تكرار مشوه للمشهد الأميركي المتعفن في سورية، إذ ثمة حالة يشي بها هذا التكرار الإرهابي تدل على حالة من الهستيريا تعصف برعاة الإرهاب من انتصار سوية، وكسرها للأحجار الدولية، وتخفي سيلاً من الفضائح الأميركية والعقد النرجسية الداخلية والخارجية التي تحاول واشنطن التخلص منها عبر تلك المسرحيات، التي أوكلت تمثيلياتها إلى جواسيس الخوذ البيضاء الإرهابية المتنقلة حسب حاجة مشغليها، وفي دوما الشاهد الأقرب، ومن أفواه أطفالها في الأمم المتحدة الحقيقة التي تصر واشنطن على اجترار تزييفها واغتصابها كعادتها.
أميركا تخسر عناقيد إجرامها تباعاً، وإدلب آخر ما تبقى لها من أوراق للمناورة خلفاً لذا اختارتها مكاناً لمزاعمها هذه وصراخها الذي تسمعه آذانها فقط ومن معها من متآمرين، باعتبار أن قاعدة التنف ساقطة ومنهارة مع اقتراب الجيش من تحرير الجنوب من آخر بقايا المرتزقة، ولتكون هزلية الكيماوي هذه محاولة أخيرة فاشلة، لإقصاء الجيش عن متابعة إنجازاته، التي تشكل شوكتها زقوماً في الحلق الأميركي، ومخرزاً في عيون صفقاتها العدائية مع لقطاء المشيخات الخليجية الصهيوغربية.
يخاف الفيل والحمار الأميركيين نتائج وجهة سورية الحالية، فمذ أعلنت دمشق عنها عقب تحرير درعا والإمساك بشريط الحدود، وثمة اشتعال جنوني ومس شيطاني يصيب الرأسين الأميركي والتركي على حد سواء، حيث الخسارة والشلل هنا يوازي كل ما خسروه في المناطق المحررة من الإرهاب، ونضوب الخزان الآسن، ضربة قاصمة للظهر الأطلسي ومشروعه الاحتلالي، وأوله ظهر أردوغان الإخواني ومشروعه العثماني.
سورية تدفن أميركا برؤوسها الحامية، فمن شارون إلى ماكين وغيرهم كثر ممن تآمروا ويتآمرون عليها من مرتزقة، فباتت أميركا ضعيفة تترنح محاولة التمسك بقشة الكيماوي الممسوخة، فأمواج دمشق كسرت أشرعة الحرب وغيرت مفرداتها نحو الشرق ممسكة بالدفة نحو اتجاهات الأرض، وكما ردت سورية على الثالوث العدواني في نيسان الماضي فهي جاهزة للرد على مثيله مهما كان إن حصل.