إلى ذلك بدأت في العاصمة الألمانية برلين أمس أعمال المؤتمر الدولي حول ليبيا بهدف تعزيز وقف إطلاق النار والتمهيد لإطلاق عملية سلام.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن المؤتمر الذي يعقد برعاية الأمم المتحدة يشارك فيه ممثلون عن 11 دولة هي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين إضافة إلى مصر وإيطاليا والنظام التركي والجزائر والإمارات والكونغو إلى جانب الدولة المنظمة ألمانيا ومنظمات دولية عدة.
وقال هايكو ماس وزير خارجية ألمانيا لصحيفة بيلد إن «المؤتمر يمكن أن يكون خطوة أولى من أجل السلام في ليبيا».
وعلى هامش المؤتمر شهد مقر الاستشارية الألمانية مكان عقدها مظاهرات نظمها أمس مواطنون ليبيون وعرب ومنظمات حقوقية ألمانية رافضة تدخل النظام التركي في ليبيا حيث رفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارة «أردوغان يرسل المرتزقة والإرهابيين إلى طرابلس».
وفي محاولة لابعاد الشبهة عن دوره الارهابي باشعال فتيل الحرب زعم أن تركيا أصبحت مفتاح السلام في ليبيا، وانه لا يوجد حل عسكري في ليبيا وأي محاولات لفرض حل عسكري لن تفضي إلى نتائج.
وادعى المارق على الشرعية الدولية اردوغان بانه تم التغاضي لفترة طويلة عما اسماها «انتهاكات « من قبل الجيش الوطني من مجلس الامن على حد زعمه ، زاعماً ان أكبر التوقعات من مؤتمر برلين هو الوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في ليبيا، وان القول بأن مؤتمر برلين سيحل جميع المشكلات في ليبيا سيكون مبالغا في الإيجابية.
وفي سياق اقراره بعدم نيته الانسحاب من ليبيا وان هدفه السيطرة على مقدرات الشعب الليبي على عكس اكاذيبه التي يسوقها في المؤتمرات بشأن مساعيه المزعومة لانهاء الحرب التي كانت له اليد الطولى في ليبيا أكد أردوغان أن قواته الغازية ستبقى في ليبيا تحت ذريعة الإقرار بحقوقها في المتوسط.
كلام اردوغان الذي يكشف خبث نياته جاء مع مطالب ليست مستغربة من ميليشيا الوفاق المنضوية تحت عباءته تستجدي من خلالها التدخل الخارجي في ليبيا لوقف تقدم قوات الجيش الوطني لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات الاخوانية، حيث دعا متزعم ميليشيا الوفاق الليبية المدعو فايز السراج إلى نشر ما اسماها قوة حماية عسكرية دولية في ليبيا في حال استأنف المشير حفتر والجيش الوطني الأعمال القتالية.
بين المساعي التركية المفضوحة واستجداء ميليشيا الوفاق التدخل الخارجي تستضيف العاصمة الالمانية برلين مؤتمرا دوليا يضم الاطراف الليبية لبحث سبل إنهاء الحرب، حيث دعا الموفد الدولي الخاص الى ليبيا غسان سلامة من برلين الى وقف كل التدخلات الخارجية في ليبيا، مشيرا الى ان المؤتمر لا يسعى لحل الازمة في ليبيا بكل جوانبها، وقال بانه يسعى فقط إلى إنشاء مظلة دولية حامية لما سيتفق عليه الليبيون.
وفي الوقت الذي يبدو فيه سقف التوقعات كبيرا استبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المؤتمر بالتحذير من الافراط في التفاؤل.
من جهتها أفادت مصادر دبلوماسية بأن مسودة «مؤتمر برلين» بشأن ليبيا تحث كل أطراف الأزمة على الامتناع عن الأعمال القتالية ضد المنشآت النفطية.
وبحسب مراقبين فان المؤتمر هذا ستتبعه مؤتمرات أخرى ومجموعات عمل ربما تلتقي كل فترة تقدر بأسبوعين تناقش مسألة الميليشيات وتقليص وصول الأسلحة إليها.
بعيداً عن هذه المعطيات نشرت صحيفة ليبية مقطع فيديو يظهر العشرات من المرتزقة الارهابيين المنضوين تحت العباءة التركية بزي عسكري داخل طائرة، قالت إنهم في طريقهم إلى ليبيا.