صورة وتعليق... موائد الطرقات
مجتمع الأحد 20-6-2010م غصون سليمان تشم رائحته عن بعد مئات الأميال وتشتهيه نفسك برغبة لامثيل لها وماإن تقع عيناك على ذاك الرغيف المدور حتى تعود بك الذاكرة إلى تلك الأيام الصاخبة بحيويتها ونشاطها يوم كان الخبز الأسمر والقمح الذهبي وزنود الصبايا تتباهى بصناعته الأسر السورية وخاصة الريف المترامي الأطراف،
فعلى استحياء عاد التنور في أيامنا هذه ولكن هذه المرة ليس في قلب القرى والبلدات وإنما خرج سريعا ليستوطن على الطرقات والأوتوسترادات الدولية في الساحل والداخل على السواء، هذه الأفران المتحركة لم تعد تقتصر على شواء الخبز الأسمر أو الأبيض وإنما ضمت إليها عائلة المحمرات والمناقيش بالزعتر والفطائر بالسلق والسبانخ وبعض الأعشاب البرية والقريشة والجبن والمحمرات بالفليفلة الحرّة والحلوة حسب الطلب ..
هذه الطفرة السياحية البيئية التراثية هي عنصر جمالي آخر يضاف إلى رصيد عاداتنا وتقاليدنا وذكرياتنا وإحساسنا بالجهد الذي فقدنا حلاوته بالمعنى القيمي والجوهري للكلمة، بعد أن حلّت كثير من التقنيات والأدوات الكهربائية محل الشعور بالتعب العضلي الذي كانت تقوم به الأسرة، هذا الاحساس كدنا نستعذبه اليوم بعد أن افتقدنا أو خسرنا من نظامنا الغذائي الكثير الكثير من عناصر السلة الصحية التي تنتجها الطبيعة العذراء دون أن تدخل إليها أو تطولها الملونات والمنكهات والملوثات، نتمنى لأرضنا الطيبة المعطاءة مواسم وافرة من انتاج القمح كل عام، فهي السند والدعم لحياتنا واقتصادنا وصمودنا إلى جانب المحاصيل الاستراتيجية الأخرى.
|