وأكدت روسيا أن فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضدها لن تدفعها للتخلي عن حماية مصالحها، معتبرة أن الخطوة الأمريكية تزيد من صعوبة الحوار بين البلدين، وأن الوضع الحالي للعلاقات الروسية الأمريكية تجسيد لأسوأ سيناريوهات الحرب الباردة.
المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أعلن في هذا السياق أن روسيا ستتخذ قراراً حول الرد على العقوبات الأمريكية الجديدة اعتماداً على مصالحها.
وقال بيسكوف رداً على سؤال صحفي حول جاهزية الردود الجوابية على العقوبات الأمريكية الجديدة: يجب علينا حالياً أن نتريث ونفهم ما جوهر هذه الإجراءات والقيود الجديدة وما الإجراءات التي ينبغي علينا اتخاذها لمصلحة روسيا الاتحادية؟.
وأضاف وفقاً لما نقلته وكالة سبوتنيك أمس: أكرر مرة أخرى كان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعلن أكثر من مرة أنه سيعمل في ضوء الخطوات غير الودية المماثلة وفق مصالح بلادنا وبشكل أفضل.
من جانبها أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن العقوبات الأمريكية الجديدة لن تدفع روسيا الى التخلي عن مواقفها وسياساتها الثابتة مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات تعيق التعاون الثنائي والحوار بين البلدين.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها في بيان: إنه لا يمكن للعقوبات أن تجبر روسيا على الابتعاد عن نهجها القائم على الدفاع الثابت عن مصالحها الوطنية، مضيفة: إن واشنطن تزيد عبر هذه الخطوات من تعقيد إمكانية الحوار بشان القضايا الثنائية والمتعددة بين الجانبين الروسي والأمريكي.
وشددت زاخاروفا على أن موسكو تعتبر أن قرار واشنطن ليس إلا جزءاً من السياسة المغرضة الرامية لتشويش النظام الدولي لمراقبة الأسلحة وعدم انتشارها، بما في ذلك في مجال حظر السلاح الكيميائي.
وأعربت الخارجية الروسية على لسان زاخاروفا عن أسفها من عدم فهم النخبة السياسية الأمريكية الحقيقية البسيطة التي مفادها أن العقوبات غير قادرة على جعل روسيا تنحرف عن حماية مصالحها القومية.
كما شددت زاخاروفا في ختام التعليق على أن «مثل هذه الخطوات من قبل واشنطن لا تسهم بطبيعة الحال في إقامة الحوار الحضاري المعتمد على الاحترام المتبادل وترتيب التعاون بين البلدين كما يليق بدولتينا».
من جهته أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع قناة روسيا 1 أمس أن روسيا تعمل على إعداد إجراءات فعالة رداً على العقوبات الجديدة المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة، متعهدة بمواصلة حماية مصالح وأمن البلاد عبر الوسائل الاقتصادية والعسكرية.
وقال ريابكوف: علينا أن نكون جاهزين للتعامل مع موجة أو حتى 5 موجات من العقوبات، مشدداً على أن هذا الأمر يستعد له كل من القطاعين الاقتصادي والعسكري، مضيفا إن موسكو ستدافع عن أمنها في أي حال من الأحوال بما في ذلك عبر الوسائل العسكرية.
وأوضح ريابكوف أن هناك أيضاً الدبلوماسية.. ودبلوماسيتنا لا تتنازل وإنما تواصل النضال من أجل تعزيز مواقع روسيا في العالم في جميع الاتجاهات إن كان في الشرق الأوسط أو آسيا الشمالية الشرقية أو افريقيا أو أمريكا اللاتينية أو أوروبا.
وفي السياق ذاته اعتبرت موسكو أن الوضع الحالي للعلاقات الروسية الأمريكية تجسيد لأسوأ سيناريوهات الحرب الباردة، مشددة على أن العقوبات الجديدة للولايات المتحدة ضد روسيا غير مجدية ولا آفاق لها.
وقالت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة، في بيان نشرته أمس على حسابها الرسمي في موقع «فيسبوك»: أصدرت الولايات المتحدة حزمة جديدة من عقوباتها غير الشرعية المفروضة على روسيا، ويتشكل انطباع بأن النخبة السياسية المحلية تعاني من الميل المرضي إلى تدمير الأسس الجوهرية للعلاقات الثنائية التي يعتمد عليها الأمن العالمي.
وأضافت السفارة الروسية: إن القرارات تتخذ دون سعي لكشف الحقيقة ومع إهمال دعواتنا إلى الحوار بغياب أي أدلة واقعية على ما يسمى بمسؤولية روسيا، والاتهامات العبثية المنسوبة إلى بلادنا يجري الترويج لها على يد أبرز وسائل الإعلام الأمريكية.
وأشارت إلى أن النخب السياسية لا تلاحظ أن كل نوبة جديدة لحمى العقوبات الأمريكية تجعل الولايات المتحدة أقرب من نقطة اللاعودة في حل القرارات الدولية الحيوية، من بينها مكافحة الإرهاب المشتركة وخطر وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي كيانات غير حكومية.
وشددت سفارة موسكو لدى واشنطن على أن من الواضح أن ما يجري هو «تجسيد لأسوأ السيناريوهات للحرب الباردة والتي كان يجب أن يتخلص منها العالم للأبد منذ 30 عاماً».
وأوضحت السفارة أنه بدلاً من ذلك تبين أن لا أحد محصنا من الضغوط الفظة من قبل واشنطن.
وأكدت السفارة أن روسيا ترفض الخطوات غير الودية التي تتخذها واشنطن، وبينت مشددة: «إنها لن تؤثر بأي صورة على عزم روسيا على اتباع النهج المستقل في العلاقات الدولية.
واختتمت السفارة بالقول: إن «المجتمع الأمريكي عليه أن يعلم أن العقوبات ضد روسيا غير مجدية ولا آفاق لها من النجاح، مؤكدة أنها لا تستجيب لمصالح أي من الشعبين الروسي أو الأمريكي.
وفي سياق آخر أعلن بيسكوف أنه يتم التحضير حالياً لعقد قمة بين رؤساء روسيا وإيران والنظام التركي وقد تعقد في طهران، وقال: يجري التحضير للقمة الثلاثية.. قد تعقد في طهران.. يجري الإعداد لهذا ونحن سنعلن عند الانتهاء من الاتفاق على كل التفاصيل عبر القنوات الدبلوماسية.
وكان الكرملين أعلن قبل نحو أسبوعين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يشارك في اجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في أوائل أيلول.
والتقى الرؤساء الثلاثة في نيسان الماضي في أنقرة حيث ناقشوا الأوضاع في سورية.