البعض من الشباب يعتقد أن تعاطي هذه المواد سواء من الذكور أم الإناث أنه لايزيد من قدرتهم الجنسية والجسدية فحسب وإنما يؤدي إلى انحرافات مخالفة للأعراف والتقاليد ونسف للقيم الاجتماعية وارتكاب المحرمات مايؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المزمنة وانتشار الإيدز، لذلك فالحقائق العلمية أثبتت مدى الضرر الذي يصاب به المدمنون وخاصة الشباب وهم في طور المراهقة ،وأهم هذه الأضرار الضعف الجنسي لأنهم يندفعون إلى المخدرات دون وعي وإدراك لمدى الخطر الذي يحدق بهم بالتالي هم بحاجة إلى رعاية طبية ونفسية واجتماعية.
حول هذا الموضوع كان لنا وقفة مع الدكتور غسان خلف من جامعة دمشق قسم علم الاجتماع وحول سؤال كيف تساعد الأسرة أبنائها الشباب في الوقاية من المخدرات أشار قائلاً :
ثقفوا الشباب داخل المنزل جسدوا بتصرفكم كل ماتقولونه ، فأبلغ عبارة لأولادكم في معرض تعليمهم هي ماتفعلونه أنتم وعليكم بتعليمهم منذ الصغر فتوعيتهم على أخطار المخدرات يجب أن تبدأ باكراً جداً و على الأب أن يكون حاسماً في موقفه من هذه المواد السامة .
وحول كيف يكتشف الآباء أن أبناءهم يتعاطون المخدرات أجاب الدكتور خلف: الاكتشاف يكون من خلال تغير مفاجئ في السلوك اليومي يصاحبه شخصية لامبالية غير مكترثة بمايدور حولها خيالية واهمة خائفة أحياناً ومتسلطة أحياناً أخرى ،إضافة إلى ضعف في التركيز وخمول ذهني وتراجع في التحصيل العلمي ، وكثرة الغياب عن المنزل والعودة إليه في ساعات متأخرة والدخول والخروج من المنزل خلسة وغالباً يكون مهملاً لمظهره الخارجي والفوضى في ترتيب مقتنياته وعدم الاستجابة للتوجيهات إضافة إلى غيابه عن المدرسة أوالعمل وأحياناً الانقطاع التام أوشبه التام عنها ، وحاجته الدائمة للمال وكثرة طلبه له .
ويلاحظ على المتعاطي فقدان الشهية للأكل وعدم الانتظام في تناول وجبات الطعام وفقدان مقتنيات الأسرة خاصة الثمينة منها وممارسة أنماط السلوك المنحرف في بعض الحالات وعن التعامل مع هذه الحالات قال :
الابتعاد التام عن التأنيب أوالترهيب أوالإهانة وعدم وضعه نهائياً في دائرة اللوم والتوبيخ واعتبار حدود معرفة الحالة هي بداية الانطلاق نحو الخلاص .
وحول كيفية إبعاد الشباب عن المخدرات بيّن الدكتور خلف أهمية توفير الحب والحنان والرعاية الكاملة ، والاعتراف بنضج الشباب وحاجته إلى الاستقلال وعدم التدخل المباشر في شؤونه ، وإشباع حاجات الشباب وزراعة الثقة في نفوسهم وتعويدهم تحمل المسؤولية الفردية والجماعية والإحساس بها ، وعلينا أن ندرك أنهم ولدوا لزمان غير زماننا ولايمكن بأي شكل من الأشكال أن نقارنهم بنا لأن الحياة في زمنهم بمتغيراتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أصبحت مختلفة تمام الاختلاف عما نحن فيه اليوم ويجب أن ندرك أنه من المستحيل أن نفرض على أولادنا خصوصاً في مرحلة الشباب عادات وتقاليد وأنماطاً سلوكية لكن يمكن أن نحاول إقناعهم بها عن طريق شرح أهميتها وفوائدها وحسناتها ، ويجب على الأهل معرفة المخدرات وأشكالها وطرق تعاطيها وملامح وسمات متعاطيها وسبل علاجها وكذلك التعرف على أسباب تعاطيها وانتشارها.
الآثار الصحية
الآثار الصحية على المدى الطويل تتمثل في الضعف العام والهزال ، وضعف مقاومة الجسم للأمراض والصداع المستمر ،وأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية ،وتصل تلك الأعراض إلى حد الإصابة بالسل ،وبالنسبة للجهاز الهضمي تظهر أعراض الإمساك تارة والإسهال تارة أخرى وذلك بسبب تأثر الأغشية المخاطية للمعدة.
الآثار الاقتصادية
أوضحت الدراسات والبحوث التي قام بها المتخصصون أن تعاطي المخدرات يقلل قدرة الفرد علي الإنتاج بدرجة كبيرة وذلك بسبب تدهور صحته وعدم قدرته على التفكير السليم ويسبب هذا انخفاضاً في الإنتاج فيقل دخل الدولة فلاتستطيع أن تقوم بتوفير الخدمات التعليمية والصحية والخدمات الأخرى إلى أبنائها ، كما إن انتشار المخدرات في المجتمع يجعل الدولة تصرف أموالاً كثيرة في مكافحتها عن طريق توفير أعداد كبيرة من رجال الشرطة والمعدات مثل وسائل النقل لمطاردة المتعاطين والمهربين أوإقامة المستشفيات ومراكز الرعاية لعلاج المدمنين وكل هذا يكلف الدولة بعضاً من الأموال التي تضعها لبناء المدارس لتعليم أبنائها أوبناء الطرق لربط أجزاء الدولة بعضها ببعض أوبناء المستشفيات.