطه، وذكر له الثعالبي أيضاً مقطوعة منها قوله في الغزل: لا والذي جعــــــــــــــــــــــل المــــــــــــوا لي في الهــــــــــــــــــــــوى خدم العبيدِ وأصار في أيدي الظــــــــــــــــــــــبا ء قيـــــــــــــاد أعناق الأســــــــــــــــــــــود ما الورد أحسن منظـــــــــــــــــــراً من حسن توريد الخــــــــــــــــــــــدودِ وكان أبو المطاع ذو القرنين بن ناصر الدولة شاعراً ظريفاً حسن السبك جميل المقاصد على حد قول ابن خلكان: ومن شعره قوله: إني لأحسد«لا» في أسطر الصحف إذا رأيـــــــــــت اعتناق اللاّم للشغفِ وقوله: أفدي الذي زرته بالسيف مشتملاً ولحـــــظُ عينيه أمضى من مضاربهِ فما خلعت نجادي في العـــــناق له حتــــــــــــــــى لبست نجاداً من ذوائبه فكان أسعدنا من ليل بغـــــــــــــــــــيته منْ كان في الحب أشقانا بصاحبهِ وإذا رجعنا الى الثعالبي الذي أسهب في تأريخ الحياة الأدبية في عصر الحمدانيين نجده يضم الى الشعراء من أمراء بني حمدان كذلك، حمدان والحسين إبني ناصر الدولة، وقد أورد لهما مقطوعات جيدة من الشعر تدل على البراعة، غير أن أغراضهما- كأغراض شعر أبي المطاع وأبي تغلب- لاتخرج عن الطابع التقليدي. وبرز من شعراء هذا العصر أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي الشاعر المشهور. وكان في صباه يرفو ويطرّز في دكان بالموصل وينظم الشعر حتى برع فيه. ومن شعره اللطيف في وصف مهنته قوله: وكانت الإبرة فيــــــــــــــــــــــما مضى صائنــــــــــــــــــــــةً وجهي وأشعاري فأصبــــــــــــــــــــــح الرزق بها ضيقاً كأنه من ثقــبها جــــــــــــــــــــــاري ولابد أن نشير الى شاعر ظريف برز وارتقى الى مصاف الشعراء المشهورين وهو أبو بكر بن أحمد بن حمدان الخبار البلدي (نسبة الى بلد قرب الموصل) وقد حفظ الخبار البلدي القرآن الكريم وضمن أشعاره كثيراً من الآيات. واشتملت يتيمة الدهر على عناوين ومتون وشروحات أغنت حافظة القارىء وصحوة وعيه التاريخي الأدبي.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية