|
مشروع السّدات المائية لحصاد مياه الأمطار بالنهج التشاركي دمشق واستصلاح مئات الهكتارات اضافة لزيادة مردود الانتاج في وحدة المساحة الناجم عن تحول الزراعة من البعلية إلى المروية لأن الزراعة في هذه المناطق تحتاج إلى ري تكميلي داعم وليس رياً دائماً. هذا الطرح التقطت خيوطه مديرية زراعة اللاذقية منذ عدة سنوات بطرح مشروع/ السدات المائية/ الذي لا تعتبر من المشاريع الاستراتيجية التي تحتاج لدراسات وخطط وإنما يدخل في إطار دعم بسيط أشبه ما يكون بالمشاريع الصغيرة وهو معتمد منذ القديم لدى الناس ولا تكاد تخلو قرية من حفرة أو رامة تمتلئ شتاء بالمياه لتستخدم صيفاً تكميلياً أو لسقاية الحيوانات أو غيرها من الاستخدامات. والأسبوع قبل الماضي أقامت وزارة الزراعة ورشة عمل في فندق صافيتا الشام في إطار الادارة المتكاملة لمساقط المياه بالنهج التشاركي وذلك بالتعاون مع منظمة الفاو وأظهرت المناقشات الجدوى الاقتصادية الكبيرة لهذا المشروع( الإدارة المتكاملة لمساقط المياه) لعدة اعتبارات مثل زيادة مردودية الانتاج، الاستفادة من المشروع في الحفاظ على الغابات من الحرائق، إدخال زراعات جديدة ومتنوعة مثل النباتات العطرية والطبيعية والزراعات العضوية، الحفاظ على التنوع الحيوي بشقيه النباتي والحيواني، المساهمة في تجميع واستثمار مياه الأمطار وعدم ضياعها. المشروع يعتمد النهج التشاركي مع السكان المحليين وهذا يعني البعد الاجتماعي للسكان ولكن في الواقع المشروع وحسب ما أظهرته المناقشات يصطدم بالادارة المركزية فما زال القرار يصدر من القمة إلى الاطراف دون دراية أو إحاطة بمعاناة وظروف الأطراف وهكذا يصطدم مع مضمون الادارة التشاركية للمشاريع الصغيرة التي غالباً تدار إدارة ذاتية بالعرف فمثلاً مشروع السدات المائية أو الحفائر كانت كل عائلة تقيم حفرة وتحميها وتجري لها الصيانات الفنية وتمنع الاعتداء عليها وكذلك القرية بالنسبة للحفائر على مستوى القرية وبالتالي الادارة ذاتية بالعرف. مشروع السدات المائية كما طرحته مديرية زراعة اللاذقية هو المشروع الأكثر تعبيراً للنهج التشاركي لإدارة مساقط المياه لأن السدات المائية مشاريع تساهم في حصار المياه وتقام على ارتفاع يزيد على 400 م وهو الارتفاع الذي لا تشمله على الأغلب مشاريع الري وبالتالي يمكن للسدة الواحدة التي تتسع إلى مابين 20-50 ألف متر مكعب أن تساهم في ري مابين 300-400 دونم ( ري تكميلي) أن يستفيد منها مابين 50-60 عائلة لمناطق هي الأغنى مطريا ولكنها لا تستفيد من مياهها وتذهب كلها الى الوديان والسهول متسببة بانجراف التربة وبالتالي السدات تجعل الناس يستفيدون من السداد مباشرة إضافة لدعمها للمياه الجوفية وإحداث التنمية الشاملة للمنطقة زراعياً وسياحياً واجتماعياً واقتصادياً. المشروع بحسب خبراء الفاو والفنيين المحليين يحتاج لإحداث ادارة فرعية لمساقط المياه في الساحل وإقامة المشروع بأيدي وبموارد وطنية دون الركون والرهان على المنح الدولية لأن عامل الزمن مهم.
|