تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ممارسة النشىء للفنون...وسيلة تربوية وتعليمية...

مجتمع
الأحد 20-6-2010م
آنا عزيز الخضر

العلاقة التي تربط التنشئة الاجتماعية بالتربية الجمالية باتت علاقة ضرورية يؤكد عليها المربون والاختصاصيون الاجتماعيون كونها تهدف إلى تنمية شخصية الطفل في الاتجاه الإيجابي

تطوراً ونوعيةً ومن المفترض أن تصبح جزءاً لايتجزأ من التربية العامة لأنها وإن لم تكن هدفاً بحد ذاتها إلا أنها تمثل وسيلة هامة تزود الطفل بمعرفة تذوق الحياة،كما يتم تعليمه بمساعدة الفرد وعبر الفن كما تعلن دوماً النظريات التربوية، من هنا فإن حضور الفن بأشكاله المتعددة موسيقا أو فنون تشكيلية وغيرها في حياة الطفل باتت حالة ملحة وتأتي الفعاليات التي تؤكد هذا الجانب خطوة بناءة ومحاولة من شأنها أن تحقق الكثيرللطفل وقد لوحظ في الفترة الأخيرة الاهتمام بهذا الجانب من قبل المراكز الثقافية ومديرية الطفل بدمشق التي تتبنى ورشات عمل متنوعة الاتجاهات تترافق بشكل روتيني مع الفعاليات التي تهتم بعالم الطفل ثقافة وتربية وحياة للاهتمام بذاك الطفل من جهة والإرساء للتربية الذوقية والجمالية كخطوة أولى في مجال التنشئة الاجتماعية السليمة وورشات العمل تلك هي مشجع للطفل للتوجه إلى العمل الفني وفق ميوله لاستثمار موهبته وصقلها إضافة إلى استثمار الفن في الجانب التربوي حول هذا الجانب حدثنا الأستاذ- أحمد أبو حمده- من مديرية ثقافة الطفل مشرف على إحدى الورشات وحول آلية عملها وتوجيهها بالأسلوب المجدي قال: تهتم مديرية ثقافة الطفل بتنشئة الطفل على محبة الفن لدوره التربوي وأهميته في فتح آفاق الذهن عند الطفل لذلك فالمديرية تقيم من فترة لأخرى ورشات عمل للأطفال في مجالات عديدة كي تجذبه وتبحث عن ميوله ومواهبه لأن هذه الورشات قد تضم فن الرسم وأحيانا الرسم على الفخار وهناك ورشات صلصال وغيرها الكثير، ومن الجدير ذكره أن أي ورشة عمل تقيمها المديرية هي دعوة عامة كي يشارك فيها كل الأطفال، حتى نتيح للجميع فرصة المشاركة فيها حيث نعلن عنها دوماً عبر وسائل إعلامية عديدة وتوزع بروشورات حولها وهذه الورشات مستمرة على مدار السنة ونحاول تطويرها من عام إلى عام بوسائل عديدة خصوصاً أنها ترافق الفعاليات العديدة التي تهتم بالطفل وعوالمه ومجالات حياته للفت نظره إلى حياته المحيطة وإشراكه بها مثلاً كان لنا ورشة عمل ضمن فعالية/الطفولة والبيئة وورشة عمل مرافقة/ لمهرجان مسرح الطفل إضافة إلى /مار الياس/ وغيرها...‏

كما أننا نستقبل أعداداً كبيرة من الأطفال وبذلك نحقق للطفل بعض المساعدات الممكنة في هذا السياق خصوصاً ممن لايتوفر له هذا الأمر لأن أي ورشة تكون مدروسة بكل أبعادها وأهدافها كما أننا نتعامل مع الأطفال بطريقة خاصة إذ نتركه يتعامل مع المادة الفنية براحته دون تدخل منا حتى أننا لانسمح للأهل بالتدخل وذلك أفضل للطفل وأكثر جدوى وتأثيراً من الناحية التربوية ونلاحظ كمشرفين على الورشات أن الأطفال ينجزون أعمالاً غنية بالإبداعات بشكل كبير والتي تظهر تفاعلهم خلال هذه الأنشطة لأنه حتى لو كانت المدة الزمنية قصيرة إلا أن الورشات تكتشف الكثير من المواهب وفي فنون عديدة وعند اكتشافها والتعرف عليها في أي اتجاه فإننا نوجه الأهل إلى أماكن التدريب الداعمة لصقل موهبة أطفالهم بشكل أشمل وأكثر استمرارية فتؤدي الورشات بذلك مهمة إضافية كصلة وصل هامة تساعد الطفل على تكريس موهبته بالأسلوب المطلوب وعن آلية التعامل وخصوصيتها مع الأطفال تحدث حسام عريج/ مشرف على أحد الورشات فقال: شاركت لأكثر من مرة في ورشات عمل فنية للأطفال أقامتها مديرية ثقافة الطفل من ورشات رسم ورسم على الوجه وعلى الفخار وغيرها حيث يتم التعامل مع الطفل بآلية تربوية شفافة بهدف تمكينه والاستفادة من ميوله الفنية وموهبته في أكثر من اتجاه إن كان على الصعيد التربوي ومنح شخصيته الانفتاح على الآخرين ضمن جو جماعي بوجود الأطفال ، فتعامل الطفل مع الفن يؤثر على طبيعته وتذوقه ويستفيد بالتالي على الصعيد التعليمي والتوجيهي إذ يتاح له الاستفادة أيضاً حتى في مسألة اللعب في إطار التسلية حيث يساعده ذلك على تنمية شخصيته من خلال الاكتشافات العديدة التي يعرفها من خلال ممارسته ومعايشته لتلك الأعمال الفنية على بساطتها لتعويده على الثقة بنفسه والتعبير بحريته من دون تدخل أي طرف بالعمليات الفنية البسيطة التي ينفذها وهذا مهم له بشكل كبير إذ نتقصد هذا الجانب في الورشة.‏

أما السيدة إيمان بيطار والدة أحد الأطفال تحدثت حول تجربة أطفالها فقالت: أتقصد أن تشارك بناتي بهذه الأنشطة خصوصاً أن المشرفين على الورشات على مستوى جيد من الوعي والإدراك في التعامل مع الأطفال فهناك اهتمام مدروس بكل الأطفال ودون أي تميز وهذه نقطة إيجابية تساعد الطفل للاستفادة من العملية ككل والتي تشجع الطفل إن كان لديه بوادر موهبة إذ تكشف الورشة عنها وتوجهها وبالنسبة للطفل ممارسة أي موهبة لن تمر ببساطة إذ تترك أثرها المهم عليه وقد لاحظت وبعد تواجد ابنتي في الورشة أنه صار عندها رغبة في الرسم بعد تجريبها لأعمال فنية عديدة إذ رسمت أشكالاً فرحت بها كثيراً هذا عدا عن كون الفن بشكل أو بآخر يخلق عند أي طفل حالة من النشاط الخاص ثم أسئلة كثيرة تتفتح في ذهنه وقد لمست ذلك بمجرد التجريب للنشاط كونه يثير الفضول ويشغل ذهن الطفل بالعمل عليه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية