وسورية التي انشأت واقامت العشرات من المؤسسات التي تعنى بالتراث، تعرف كيف تحافظ عليه وتحتفي به، وهذا ما دأبت عليه وزارة الثقافة منذ ان تأسست عبر اقامة الندوات والاحتفالات وحلقات النقاش والمؤتمرات العلمية.
وفي هذا الاطار كان الاحتفال باليوم العالمي للتراث الذي اقامته وزارة الثقافة في دمشق وافتتح في خان اسعد باشا تحت رعاية السيد وزير الثقافة الذي اناب عنه بهذه المناسبة السيد توفيق الامام معاون الوزير الذي تحدث بهذه المناسبة قائلا:
يقام المهرجان بمناسبة اليوم العالمي للتراث, حيث عملت وزارة الثقافة على الاتصال بكافة الفعاليات الحرفية والفنية والثقافية لإقامة هذا المهرجان الذي يعبر عن تاريخ وحضارة سورية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
وأضاف: إن ما يميز المهرجان الحالي هو إدخال بعض الأعمال اليدوية أو الفنية الجديدة متوفرة في العام الماضي، وهي امكانات ربما لم تكن امكاناتها وقد وضعتها الوزارة لانجاح هذا المهرجان على مستوى سورية... وهي تعمل على تشجيع ثقافة المهرجانات لِما لهذه المهرجانات من أهمية على الساحة الثقافية, ففي الأمس القريب كان مهرجان الشيخ صالح العلي في مدينة طرطوس بمناسبة عيد الجلاء, أيضاً كان مهرجان سلطان باشا الأطرش... وهذا كله يصب في سبيل الحفاظ على تراث سورية الذي يمتد لآلاف السنين وكي يكون رسالة للأجيال القادمة.
بدوره د.جهاد بكفلوني مدير الهيئة العامة السورية للكتاب: أكد أن المعرض يعكس مهارة اليد السورية التي حملت على عاتقها أداء رسالة الحضارة عبر مراحل التاريخ كلها, مشيراً أن المعرض تضمن لوحات فنية رسمها فنانون كبار, حتى أن كل لوحة من اللوحات تكاد تنطق وتتحدث عن نفسها...
وقال: إذا انتقلت إلى الأشغال اليدوية فإنك تلاحظ الدقة الكبيرة التي كانت وراء انجاز هذه الأعمال المبدعة, فالمرأة السورية امرأة ملهمة مبدعة تملك نفساً طويلاً وهي تتعامل مع الإبرة والخيط ومع القش والفخار... كل هذه الأعمال تدل على عراقة هذا الشعب وطول باعه في ميدان الحضارة, لذلك يتعرض مايتعرض له من هجمة تريد أن تمحو ماضي وحاضر ومستقبل هذا الشعب الذي سينتصر مادام مؤمناً بأن الله اختاره لأداء هذه الرسالة الحضارية عالية المستوى.
وأضاف بكفلوني: الهيئة العامة السورية للكتاب شاركت بالتعاون مع مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة في نشر الكتب التي تتحدث عن تراثنا العربي السوري وهو تراث غني, بعض الكتب تتحدث عن اللهجات السورية, وبعضها يتحدث عن العادات التي يجب أن نحافظ عليها لأنها جزء من هويتنا العربية القومية الأصيلة, وبعضها تتحدث عن مهارة اليد السورية التي كانت تقف وراء هذه الأعمال البديعة... كل هذا في إطار تنشيط حركة الكتاب وتسويقه, لأن الكتب تباع بحسم يصل إلى خمسين بالمائة.
أما حمود الموسى مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة أشار إلى أن معظم المحافظات السورية تعيش مهرجانات وفعاليات ثقافية تجسد ثقافة التراث في مواجهة ماتتعرض له هذه الثقافة من هجمة إرهابية شرسة...
وقال: المعرض متنوع جداً يشمل العديد من الفعاليات من التراث التشكيلي فهناك لوحات منقوشة, ولوحات تجسد التراث الفني الدمشقي, يضاف لها الحرف اليدوية الرائعة, أيضاً هناك معرض الكتاب التي يقدم مجموعة من العناوين الهامة.
واختتم بالقول: نحن نحاول الحفاظ على هذه الحرف والتقاليد والتراث الجميل والرائع ونطوره ونكبر به ونقدمه للآخرين بأبهى حلة... وهو بالمحصلة رسالة للعالم أجمع أن سورية هكذا كانت وستبقى في هذه الجمالية وهذه الروعة.
ميسر صابوني فنان تشكيلي: مشارك بحوالي 15 لوحة تضمنت لوحاته التراث السوري الأصيل والحارات الشعبية القديمة وبعض المناظر الطبيعية...استخدم في لوحاته بحص البحر بألوانه الطبيعية.
وفاء كريدي فنانة تشكيلية: شاركت بـ17 لوحة, رسمت الحارات القديمة, كما رسمت المرأة الشامية القديمة والمرأة الريفية.. وهي تفضل الأشياء الواقعية والقديمة التراثية...ولذلك جمعت كل هذا ووظفته في لوحاتها.
الحرفي يحيى ناعمة قال: اعمل منذ خمسين عاماً في هذه الحرفة (حرفة الصدف) نستخدم فيها الأصداف البحرية التي يستخرج منها اللولو, ونعمل في الأخشاب المحلية (الجوز والورد والليمون...) ونذوق فيها, حيث نمزج الأصداف مع الأخشاب كي نعطي حركة ورسومات طبيعية جميلة.
ammaralnameh@hotmial.com