تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السيرة المسائية لابن الصباح

ملحق ثقافي
25/4/2006
جوزف حرب

سَأَمْحُوْ سُؤَالِيَ: لَوْ لَمْ أَجِىءْ؟ هَا أَنَا الآنَ حَيٌّ. وَمَا يَنْفَعُ القَوْلُ: لَوْ لَمْ أَجِىءْ؟ فَذَا النَّبْعُ قَدْ وَلَدَتْهُ الغُيُوْمُ جَنِيْناً لَهَا، وَانْتَهَى الأَمْرُ. أَعْرِفُ أَنِّيَ لَوْ لَمْ أَجِىءْ لَمْ يَكُنْ أَيُّ شَيْءٍ. فَلْتَنْظُرِ الرُّوْحُ فِيَّ إِلَى مَا أَضَأْتُ،

وَمَا لَمْ أُضِىءْ، لِأَعْرِفَ أَيَّهُمَا كَانَ أَجْدَى، مَجِيْئِيَ، أَوْ لَيْتَنِيْ لَمْ أَجِىءْ؟ وَجِئْتُ. وَلَكِنَّنِيْ سَأَمُوْتُ أَخِيْراً. فَأيُّهُمَا كَانَ أَجْدَى؟ مَجِيْءٌ يُرَافِقُهُ مَوْتُهُ؟ أَمْ مَجيْءٌ بِغَيْرِ ضَرِيْحٍ؟ وَلَكِنَّنِيْ لَسْتُ غَيْرَ مَجِيْءٍ بِمَوْتٍ. لِأُبْعِدْ قَلِيْلاً مَجِيئيَ مِنْ غَيْرِ مَوْتٍ، وَأَقْرَأْ عَمِيْقاً مَجِيْئِيْ الَّذِيْ كَالنَّهَارِ المُضَاءْ، فَإِنَّكَ إِنْ أَنْتَ عَانَقٍتَهُ في الصَّبَاحِ شَمَمْتَ المَسَاءْ. دَمِيْ سَالَ أَكْثَرَ مِمَّا بِهَذِيْ المُحِيْطَاتِ مِنْ أَجْلِ شَمْسِيْ. وَلَكِنَّنِيْ لَسْتُ أَمْلِكُ شَمْعَهْ. وَمِنْ حَقِّ مَوْتِيَ ضِدَّ المَجَاعَاتِ، أَلَّا أَرَى فَوْقَ خَدٍّ عَلَى الأَرْضِ دَمْعَهْ. هُوَ الظُّلْمُ أَقْوَى. وَذَا الجُوْعُ أَوْسَعُ. هَلْ مَا فَعَلْتُ إِلَى الآنَ يُوْحِيْ بِأَنِّيْ تَلَمَّسْتُ نُوْرَ الصَّبَاحِ؟ وَفي خُوْذَتِيْ، ذاتَ يَوْمٍ، زَرَعْتُ أَقَاحِيْ؟ وَمَارسْتُ في الرِّيْحِ خَفْقَ جَنَاحِيْ؟ وَفَتَّحَ زِرٌّ مِنَ الوَرْدِ فَوْقَ دَمِيْ يَا رِمَاحِيْ؟ مِنْ البَدْءِ لِلآنَ لَا شَيْيءَ إِلَّا جِرَاحِيْ!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية